مع حلول الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، شدد سياسيون وخبراء على أن ما يجري اليوم في الأراضي الفلسطينية ليس سوى امتداد مباشر لنكبة لم تتوقف، بل ازدادت شراسة وتعقيداً بفعل متغيرات داخلية وإقليمية ودولية.

وقال السياسي والحزبي د. أحمد الشناق لبرنامج " واجه الحقيقة " مساء الخميس إن القضية الفلسطينية تواجه مرحلة شديدة الحساسية، في ظل صمت عربي ودولي مريب، وتحولات جذرية في مواقف بعض الأنظمة تجاه الاحتلال، مما يزيد من تعقيد المشهد ويضعف فرص الوصول إلى حل عادل وشامل.

وفي ذات السياق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية د. طارق أبو هزيم أن النكبة الفلسطينية "نكبة مستمرة"، مؤكداً أن الظروف الإقليمية والدولية الأخيرة ساهمت في تحويل القضية إلى ملف معقد تحيط به محاولات تصفية ممنهجة.

وأشار أبو هزيم إلى أن "النكبة انتقلت من مرحلة الإجرام الصهيوني إلى مرحلة الإبادة البشرية المباشرة، تُبث على الهواء مباشرة أمام مرأى العالم"، لافتاً إلى غياب أي رد فعل فاعل من المجتمع الدولي رغم التطور في مفاهيم القانون الدولي وحقوق الإنسان.

كما شدد على أن الاتفاقيات التي قادتها الولايات المتحدة في عهد ترامب، مثل "اتفاقيات أبراهام"، ساهمت في دفع القضية الفلسطينية إلى هامش الأجندة الإقليمية، في ظل تسارع التطبيع وتراجع الالتزام العربي بالقضية المركزية.

وأضاف: "نحن نعيش مأزقاً تاريخياً، حيث تتعرض القضية الفلسطينية لأشد محاولات التصفية في ظل تراجع التضامن الرسمي العربي، وتواطؤ بعض الأنظمة، وصمت المجتمع الدولي".

وتعيد هذه التصريحات التأكيد على أن النكبة، كحدث تأسيسي في الوجدان الفلسطيني والعربي، لا تزال حاضرة بمراراتها ونتائجها، وتلقي بظلالها على حاضر يشهد أكثر فصول الصراع دموية، وسط غياب العدالة الدولية واستمرار الاحتلال.