وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 9 -5 -2025 "الخيرية الهاشمية": أخبار مضللة تحمل الافتراءات على الجهد الأردني الإنساني والاغاثي في غزة "أمازون" تستثمر 4 مليارات دولار في تشيلي لتجهيز بنية تحتية لمراكز البيانات بضغطة زر.. طفل يُغرق المنزل بـ70 ألف قطعة حلوى ويصدم والدته بالفاتورة بعد فراق 44 عاماً.. إعلامية ليبية تعثر على عائلتها عبر تيك توك بيل غيتس يتعهد بالتبرع بثروته كاملة بحلول 2045 انخفاض اسعار الذهب محليًا 90 قرشًا للغرام الواحد تراجع عمليات البحث في سفاري لأول مرة بسبب الذكاء الاصطناعي قمة خليجية أميركية في الرياض تزامنا مع زيارة مزمعة لترامب أشرف حكيمي: لهذه الأسباب تفوقنا على آرسنال لقاء تشاركي بين كلية علوم الحاسوب في جامعة جرش ومؤسسات تدريبية رائدة إعلام عبري: ترامب يقرر قطع الاتصال مع نتنياهو الوحدات يضرب موعدًا مع الحسين في نهائي كأس الأردن مؤتمرون يبحثون سبل الإرتقاء بالجامعات العربية في التصنيفات العالمية الحسين إربد يفوز على الفيصلي ويعبر إلى نهائي كأس الأردن

القسم : مقالات مختاره
"السُنّة" في اليوم التالي..
نشر بتاريخ : 10/13/2016 4:36:02 PM
محمد أبو رمان

محمد أبو رمان

تدفع المؤشرات والتصريحات والتسريبات إلى القناعة بأنّ معركة "تحرير الموصل" من يد "داعش" باتت قريبة جداً. فالقوات المحاصرة للمدينة لا تبعد عن مركزها سوى كيلومترات قليلة، بينما المفاوضات والنقاشات الدولية والإقليمية المرتبطة بعملية التحرير قائمة على قدم وساق، بخاصة مع الهواجس المشروعة الكبيرة من عدم التزام قوات "الحشد الشعبي" (الجانب الإيراني) بالشروط الأميركية والتركية، للتخفيف من حجم تلك الهواجس السُنّية.

مع ذلك، يبقى شبح ما حدث في المدن الأخرى؛ الفلوجة والرمادي وغيرهما، يهيمن على سكان الموصل الذين يتوقون، عموماً، إلى التخلص من "نظام داعش"، لكنّهم في الوقت نفسه يرونه "أهون الشرّين"، إذا كانوا سيتعرضون لما تعرّض له العراقيون السُنّة الآخرون في تلك المدن؛ فهي "معضلة" حقيقية تواجههم، ولا يوجد "طرف إقليمي" سُنّي قادر على الدخول إلى قلب هذه "المعادلة" لتوفير الضمانات، بالرغم من التفاهمات التي حدثت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأميركيين حول "معركة الموصل"!

ليس من منظور طائفي، بل "ضد-طائفي"، من الضرروي أن يتحدث طرف إقليمي وعربي اليوم باسم السُنّة، في مرحلة ما بعد "داعش"، سواء في الموصل أو الرقّة، لأنّ إيران تعمل بوضوح تحت الشمس على مشروع إقليمي يقوم على "هندسة ديمغرافية"، وبعبارة أخرى "تطهير طائفي"، ما سيؤدي إلى تعزيز "المظلومية السُنيّة" في العراق وسورية ولبنان، وربما معهم اليمن، ما لا يمكن أن يؤدي إلى استقرار سياسي وأمني وسلم أهلي في المنطقة!

السُنّة العراقيون والسوريون بحاجة إلى "جدار إقليمي" يتكئون عليه، وهم يعيشون أخطر لحظاتهم التاريخية، ومهددون في هويتهم ووجودهم، وأمنهم اليومي والإنساني. ذلك ما أشار إليه مؤخراً تقرير مهم نشرته مجلة "إكونومست" بعنوان "الأقلية السُنّية في العراق.. اليوم التالي"، وتحدث عن حالة الرعب والضياع التي يعيشها سُنّة العراق، بعد أن تمّ تهجير أغلبهم خارج العراق أو داخله إلى كردستان، حيث يعيشون كلاجئين من الخارج، وكنازحين ليس من الداخل!

قبل ذلك، كتب الصحفي المعروف ديفيد هيرست مقالاً مهماً (ترجمه موقع "عربي 21") عن معركة ما تبقى من حلب (الشرقية)، في حال سقط هذا الحصن الأخير للمعارضة. إذ هناك أبعاد رمزية وروحية خطيرة جداً ستترتب على هذا "السقوط"؛ فإذا وضعنا كلا من حلب والموصل بالإضافة إلى سامراء (التي بناها العباسيون) وبغداد ودمشق وصنعاء وبيروت في المعيّة، فإنّنا نتحدث عملياً عن "مصائر المدن السُنّية" الرهيب!

لا أودّ (أنا) ولا أنتم أن نقرأ المشهد بهذه الطريقة، أي الطائفية، لكنّها القراءة التي ستسود، للأسف، لدى ملايين السُنّة. وهي التي ستغذّي خطاب "داعش" و"جبهة النصرة/ فتح الشام" والتطرّف السني. وفي كتابنا "تنظيم الدولة الإسلامية: الأزمة السنيّة والصراع على الجهادية العالمية" (الذي ألفته مع الصديق الباحث والخبير بالحركات الإسلامية، حسن أبو هنية)، ربطنا صعود تنظيم "داعش" بالأزمة السُنيّة بصورة واضحة، وشرّحنا أيديولوجيا التنظيم وبنيته التنظيمية وتطوره وكيف تزاوج ذلك مع المسألة السُنية في العراق، هذا ولم يكن النفوذ الإيراني قد وصل إلى هذا المدّ، ولم تكن "العواصم العربية" سقطت، فتصوروا حجم الارتباك المتوقع في المجتمعات السُنية غداً وما سينجم عنه!

إنّنا أمام انفجار كارثي للصراع والطائفية ولتطريف المجتمع السني، على الأقل في العراق وسورية، مع نسبةٍ كبيرةٍ من الشباب العربي المنفعل بهذه التطورات، وبخيبة الأمل والإحباط من ضعف الدول العربية ومحدودية قدرتها على الردّ.

عن الغد

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023