الحكومة تقرر مضاعفة موازنة اتحاد كرة القدم اعتبارا من العام المقبل وفاة جدة موسى التعمري رئيس الديوان الملكي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظة البلقاء إيقاف ثنائي باريس لنهاية مونديال الأندية.. وعقوبة "مخففة" لمدافع ريال مدريد هویسن توقيع 6 اتفاقيات أردنية - كويتية في السياحة والتعليم والثقافة والعمل الأردن يستأنف إرسال القوافل الإغاثية إلى غزة انطلاق فعاليات "عمان عاصمة الشباب العربي 2025" الحكومة تقترض 400 مليون دولار مؤسسة الضمان الاجتماعي توقع مذكرة للتوعية الصحية ومكافحة التدخين البنك الدولي: 950 ألف مستفيد من برنامج الحماية الاجتماعية في الأردن "الإدارة المحلية" تنفي إدراج اسم شخص متوفى ضمن "مجلس المفرق" مدير "ضريبة الدخل" يحذر من اعداد برمجيات للتلاعب بالفوترة اصابة ٩ اشخاص بحريق منزل في ضاحية الرشيد عشرات الآف المتظاهرين في اسبانيا يشكلون خريطة بشرية لفلسطين - فيديو "محور موراغ".. آخر العقبات المتبقية لإبرام اتفاق وقف النار

القسم : بوابة الحقيقة
تطبيقات الأسطورة الآرية على مشرقنا
نشر بتاريخ : 12/22/2018 7:03:36 PM
أ.د. محمد الدعمي


في مقالتي السابقة ليوم الخميس، “ذوو الدم الحار معاكسا لذوي الدم البارد”، حاولت أن أميز بين الفرنسيين والإنجليز (أمزجتهم وأنماط سلوكهم الجماعي) تأسيسا على آثار البيئة على الشخصية البريطانية الشمالية (الباردة)، من ناحية، وبين آثارها على الشخصية الفرنسية الأكثر سخونة بسبب موقعها جنوبا، مطلة على البحر المتوسط.

للمرء أن يسلم بأن هذه هي نظرية عنصرية قديمة ابتدعت عبر القرون الماضية، خصوصا مع صعود نجم الروح العنصرية “الآرية” على أيدي مفكرين من نمط الكونت جوبينو Gobineaue والفيلسوف Renan في أوروبا.

وإذا كانت هذه النظرية قد تتوجبت بصعود الرايخ الثالث في برلين وبظهور النظرية النازية وعسكرة ألمانيا على أيدي هتلر، فإن على المرء تفحصها بقدر تطبيقاتها علينا في العالم العربي الإسلامي، تجاوزا لاختلالاتها وحذرا من مؤدياتها الخطيرة.

والحق، فإن تخصصي في أدبيات الاستشراق أكاديميا، قد فتح لي الأبواب واسعة لقراءة نصوص مهمة في هذا الحقل.

ربما كان أهم هذه النصوص هو مقالة المفكر الإنجليزي الفذ “ماثيو آرنولد” Arnold الموسومة “مسرحية العواطف الفارسية”، A Persian Passion Play. هذه مقالة عملاقة حجما ونوعا، إذ يحاول آرنولد من خلالها البرهنة على تفوق الجنس الآري، الذي ينتمي هو إليه كإنسان أوروبي أشقر، مقارنة بالجنس السامي، أي العربي واليهودي بخاصة.

وللتعرف على نزعة آرنولد العنصرية أعلاه، نلاحظ أن فرضية آرنولد الأساس إنما تقوم على التمييز بين جميع الأشياء على الأساس العنصري أعلاه: فهو يميز بين تيارين فكريين شكلا تاريخ الثقافة عبر العالم، وهما التيار الآري، والتيار السامي، مدعيا أن الأقوام الآرية أكثر ميلا للدقة وللعلوم التطبيقية كالرياضيات والكيمياء والفيزياء، من بين سواها؛ بينما تميزت الأقوام السامية (ومنها العرب والعبريون) بأنها أكثر ميلا للغيبيات وللخياليات، الأمر الذي يفسر ظهور الأديان المعروفة بــ”التقليد التوحيدي اليهودي/المسيحي/الإسلامي” بين الأقوام السامية، خصوصا في المشرق العربي. لذا، قرر آرنولد أن يترجم هذا المنطق بالرموز: إذ إنه رمز للتيار العقلاني (الآري) الأول بمدينة “أثينا”، فصارت برأيه منبع الثقافة العقلية المنطقية التي تميزت بها أوروبا عن سواها من بقاع الأرض؛ أما الرمز الثاني الخاص بالذهنية الخيالية الغيبية الذي خص به آرنولد الأقوام السامية، فهو مدينة “القدس”. وهكذا، تصور آرنولد تاريخ الفكر العالمي وهو يدور فقط في مداري المدينتين أعلاه.

هذا، بطبيعة الحال، نزوع عنصري واضح المعالم قصد منه التشويه والإساءة، خصوصا عندما راح هذا الكاتب يطبقه على ظهور الإسلام بين العرب، بوصفه دين، “سامي”؛ إلا أنه ما لبث وأن ادعى أن هذا الدين الحنيف قد تعرض للتحوير والتلاعب حال عبوره صحارى العرب نحو أراضي الأقوام الآرية. ومعنى ذلك، هو أنه كان يؤمن بقوة تأثير العنصر الذي تنتمي إليه هذه الأقوام حتى على طريقة فهمهم وتطبيقهم لشرائع دين واحد، غير قابل للتقسيم. وهذه، بكل تأكيد، محاولة لحرف حقيقة الإسلام الواحدة غير القابلة للتحوير ولا للتلاعب بسبب ضبطها بكتاب مقدس وبتقليد حديث شريف لا يمكن لأحد أن يتلاعب بهما، بدليل قوله تعالى: “إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون”. صدق الله العظيم.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023