الحقيقة الدولية - أكد ، نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي، أن الأردن يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، أبرزها مشكلة البطالة التي وصفها بـ"القنبلة الموقوتة"، والمياه المحدودة، بالإضافة إلى تأثيرات الأوضاع الإقليمية وعدم الاستقرار السياسي في الدول المجاورة.

وأشار العبادي في حديثه لبرنامج "واجه الحقيقة"،مساء الإثنين، إلى أن نسبة البطالة في الأردن تجاوزت 22%، مع وجود أكثر من مليون عامل أجنبي يشغلون وظائف في قطاعات متنوعة، ما يزيد من الضغوط على سوق العمل المحلي.

"الحل الجذري يتطلب توجيه فرص العمل للأردنيين أولاً، خصوصاً في القطاعات التي تتطلب أعمالاً شاقة أو مهنية محددة مثل الزراعة والإنشاءات" وفقاً لـ نائب رئيس الوزراء الأسبق.

وحول الوضع المائي، أكد العبادي، على أن الأردن يعاني من نقص حاد في الموارد المائية، مع اعتماد محدود على مياه نهر الأردن ومياه الاتفاقيات مع سوريا وإسرائيل. وأوضح أن الحلول المستقبلية يجب أن تتضمن مشاريع تحلية المياه من البحر الأحمر في العقبة، لضمان استدامة الموارد.

وفي الشأن الإقليمي، وصف العبادي التحديات التي يفرضها وجود إسرائيل في المنطقة بأنها المصدر الأكبر لعدم الاستقرار في المشرق العربي، مشيراً إلى أن ذلك يؤثر بشكل مباشر على الأردن. كما تحدث عن الوضع الفلسطيني والسوري، وأهمية التنسيق العربي لضمان الأمن والاستقرار، معرباً عن تقديره للجهود المصرية في دعم غزة، رغم محدودية إمكانيات مصر الاقتصادية والاستراتيجية.

وبخصوص العمل السياسي الداخلي، أكد العبادي أن الحكومة بحاجة إلى جدية وقرارات حاسمة لمعالجة البطالة والاقتصاد، وأشار إلى أهمية تطوير عمل البلديات واللامركزية، مع منحها صلاحيات واسعة لتعزيز الخدمات العامة ورفع مستوى المعيشة، مؤكدًا أن التجارب العالمية تظهر أن تمكين البلديات وانتخابها مباشرة يعزز الأداء والخدمات للمواطنين.

كما تطرق العبادي إلى العلاقات الأردنية مع روسيا وإيران وحزب الله، موضحاً أن الأردن يسعى لتوسيع مجالات التعاون الدبلوماسي والاقتصادي، مع الحفاظ على مصالحه الوطنية، دون أن يندمج في صراعات إقليمية معقدة.

في ختام حديثه، شدد معاليه على أن أي قرار مستقبلي يجب أن يكون لمصلحة الوطن والمواطن، مع التركيز على معالجة البطالة وتحسين مستوى الخدمات العامة، لضمان استقرار الأردن داخليًا وإقليميًا.