الحقيقة الدولية - خاص

قال الخبير العسكري والاستراتيجي  الدكتور نضال أبو زيد إن التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط تعكس "تحولاً في المزاج السياسي والعسكري الأمريكي، خاصة بعد تصاعد الهجمات الصاروخية على "إسرائيل" والتي يبدو أن واشنطن لم تعد ترى إمكانية التعامل معها بالوسائل الدبلوماسية وحدها".

وأضاف أبو زيد خلال حديثه لبرنامج واجه الحقيقة، أمس الاربعاء، أن "الإدارة الأمريكية بدأت تدرك أن الموقف لم يعد يحتمل التراخي وأصبح من الضروري التحرك الفعلي لتوفير الغطاء العسكري والسياسي لـ"إسرائيل" في مواجهة التهديد الإيراني المتصاعد".

وأوضح أن أبرز التحركات العسكرية التي تشير إلى هذا التوجه شملت: "تحرك حاملة الطائرات "بينزن" من بحر الصين باتجاه الشرق الأوسط، وهو تحرك لافت يعكس إعادة توزيع للقوة الأمريكية من أولويات آسيا إلى بؤرة التوتر الحالية كما توجهت طائرات قاذفة استراتيجية من طراز B-52 وB-2 إلى قاعدة في المحيط الهادئ وهي طائرات قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى كذلك اقتربت حاملة الطائرات "فورد" من السواحل الإسرائيلية إضافة إلى وجود حاملة طائرات وبوارج بريطانية في البحر الأحمر ما يوضح بجلاء وجود تنسيق عسكري غربي عال المستوى".

وأكد أبو زيد أن "البعد العسكري الأمريكي أصبح شبه مكتمل من حيث الجاهزية بعد قرار الكونغرس الأخير والذي منح الإدارة صلاحيات واسعة، ولم يتبقَ سوى الضوء الأخضر السياسي لاتخاذ قرار التنفيذ".

وفيما يتعلق بتوقيت التحرك الأمريكي قال أبو زيد إن هناك جهد استخباري كبير يجري حاليا على الأرض وهذا الجهد يهدف إلى تقديم صورة دقيقة للرئيس الأمريكي  دونالد ترامب  حول ما إذا كانت هناك فرصة استراتيجية مناسبة للتدخل، أي لحظة يمكن من خلالها توجيه ضربة تكون فاعلة وحاسمة في آن واحد.

وحول دوافع التدخل الأمريكي المحتمل، أشار أبو زيد إلى أن "السبب الرئيسي يتمثل في عجز "إسرائيل" عن توجيه ضربة فعالة للمفاعلات النووية الإيرانية، والتي تتمتع بتحصينات شديدة العمق تجعل استهدافها مستحيلاً دون استخدام قنابل أعماق أو أسلحة خاصة تمتلكها واشنطن فقط".

وأضاف أن المنشآت النووية تقع على عمق يقدّر بنحو 35 طابقاً تحت الأرض ما يجعل أي قصف من السطح غير ذي جدوى، من هنا، فإن التدخل الأمريكي يصبح ضرورة عسكرية، وليس فقط خياراً سياسياً".

واختتم أبو زيد بالقول أن "الهدف لم يعد مقتصراً فقط على تدمير المفاعلات النووية بل هناك حديث متزايد داخل الدوائر الغربية عن إمكانية توسيع الأهداف لتشمل إضعاف البنية التحتية للنظام الإيراني نفسه، في حال تم اتخاذ قرار بالدخول في مواجهة مفتوحة".