تسمم غذائي يطال 23 طالباً في إربد بعد تناولهم الفلافل من مطعم هل استخدمت الحكومة "حيلة" لرفع فواتير المياه؟ فيديو لا فواتير "هواء".. والمياه توضح لـ "الحقيقة الدولية": تصريحات الوزير فهمت بشكل خاطئ ترامب يصل المملكة المتحدة في زيارة دولة ثانية تاريخية الحسين يحقق فوزا ثمينا على سباهان الإيراني في مستهل مشواره الآسيوي أمير قطر يحلُّ ضيفا على الأردن اليوم أجواء معتدلة في أغلب المناطق حتى السبت- فيديو اربد : تسمم 5 طلاب إثر تناولهم وجبات من مطعم وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء17 -9 -2025 بسبب خلاف على اصطفاف سيارة - وفاة بمشاجرة في منطقة طبربور إعلان الدفعة الرابعة من مرشحي بعثات الدبلوم العالي للمعلمين - رابط الحسين إربد يستهل مشواره الآسيوي بفوز على سباهان الكرك .. جمعية سيدات مدين الخيرية تنظم معرض للملابس المجانية أرسنال يعبر أتلتيك بلباو في مستهل مشواره بدوري أبطال أوروبا الحوثيون: استهدفنا هدفا "اسرائيليا" حساسا في يافا
القسم : بوابة الحقيقة
هل حقا هناك أزمة هوية أوروبية؟
نشر بتاريخ : 9/14/2018 5:27:17 PM
أ.د. محمد الدعمي


إنه لمن الغرابة بمكان أننا نعمد إلى اتهام الأوروبيين بالعنصرية والتمييز، بل وحتى بالعزل العنصري، كما نتهمهم بالطائفية، بل وبــ”الصليبية”، عندما يعبرون عن اعتزازهم بهويتهم الثقافية والدينية والإثنية (الآرية، المسيحية). ولكننا في الوقت ذاته، نرد على من يتهمنا بالعنصرية والطائفية بأن قوميتنا هي من النوع المتفتح على “الآخر”، وأن ديننا مبني على التسامح والمحبة والقبول بالتنوع.

هذا ازدواج ـ كما أرى ـ معايير واضح المعالم، للأسف: فردنا على الغربيين المذكور في أعلاه يحتوي على نسبة لا بأس بها من الصحة، ولكن علينا أن لا نعيب على الأوروبيين تناديهم وتكاتفهم لحماية هويتهم الأوروبية المتميزة، أي لحماية كل ما من شأنه أن يجعلهم أوروبيين، لا آسيويين ولا هنودا، لا شرقيين ولا أفارقة.

لذا، فإن الحديث الساخن الدائر اليوم هناك، أي في أوروبا حول وجود “أزمة هوية أوروبية” (بمناسبة طوفان الهجرة) إنما هو حديث مبرر: فهو ليس صرخة “نازية” أو “فاشية”، كما يدعي البعض، تجنيا وسفها أحيانا، وإنما هو من حقوق (البيض طوال القامة) في أن يحاولوا النجاة بهويتهم القديمة والعريقة في خضم محيط آسيوي/إفريقي يكاد يبتلع الخصوصية الثقافية الأوروبية بين ليلة وضحاها، خصوصا مع الفوائض السكانية التي تتقيؤهم بلدانهم المنشأ في القاراتين الكبيرتين أعلاه على نحو ينذر بالخطر باتجاه البحر المتوسط على أمل أن تقبلهم أوروبا، حتى وإن عاملتهم كبشر من “الدرجة العاشرة”، بل وأدنى، للأسف كذلك.

والحق يقال، فإن علينا، قبل أن نتهم أوروبا بالعنصرية وبالاعتزاز المفرط بالكنيسة، أن نصحح شؤوننا ونحيل حياتنا إلى وجود اجتماعي مستقر وسعيد، لا يطفر منه شباننا، بل وحتى نسوتنا وأطفالنا، متشبثين بأذيال أوروبا، طالبين “الرحمة” و”الرأفة”، إنقاذا من مجتمعاتهم المختلة واقتصاداتهم غير العادلة!

قبل أن نهاجم الأوروبيين بتعامٍ عصابي، لا بد أن ندرس مسببات هجرة شبيبتنا أو نشئنا إلى أوروبا، مجازفين بحياتهم ومتحملين أخطر المصاعب من أجل تشغيلهم في غسل الصحون في مطاعم أوروبا، أو في تنظيف الحمامات هناك. حري بنا أن نصلح أنفسنا، قبل أن ننتقد أوروبا ونصب جام غضبنا عليها لأنها تخصنا بنظرة دونية!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025