وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 6- 7- 2025 الإدارة المحلية: قرار حل مجالس البلديات لم يُتخذ بعد إصابة شخصين بطلق ناري نتيجة مشاجرة بمرج الحمام وفد "إسرائيلي" إلى الدوحة للتفاوض حول خلافات اتفاق وقف إطلاق النار منتخب سيدات السلة يبلغ نصف نهائي البطولة العربية تشيلسي يتجاوز بالميراس ليضرب موعدا مع فلومينسي في نصف النهائي بطلب من رونالدو.. النصر السعودي يغري رودريغو بشيك مفتوح باريس سان جيرمان يواصل عروضه القوية في مونديال الأندية 2025 أبو زيد : المقاومة في غزة تفوقت على الاحتلال رغم إختلال موازين القوى - فيديو الأردن يعزي الولايات المتحدة بضحايا الفيضانات عشرات العائلات تستفيد من مبادرة يلزمنا مالا يلزمكم في الاغوار الجنوبيه السرحان والعثامنة نسايب – صور تشييع جثمان النقيب المتقاعد إبراهيم عمر دغجوقة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشائر الزبيدي والعرموطي وحدادين والعبداللات العمرو حماس: ردنا على مقترح الهدنة اتخذ بالإجماع

القسم : بوابة الحقيقة
من صور الادارة السلبية
نشر بتاريخ : 11/27/2019 11:18:38 AM
د هايل ودعان الدعجة

اخبرني شاب كان يعمل في مؤسسة خيرية، وهو ما يزال في بداية مشواره الوظيفي، عن حجم المعاناة التي كان يعاني منها من قبل موظفي الرقابة والاشراف، ومعظمهم من جيل الشباب ممن هم في عمره، حتى انه لم يكن ليستطيع الذهاب لقضاء حاجته، خوفا من ان يقع ضحية او ان يقتنصه احدهم بالجرم المشهود تاركا مكان عمله، دون مراعاة للاسباب او الظروف التي قادته لمغادرة موقع عمله للضرورة وللحظات، وذلك بعد ان تكرست لديهم القناعة بان مهمتهم تكمن في تصيد الاخطاء والسلبيات وتعبئة التقارير بالملاحظات التي تدين الموظف، تمهيدا لمعاقبته ومن ثم الحكم على عدم اهليته للاستمرار بالعمل بعد ان يصبح ملفه حافلا بالمخالفات والعقوبات التي ارتكبت بحقه، والتعامل معه ( الملف ) كمرجعية يتم اللجوء لها للحكم على اداء الموظف ومستقبله ومصيره الوظيفي عبر الاستغناء عن خدماته او عدم تجديد عقده . اعتقادا منهم بانهم بذلك يكسبون رضا الادارة وثقتها بشكل يعزز من نجاحهم واستمرارهم بالعمل.. حتى وان كان ثمن ذلك الحاق الاذى والضرر والظلم بالموظفين الاخرين . يحدث ذلك بدلا من التفكير في كيفية تصويب اخطاء الموظف ومخالفاته وسلبياته ومعالجتها وتحويلها الى ايجابيات ونجاحات من شأنها تحسين بيئة العمل وتطويرها، بطريقة تجعلنا نتساءل.. كيف يتم اختيار هذه النوعية من المراقبين والمشرفين.. ومن يقف وراءها.. ؟. وما هي الاسس التي تم اعتمادها في اختيارهم وتعيينهم ؟. وهل يتم اخضاعهم لدورات تدريبية في مجال العمل الرقابي والاشرافي ؟ ام انها سياسة المؤسسة في تطفيش الموظفين ؟!.    اذن.. من المسؤول عن تكريس هذه الثقافة السلبية لديهم، بشكل مخالف لما توصل له علم الادارة والمدارس والنظريات الادارية الحديثة من نتائج وتوصيات جل اهتمامها التركيز على حفز الموظف وتشجيعه على العمل ورفع روحه المعنوية وتحسين حالته النفسية، بما ينعكس ايجابيا على بيئة العمل وزيادة الإنتاجية.. واين هم المدراء والمسؤولين في هذه المؤسسات من هذه الممارسات السلبية والخاطئة الكفيلة بتحويل هذه البيئة الى بيئة محبطة وسوداوية . منفرة وطاردة.. بدلا من تحويلها الى بيئة جاذبة ومحفزة تشجع الموظف على العطاء والتفاني بعمله .

 

ومن الصور السلبية الاخرى التي تستحوذ على المشهد الاداري في مؤسساتنا واداراتنا، تلك المتعلقة بالفترة التي يكون فيها ( الموظف ) تحت التدريب او التجربة، بطريقة تجعلك تشعر ان الجهود منصبة على تكسير مجاذيفه خلال هذه الفترة، واحباطه وتفشيله حتى لا يتم تثبيته عبر التركيز، مرة اخرى، على اخطائه وسلبياته، دون مراعاة لحداثة تجربته ودخوله سوق العمل، او توظيف مرحلة التدريب في تطوير مهاراته الوظيفية وتعزيز قدراته وامكاناته المعرفية لتمكينه وتحفيزه على اداء مهامه بنجاح . فاذا ما كانت موظفة بوظيفية سكرتيرة مثلا،  فغالبا ما يتم اخضاعها لفترة تدريب لمدة قصيرة وبدون اجر تنتهي بالاستغناء عن خدماتها بعد ان تكون المؤسسة استفادت منها وظيفيا دون ان تدفع لها مقابلا او راتبا.. وهكذا تتكرر العملية مع موظفات او سكرتيرات اخريات من خلال العمل بدون مقابل مالي بحجة خضوعهن لفترات تدريبية وتجريبية.. وهكذا.. المؤسسة تنجز اعمالها وتستفيد منهن دون ان تعينهن.. وهن يعملن وينجزن اعمال المؤسسة بدون تعيين وبدون راتب.. في استغلال بشع للبطالة، وحاجة الناس للعمل .

 

 ان الموظف خلال فترة التدريب يقدم ما يمتلكه او ما عنده من مهارات وقدرات تعلمها او حصل عليها قبل دخوله سوق العمل، وبالتالي فهو بحاجة الى من يساعده ويدربه على توظيف هذه المهارات والقدرات وتطويرها وتعزيزها بما يخدم مصلحة المؤسسة التي يعمل بها.. لا ان نتركه يعمل وحيدا.. ثم نحكم على ادائه بالفشل . فاذا كان هو قد قدم ما عنده.. فلماذا لا تقدم المؤسسة له ما عندها.. وتضعه بصورة او بمسار العمل المطلوب منه.. هل لانها لا تريده اصلا ان يعمل او يستمر بها ؟.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023