تسمم غذائي يطال 23 طالباً في إربد بعد تناولهم الفلافل من مطعم هل استخدمت الحكومة "حيلة" لرفع فواتير المياه؟ فيديو لا فواتير "هواء".. والمياه توضح لـ "الحقيقة الدولية": تصريحات الوزير فهمت بشكل خاطئ ترامب يصل المملكة المتحدة في زيارة دولة ثانية تاريخية الحسين يحقق فوزا ثمينا على سباهان الإيراني في مستهل مشواره الآسيوي أمير قطر يحلُّ ضيفا على الأردن اليوم أجواء معتدلة في أغلب المناطق حتى السبت- فيديو اربد : تسمم 5 طلاب إثر تناولهم وجبات من مطعم وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء17 -9 -2025 بسبب خلاف على اصطفاف سيارة - وفاة بمشاجرة في منطقة طبربور إعلان الدفعة الرابعة من مرشحي بعثات الدبلوم العالي للمعلمين - رابط الحسين إربد يستهل مشواره الآسيوي بفوز على سباهان الكرك .. جمعية سيدات مدين الخيرية تنظم معرض للملابس المجانية أرسنال يعبر أتلتيك بلباو في مستهل مشواره بدوري أبطال أوروبا الحوثيون: استهدفنا هدفا "اسرائيليا" حساسا في يافا
القسم : بوابة الحقيقة
لا تتحرج لأنك عربي!
نشر بتاريخ : 9/30/2019 6:09:09 PM
أ.د. محمد الدعمي


قدمت لي تلك الحسناء اليافعة “صدمة وعي” لم أتوقعها، بحسب جميع المعايير، بعد أن أفصحت لي عما يدور في خلدها: “هل تشعر بالإحراج لأنك عربي؟” مضيفة: “لا داعي للتحرج!”

وقد كان الأدهى هو أنها مجرد رقم في ماكينة العمل الأميركية العملاقة، بوصفها مجرد “موظفة استقبال النزلاء” في “فندق الكلاب”، وهو فندق خاص بإيواء الكلاب مقابل أجور “معقولة”، أثناء اضطرار أصحاب هذه الكلاب للتغيب عن المنزل لسبب ما، كأن يكون السفر أو الرقود في مستشفى.

والحق أقول، ربما زاد هذا المكان، أي Dogs Hotel الذي يقع إلى جانب “دار سينما الكلاب”، حيث تعرض على شاشتها أفلاما خاصة لهذا النوع من الحضور! قفز على بالي كيف نعامل الكلاب في بلداننا “العربية”؛ ثم كيف تواشج ذلك الانطباع كله بقوة “صادمة” أعلاه، خصوصا وأني قد قدمت نفسي في “الاستقبال” كرجل عربي، مفتخرا بنفسي ومزهوا بتراث تاريخي عميق.

وإذا كان هول الصدمة لا صلة له بفندق الكلاب، أو بسينما الكلاب، أو بمستشفيات الكلاب المنتشرة في كل مكان من هذه الحاضرة الأميركية الزاهرة، “فينكس Phoenix”، فإن مصدر الصدمة الحقيقي أتى من حجم وكثافة التشويه الذي تعرض له العرب، أفرادا وشعوبا، بعد انقضاء القرن التاسع عشر على أيدي المئات من الغربيين الذين كان همهم البحث عن مثالب العرب وتضخيمها وليّها بصورة حقود على سبيل ما كان قد تحقق لهم في سنوات تالية، خصوصا بعد الحروب العربية الإسرائيلية (1948، 1957، 1967، 1973)، إذ غدا التحوط (وربما الاعتذار للمعية) بسبب منشأ المرء، عربيا، من إحدى الدول العربية أو نسبة لإحدى القبائل العربية “العاربة” الأصيلة!

وإذا أدركنا الآن جيدا بأن ما ألصق بالعنصر العربي من سلبيات عبر حملات تشويه إعلامية حقود قامت بغسل أدمغة الجمهور الغربي في كل من أوروبا وأميركا الشمالية، فإن علينا أن ندرك بذات المقدار من الوضوح والقوة طول الطريق الذي ينتظرنا وينتظر ثقافتنا وإعلامنا كي تسلكاه على سبيل تصحيح صورة “عربي التلفاز” وصورة “عربي السينما” اللتين تناولت بهما ذات الموضوع في مقالتين سابقتين لصحيفة (الوطن الغراء) قبل عدة أشهر!

كما أن هذه فرصة إضافية كي أرفع صوتي عاليا للدعوة إلى مشروعي القومي لمركز متخصص لدراسة طرائق تصوير العرب في الإعلام وآنية التسلية الغربية، كالسينما والأفلام المتحركة، وحتى مدن الملاهي من عيار “دزني لاند”! أليس هذا مشروعا استراتيجيا قد يوازي مشاريعنا في حقول المعادن والصناعة والزراعة والتجارة في أهميته؟ خصوصا وأن بقاء الصورة المحرفة للعرب، أفرادا وقوما، لا بد وأن يترك آثاره المظلمة على كافة أنشطة الدول العربية إقليميا وعالميا.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025