وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 6- 7- 2025 الإدارة المحلية: قرار حل مجالس البلديات لم يُتخذ بعد إصابة شخصين بطلق ناري نتيجة مشاجرة بمرج الحمام وفد "إسرائيلي" إلى الدوحة للتفاوض حول خلافات اتفاق وقف إطلاق النار منتخب سيدات السلة يبلغ نصف نهائي البطولة العربية تشيلسي يتجاوز بالميراس ليضرب موعدا مع فلومينسي في نصف النهائي بطلب من رونالدو.. النصر السعودي يغري رودريغو بشيك مفتوح باريس سان جيرمان يواصل عروضه القوية في مونديال الأندية 2025 أبو زيد : المقاومة في غزة تفوقت على الاحتلال رغم إختلال موازين القوى - فيديو الأردن يعزي الولايات المتحدة بضحايا الفيضانات عشرات العائلات تستفيد من مبادرة يلزمنا مالا يلزمكم في الاغوار الجنوبيه السرحان والعثامنة نسايب – صور تشييع جثمان النقيب المتقاعد إبراهيم عمر دغجوقة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشائر الزبيدي والعرموطي وحدادين والعبداللات العمرو حماس: ردنا على مقترح الهدنة اتخذ بالإجماع

القسم : بوابة الحقيقة
استقلال الجامعات
نشر بتاريخ : 11/11/2019 5:55:38 PM
أ.د. عبدالله عزام الجراح

لعل من أبسط معاني استقلال الجامعات، أن تكون الجامعات مستقلة في إدارة ذاتها استقلالا إداريا وماليا، وهذا بالطبع لا يتحصل الا إذا كانت الجامعات ناضجة وتحمل رسالة الوطن والجامعة، جامعة وطن لا جامعة افراد.

ان الناظر الى واقع جامعاتنا الأردنية الحكومية وعددها عشر جامعات يجد ان أغلب هذه الجامعات تعاني مشكلات مالية خانقة، وان جل اهتمام رئيسها يكون في تامين رواتب العاملين فيها نهاية كل شهر، مع ملاحظة ن عملية اختيار رئيس الجامعة او معايير المفاضلة المعلنة رسميا بين المتقدمين لشغل هذه الوظيفة تركز على الإنتاج العلمي والخبرة الاكاديمية، ويقدم كل متقدم لشغل رئاسة هذه الجامعة او تلك خططا وبرامج لإقناع لجان المقابلة بافضليته وأحقيته في تسلم إدارة الجامعة دون سواه. 

ويظهر الواقع وبعد أشهر قليلة من تسلم هؤلاء الأساتذة لمواقعهم، انهم مكبلون ولا يستطيعون فعل شيء مما كانوا يحلموا به او مما قدموه للجان المقابلة قبل اختيارهم.

ان مما لا شك فيه ان استقلال الجامعات مطلب وطني ملح، يمكن ان يعيد للجامعات شيئا من دورها وبريقها الذي خفت بفعل تراجع أداء الجامعات الأردنية، والمستويات الاكاديمية المتميزة التي وصلت اليها العديد من الجامعات من حولنا، والتي كنا نعتقد اننا نتفوق او نتقدم عليها بكثير.  ان تراجع اداء الجامعات وعجزها عن تحقيق أهدافها له اساب كثيرة، لعل في مقدمتها الضائقة المالية التي تمر بها الجامعات، خاصة مع تراجع الدعم المالي المقدم من الحكومة لدعم الجامعات، فكيف لجامعة تغرق في الدين ان تكون مستقلة؟

 امام هذه الحالة الحزينة يبدوا ان استقلال الجامعات ضرب من الخيال او الجنون. ولا يزيد عن كونه استقلالا صوريا، لا يحمل في حقيقته أي معنى من معاني الاستقلال الذي قد يقود الجامعات فعلا الى استقلاليتها.

 ان الجامعات ذراع التنمية الشاملة والمستدامة وعلى كافة الصعد، ودعمها وتأهيلها لتكون مستقلة سيحقق الكثير من التطور والتقدم للدولة الأردنية إذا ما تم وفق معايير اكاديمية وموضوعية. مطلوب من الحكومة ان تسد ديون الجامعات وان تدعمها ماليا، إذا ما ارادت فعلا ان تحقق استقلالية صادقة للجامعات. كما ان الحكومة مطالبة أيضا برفع يدها عن اختيار رئيس الجامعة ومجالس الأمناء، واي مواقع إدارية أخرى تتعلق بالجامعات، خاصة وان الكثير من رؤساء الجامعات يتم اختيارهم لاعتبارات جغرافية وتاريخية ، ويحولون الجامعة الى ملكيات خاصة بهم وبمحاسيبهم، ويتصرفون باستهتار واستقواء دون أي رقيب او حسيب.  

ولعل من صور استقلال الجامعات والتي أتمنى ان نرى قريبا، ان تكون اداراتها منتخبة من قبل العاملين فيها، ففي كثير من دول العالم يتم الإعلان عن منصب رئيس الجامعة كما يتم الإعلان عن أي وظيفة اخرى، وتكون الكفاءة فيها، المعيار الأوحد دون النظر الى أي اعتبارات أخرى.

ولقد اثبتت الكثير من القيادات الأكاديمية في الأردن، تميزها واخلاصها وتفوقها وقدرتها على تقديم الانموذج المخلص القادر على نقل الجامعات من المحلية الى العالمية والى تحويل الجامعة الى أداة تنمية حقيقية. ان الجامعات الأردنية قادرة على إدارة نفسها بنفسها وفيها من القيادات المخلصة ما يمكن ان يحولها الى جامعات رائدة منتجة للمعارف، تخرج قادة ومفكرين وصناع قرار.

جامعة مؤتة - كلية التربية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023