تسمم غذائي يطال 23 طالباً في إربد بعد تناولهم الفلافل من مطعم هل استخدمت الحكومة "حيلة" لرفع فواتير المياه؟ فيديو لا فواتير "هواء".. والمياه توضح لـ "الحقيقة الدولية": تصريحات الوزير فهمت بشكل خاطئ ترامب يصل المملكة المتحدة في زيارة دولة ثانية تاريخية الحسين يحقق فوزا ثمينا على سباهان الإيراني في مستهل مشواره الآسيوي أمير قطر يحلُّ ضيفا على الأردن اليوم أجواء معتدلة في أغلب المناطق حتى السبت- فيديو اربد : تسمم 5 طلاب إثر تناولهم وجبات من مطعم وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء17 -9 -2025 بسبب خلاف على اصطفاف سيارة - وفاة بمشاجرة في منطقة طبربور إعلان الدفعة الرابعة من مرشحي بعثات الدبلوم العالي للمعلمين - رابط الحسين إربد يستهل مشواره الآسيوي بفوز على سباهان الكرك .. جمعية سيدات مدين الخيرية تنظم معرض للملابس المجانية أرسنال يعبر أتلتيك بلباو في مستهل مشواره بدوري أبطال أوروبا الحوثيون: استهدفنا هدفا "اسرائيليا" حساسا في يافا
القسم : بوابة الحقيقة
طرائف من تجربتي في الهند
نشر بتاريخ : 10/18/2019 8:44:56 PM
أ.د. محمد الدعمي

همس أحدهم في أذني بعد التحاقي ببعثي للدكتوراه في الهند منوها إلى ضرورة تعليق صورة “للسيد الرئيس” في شقتي هناك، مضيفا “لن تنجو قط من كبسات ضباط المخابرات مهما بعد مكان دراستك، فهم “سيكبسون”، أما كزيارة أو دعوة عشاء، شقتك لملاحظة التزاماتك الوطنية من آن لآخر”!

وفعلا، ما أن استأجرت شقة بالقرب من المعهد الذي درست فيه، حتى تأكدت من تعليق صورة له على جدار غرفة الجلوس، تجنبا للإشكالات. بيد أن صورة رئيس الجمهورية العراقية السابق بالبزة العسكرية جلبت لي متاعب من نوع آخر، إذ لاحظ مجموعة من الصبية من أصدقاء ولديّ الصورة معلقة، فاستفسروا منهما: هل والدك من أقارب رئيسكم؟ أما ولدي، فلم يعرّضا أصدقاءهما لخيبة أمل قط، إذ أكدا أن: “نعم، بابا، هو ابن عم الرئيس!”

ولم يمر وقت طويل في تلك المدينة الهندية الكبيرة حتى انتشر خبر “قرابتي” من الرئيس عبر الأثير بين العشرات من العوائل حوالي منطقة سكني. ولأني كنت أدرك أن هذه هي “جريمة انتحال صفة”، حاولت جاهدا أن أكذب الخبر أمام الصبيان من أصدقاء أطفالي وأمام الناس عامة، ومع ذلك، فقد ذهبت جهود “التكذيب” هواء في شبك، لبالغ الأسف.

حتى حدث الآتي: “فإذ كنت أهيئ طعام الفطور على مائدة المطبخ الصغيرة في أحد الصباحات البهية، مع الشاي الساخن قبل إرسال ولديّ إلى الروضة، دق جرس الباب الخارجي لشقتي، فتحت الباب وإذا بسيدة لم يكن عمرها يقل عن سبعين سنة ترتدي الساري الهندي معها رجل يستحق الملاحظة نظرا لضخامة جسمه. وبعد أن تفضلا بالجلوس في شقتي، وقد كانت زوجتي قلقة، تترقب ما الذي يريده هذان الشخصان اللذان لم يسبق أن رأيناهما ـ بدأت السيدة العجوز بالكلام معنا، بينما بقي الرجل العملاق جالسا إلى جانبها يلتزم الصمت. هي قالت: إن ولدي هذا الجالس أمامكم يتعرض للتهديد بالاعتداء، بل وبالقتل من قبل “عصابة”.

ولكن المفاجأة كمنت لحظة أن استفسرت حول علاقتي بهذا الموضوع الخاص بولدها، أجابت العجوز بأنها قد قدمت إلي طلبا بالحماية، أي حماية ولدها العملاق الجالس إلى جانبها.

قلت، ولماذا تفضلت باللجوء إلي، وأنا باحث أجنبي جئت للدراسة وبحاجة للحماية شخصيا، أوضحت العجوز، بالقول: “جئت إليك لأنك رجل قوي!” واستدراكا للتمادي في القيل والقال، سألت العجوز وولدها العريض المنكبين: “وكيف عرفتِ بأني رجل قوي؟” أجابت السيدة بأنها استنتجت هذه “الحقيقة” بسبب الشخص الظاهر في الصورة المعلقة على الجدار، أي صورة الرئيس السابق بالبزة العسكرية!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025