القسم :
فلسطين - ملف شامل
نشر بتاريخ :
18/06/2025
توقيت عمان - القدس
5:03:15 PM
الحقيقة الدولية - أعربت محافظة القدس عن قلقها البالغ من
تصاعد الإجراءات الإسرائيلية الميدانية التي تستهدف خنق مدينة القدس وعزلها
بالكامل عن محيطها الفلسطيني، عبر تركيب بوابات حديدية جديدة، وتكثيف الحواجز
العسكرية، إلى جانب تسريع وتيرة التوسع الاستيطاني والضم.
حيث قامت سلطات الاحتلال اليوم بتركيب بوابة جديدة على مدخل
بلدة عناتا شمال شرق المدينة، سبقتها بالأيام القليلة الماضية تركيب بوابة عند
مدخل جبع، وأخرى عند مدخلي بلدة حزما، في إطار تصعيد متسارع يندرج ضمن سياسة
إسرائيلية لتقطيع أوصال المدينة والتحكم الكامل بالحركة داخلها.
وأوضحت المحافظة أن هذه التطورات تأتي بالتزامن مع استغلال
الاحتلال للعدوان الأخير على قطاع غزة والتصعيد مع إيران، حيث تسعى الحكومة
الإسرائيلية إلى تمرير مخططات الضم وتوسيع حدود بلدية القدس، وزيادة أعداد
المستوطنين، وبناء مستوطنات جديدة في المنطقة، في ظل انشغال العالم عن ما يجري في
المدينة المحتلة.
وتشهد المدينة في الوقت ذاته تشديدات غير مسبوقة على الحواجز
العسكرية الرئيسية، أبرزها قلنديا، شعفاط، جبع، والكونتينر، ما أدى إلى إغلاق شبه
كامل أمام المركبات وتعطيل حياة المواطنين، حيث تجاوزت فترات الانتظار ست ساعات
يوميًا، وتعرّض العديد للإذلال والتنكيل على المعابر.
كما سلّطت محافظة القدس الضوء على الأثر الميداني لهذه
الإجراءات، مستشهدة بما حدث عند حاجز جبع العسكري، حيث اضطر نائب المحافظ إلى
السير على الأقدام وصولًا إلى مقر عمله في بلدة الرّام في ظل الإغلاق الكامل
والازدحام الشديد. مشهدٌ يُلخّص معاناة آلاف الفلسطينيين الذين يعلقون لساعات
طويلة يوميًا عند الحواجز.
كما تنصب قوات الاحتلال حواجز متحركة "طيّارة" في
بلدات وأحياء مقدسية مثل سلوان، جبل المكبر، العيسوية، العيزرية، وحزما، بالتزامن
مع حملات تفتيش واعتقالات تعسفية وفرض غرامات مالية باهظة.
وبيّن التقرير أن مدينة القدس باتت محاطة بـ85 حاجزًا، بينها
إغلاقات ترابية وبوابات حديدية ثابتة ومتنقلة، إضافة إلى جدار الفصل العنصري
التوسعي، ما يجعلها فعليًا سجنًا مغلقًا يُفرض فيه الفصل العنصري بالقوة.
وأكدت محافظة القدس أن هذه الإجراءات جزء من مخطط متكامل
للسيطرة الكاملة على المدينة، بما يشمل المقدسات الإسلامية والمسيحية، ضمن مشروع
ضم غير معلن، يُنفَّذ وسط انشغال المجتمع الدولي عن العاصمة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، دعت محافظة القدس وسائل الإعلام المحلية
والدولية، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تكثيف تغطية هذه الانتهاكات،
والعمل على إيصال صوت القدس وما يجري فيها إلى العالم، في وجه سياسات تكميم
الأفواه والمنع الإعلامي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بهدف طمس الجرائم والتضييق
على الحريات.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن السكوت الدولي يمنح الاحتلال
ضوءًا أخضرًا للمضي قدمًا في مشاريعه الاستيطانية والتهويدية، وأن التضامن
الإعلامي والشعبي مع القدس بات ضرورة ملحّة لمواجهة هذه المخاطر الوجودية.