الحكومة تضاعف موازنة اتحاد كرة القدم اعتبارا من العام المقبل وفاة جدة موسى التعمري رئيس الديوان الملكي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظة البلقاء إيقاف ثنائي باريس لنهاية مونديال الأندية.. وعقوبة "مخففة" لمدافع ريال مدريد هویسن توقيع 6 اتفاقيات أردنية - كويتية في السياحة والتعليم والثقافة والعمل الأردن يستأنف إرسال القوافل الإغاثية إلى غزة انطلاق فعاليات "عمان عاصمة الشباب العربي 2025" الحكومة تقترض 400 مليون دولار مؤسسة الضمان الاجتماعي توقع مذكرة للتوعية الصحية ومكافحة التدخين البنك الدولي: 950 ألف مستفيد من برنامج الحماية الاجتماعية في الأردن "الإدارة المحلية" تنفي إدراج اسم شخص متوفى ضمن "مجلس المفرق" مدير "ضريبة الدخل" يحذر من اعداد برمجيات للتلاعب بالفوترة اصابة ٩ اشخاص بحريق منزل في ضاحية الرشيد عشرات الآف المتظاهرين في اسبانيا يشكلون خريطة بشرية لفلسطين - فيديو "محور موراغ".. آخر العقبات المتبقية لإبرام اتفاق وقف النار

القسم : بوابة الحقيقة
طرائف من تجربتي في الهند
نشر بتاريخ : 10/18/2019 8:44:56 PM
أ.د. محمد الدعمي

همس أحدهم في أذني بعد التحاقي ببعثي للدكتوراه في الهند منوها إلى ضرورة تعليق صورة “للسيد الرئيس” في شقتي هناك، مضيفا “لن تنجو قط من كبسات ضباط المخابرات مهما بعد مكان دراستك، فهم “سيكبسون”، أما كزيارة أو دعوة عشاء، شقتك لملاحظة التزاماتك الوطنية من آن لآخر”!

وفعلا، ما أن استأجرت شقة بالقرب من المعهد الذي درست فيه، حتى تأكدت من تعليق صورة له على جدار غرفة الجلوس، تجنبا للإشكالات. بيد أن صورة رئيس الجمهورية العراقية السابق بالبزة العسكرية جلبت لي متاعب من نوع آخر، إذ لاحظ مجموعة من الصبية من أصدقاء ولديّ الصورة معلقة، فاستفسروا منهما: هل والدك من أقارب رئيسكم؟ أما ولدي، فلم يعرّضا أصدقاءهما لخيبة أمل قط، إذ أكدا أن: “نعم، بابا، هو ابن عم الرئيس!”

ولم يمر وقت طويل في تلك المدينة الهندية الكبيرة حتى انتشر خبر “قرابتي” من الرئيس عبر الأثير بين العشرات من العوائل حوالي منطقة سكني. ولأني كنت أدرك أن هذه هي “جريمة انتحال صفة”، حاولت جاهدا أن أكذب الخبر أمام الصبيان من أصدقاء أطفالي وأمام الناس عامة، ومع ذلك، فقد ذهبت جهود “التكذيب” هواء في شبك، لبالغ الأسف.

حتى حدث الآتي: “فإذ كنت أهيئ طعام الفطور على مائدة المطبخ الصغيرة في أحد الصباحات البهية، مع الشاي الساخن قبل إرسال ولديّ إلى الروضة، دق جرس الباب الخارجي لشقتي، فتحت الباب وإذا بسيدة لم يكن عمرها يقل عن سبعين سنة ترتدي الساري الهندي معها رجل يستحق الملاحظة نظرا لضخامة جسمه. وبعد أن تفضلا بالجلوس في شقتي، وقد كانت زوجتي قلقة، تترقب ما الذي يريده هذان الشخصان اللذان لم يسبق أن رأيناهما ـ بدأت السيدة العجوز بالكلام معنا، بينما بقي الرجل العملاق جالسا إلى جانبها يلتزم الصمت. هي قالت: إن ولدي هذا الجالس أمامكم يتعرض للتهديد بالاعتداء، بل وبالقتل من قبل “عصابة”.

ولكن المفاجأة كمنت لحظة أن استفسرت حول علاقتي بهذا الموضوع الخاص بولدها، أجابت العجوز بأنها قد قدمت إلي طلبا بالحماية، أي حماية ولدها العملاق الجالس إلى جانبها.

قلت، ولماذا تفضلت باللجوء إلي، وأنا باحث أجنبي جئت للدراسة وبحاجة للحماية شخصيا، أوضحت العجوز، بالقول: “جئت إليك لأنك رجل قوي!” واستدراكا للتمادي في القيل والقال، سألت العجوز وولدها العريض المنكبين: “وكيف عرفتِ بأني رجل قوي؟” أجابت السيدة بأنها استنتجت هذه “الحقيقة” بسبب الشخص الظاهر في الصورة المعلقة على الجدار، أي صورة الرئيس السابق بالبزة العسكرية!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023