الحقيقة الدولية -عمان
مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى الأستاذ الدكتور زياد السعد نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية اطلاق "ملتقى المعرفة" الذي يأتي ضمن مشروع مؤشر المعرفة العالمي الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بحضور مستشار الاستراتيجية والمعرفة في المؤسسة الدكتور خالد الوزني، ومدير مشروع المعرفة العربي في برنامج الامم المتحدة الانمائي الدكتور هاني تركي.
ورحب السعد بالمشاركين في الملتقى، مؤكدا أهمية الاطلاع على نتائج مؤشر المعرفة العالمي الذي يعالج العديد من المحاور، والأخذ بعين الاعتبار نتائج هذا المؤشر، للبناء على نقاط القوة فيه، ومعالجة نقاط الضعف، لافتا إلى انه وفي ظل تحقيق الأردن للمرتبة 34 في التعليم العالي من بين 131 دولة في العالم لتكون بذلك الثانية عربيا، على الرغم من محدودية الإمكانات المتاحة لهذا القطاع، فإنه يتوجب على أصحاب القرار في الأردن العمل على دعم قطاع التعليم العالي لمواصلة تميزه والعمل على تطوير قدراته في مجال الإبداع والابتكار والبحث العلمي ليتبوأ الأردن المراكز المتقدمة في هذا المجال.
وأوضح تركي أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ومنذ عام 2008 أطلق ثلاثة تقارير معرفية وصفت الإطار المفاهيمي لاقتصاد المعرفة، وفي عام 2010 عالج التقرير الذي تم اطلاقه في خمس عواصم عربية ومن ضمنها الأردن موضوع إعداد الأجيال الناشئة للولوج إلى مجتمع المعرفة، كما عالج تقرير عام 2014 قضية الشباب وتوطين المعرفة، لافتا إلى انه وفي عام 2015 تم بناء مؤشر المعرفة العربي الذي شمل 22 دولة عربية، ويعكس إلى أقصى حد ممكن "المعرفة من منظور التنمية" في المنطقة العربية، بما يراعي خصوصيات المنطقة العربية وسياقاتها الثقافية واحتياجاتها وتحدياتها التنموية، لافتا إلى ان نتائج التقارير السابقة خلصت إلى أن المنطقة العربية تشكو من وجود فجوة معرفية.
وأضاف تركي أنه في عام 2017 تم اطلاق مؤشر المعرفة العالمي الذي يعنى بالمعرفة كمفهوم شامل يتّصل بمختلف جوانب الحياة الإنسانية والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويلعب دوراً رئيسياً في تحقيق التنمية الإنسانية الشاملة والمستدامة، مشيرا إلى انه تم إعداده من قبل فريق مركزي متخصص الذي عرض دراساته على منظمات دولية مختصة في كل قطاع، بحيث يتصف هذا مؤشر بالمصداقية ويكون مرجعية دولية لمختلف الدول، لافتا إلى إطلاق بوابة المعرفة للجميع التي تتيح للباحثين الوصول إلى نتائج هذه المؤشرات واستخدامها في دراساتهم وأبحاثهم.
بدوره قال الوزني ان تقرير مؤشر المعرفة العالمي الذي شمل 131 دولة وعالج 133 متغير، يستهدف ثلاث فئات هم صناع القرار الذين تقع على عاتقهم تعظيم نقاط القوة، ومعالجة مواطن الضعف بناء على نتائج المؤشرات النوعية التي تتخذ صفة الحاكمية الرشيدة، والباحثين، والمهتمين الذين يدعمون صاحب القرار، مشيرا إلى ان المؤشر يشمل سبعة محاور هي التعليم ما قبل الجامعي، والتعليم الجامعي، والتعليم المهني والتقني، وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والابتكار والبحث والتطوير، والاقتصاد، والبيئات التمكينية.
وأشار الوزني ان الاردن احتل المرتبة 62 في تقرير مؤشر المعرفة العالمي للعام 2017 ، مستعرضا ما حققه الأردن في مختلف المحاور، حيث بلغ ترتيبه في التعليم قبل الجامعي 77، والتقني والمهني 98، والتعليم العالي 34 حيث يعتبر هذا القطاع إحدى نقاط التميز في الأردن، مؤكدا على ضرورة البحث والدراسة في هذه النتائج للوصول إلى أسباب التراجع في قطاعي التعليم المدرسي والمهني وإيجاد الحلول الناجعة لتطويرها.
وفيما يتعلق بمحور الاقتصاد فإن الأردن احتل المرتبة 47 عالميا حيث اشتمل هذا المحور على معالجة متغيرات التنافسية المعرفية، والانفتاح الاقتصادي، والتمويل والقيمة المضافة، فيما بلغ ترتيب الأردن في البيئات التمكينية 91 حيث أكد الوزني على ضرورة البدء ببناء قدرات الأفراد منذ نشأتهم في المنزل من خلال الأسرة، ومن ثم تعزيز هذه القدرات في المدرسة، وصقلها في فترة التعليم الجامعي، وبالتالي بناء موارد بشرية قادرة على تحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات.
وأضاف الوزني ان الأردن حقق المرتبة 86 في البحث والتطوير والابتكار، و55 في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لافتا إلى ان الأردن كانت من الدول السباقة في توطين قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف قطاعات الدولية ومناطقها، مشيرا إلى ان نتائج التقرير تشكل فرصة كبيرة للأردن للاستفادة من الفرصة المعرفية والاعتماد على الموارد البشرية، ومعالجةالفجوة المعرفية.
وحضر فعاليات الملتقى عمداء كليات تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، والسياحة والفنادق، والاقتصاد والعلوم الإدارية، والآثار والانثروبولوجيا، ومدير العلاقات والمشاريع الخارجية، وعدد من اعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الجامعة.
وكان رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور زيدان كفافي قد التقى الوزني وتركي خلال زيارتهم للجامعة، مؤكدا على أهمية الحصيلة المعرفية للطالب الجامعي التي يصقلها بامتلاكه لمهارات التواصل وقدرته على مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، لافتا إلى حرص اليرموك إلى إعداد طلبتها الإعداد الامثل ليكونوا قادرين على دخول سوق العمل بكفاءة واقتدار من خلال تجسير الفجوة بين مخرجات العملية التعليمية ومتطلبات سوق العمل المحلي والعربي والإقليمي.
كما أشاد الوزني بالمستوى المتميز لخريجي جامعة اليرموك الذي يتقلدون العديد من المناصف القيادية في مختلف قطاعات الدولة الأمر الذي يعكس مدى اهتمام الجامعة بتزويد خريجيها بمختلف المهارات اللازمة للانضمام لسوق العمل وجعلهم أفرادا فاعلين في المجتمع قادرين على دفع عجلة التنمية فيه.