احتفال رسمي في اسرائيل يواكب بدء ضخ الغاز الطبيعي .. ونواب المعارضة يطالبون بـ "محاكمة "وزير البترول في مجلس الشعب
بدأ ضخ الغاز الطبيعي المصري لاسرائيل رسميا يوم الاثنين الماضي ، وقال بنيامين بن اليعازر وزير البنية التحتية الاسرائيلي ان الغاز الطبيعي المصري وصل اسرائيل فعلا في ليلة 19 شباط ولكن بصورة تجريبية .
وفيما بدأ الضخ الفعلي الرسمي يوم الاثنين الماضي 3 آذار ، كانت المقاتلات الحربية الاسرائيلية تحصد ارواح الفلسطينيين .
وقد اكدت وزارة الدفاع الاسرائيلية اقوال "بن اليعازر" وذكرت ان الغاز الطبيعي المصري قد وصل فعلا الى عسقلان " اشكليون " باسرائيل عبر انبوب يمر من تحت الماء في البحر المتوسط من ميناء العريش شمال سيناء وبطول نحو 100 كليو متر.
واشارت الوزارة الى انه سيقام احتفال رسمي قبل منتصف مارس ومع انتظام وصول شحنات الغاز الطبيعي المصري احتفالا وابتهاجا بهذه المناسبة والتي سوف تزيد من فرص نمو الاقتصاد الاسرائيلي ويرفع من قدرته علي تلبية احتياجات الاسرائيليين من الطاقة من 20% في الوقت الحالى الى 40% في العقد المقبل ومن المنتظر ان يتم في العام ضخ 1.7 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المصري لاسرائيل في العام الواحد لاسرائيل ولمدة 20 عاما قابلة للزيادة الى 25 عاما في نفس الاعلان عن بدء تشغيل المرحلة الثالثة من خط انابيب نقل الغاز الطبيعي المصري الى سوريا في شهر اغسطس المقبل .
وشهد اجتماع في دمشق ضم وزراء البترول من مصر وسوريا والاردن ولبنان وتركيا الاعلان عن ان الغاز الطبيعي المصري سوف يصل من خط انابيب في العريش حتى ميناء العقبة في الاردن ويمتد حتى قرية الرحاب الاردنية مع الحدود مع سوريا ومنها الى قرية "ديرعلي" في سوريا ومنها الى تركيا وحتى اوروبا وسوف يصل اجمالي ضخ الغاز الطبيعي المصري للمشرق العربي وتركيا الى 10 مليارات متر مكعب في العام .
وقد ادى الاعلان عن امداد الغاز الطبيعي المصري الى اسرائيل وسوريا في نفس الوقت الى ايجاد مبرر للمسؤولين الحكوميين ولبعض الصحفيين الحكوميين في نفس الوقت الى تبرير بيع الغاز الطبيعي المصري الى اسرائيل بانه سيباع ايضا في نفس الوقت لسوريا .
ويقول عماد جاد المحلل بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان الحكومة تبرر عملية بيع الغاز لاسرائيل بانها عملية اقتصادية وليست سياسية رغم انها سعت من خلال هذا البيع الى ارسال رساله سياسية للولايات المتحدة مفادها انها تحافظ على علاقاتها مع اسرائيل وانها مستعدة للمزيد من التعاون مع الاسرائيليين وعليكم في المقابل عدم استخدام المعونات الامريكية ضد مصر والتهديد بقطعها من حين لاخر .
وقد قررت كونداليزا رايس فعلا اثناء زيارتها لمصر يوم الثلاثاء الافراج عن 100 مليون دولار كانت محتجزة من الكونجرس من المعونات العسكرية السنوية لمصر .
وترى المعارضة المصرية ان وصول امدادات الغاز الطبيعي المصري لاسرائيل جاء في وقت بالغ الحساسية ويقول عصام العريان من جماعة الاخوان المسلمين : "كيف يمكن لمصر ان تبيع الغاز للاسرائيليين في وقت يتم فيه قصف الفلسطينيين وحصد ارواحهم بالصواريخ الاسرائيلية والامريكية ويتم تجويع باقي السكان وحرمانهم من الكساء والغذاء والدواء" ويرفض العريان استبعاد أي اعتبارات سياسية وراء بيع الغاز الطبيعي المصري لاسرائيل وقصره على اسباب واعتبارات اقتصادية .
وقد شهدت الشهور الاخيرة معارضة شرسة داخل مجلس الشعب لصفقة بيع الغاز الطبيعي المصري لاسرائيل على يد المعارضة والمستقلين ويقول النائب صبري عامر : بغض النظر عن ان بيع الغاز لاسرائيل وهي عدو تاريخي لمصر فاننا نجد ان سعر المتر المكعب من الغاز المصري يباع بـ 3 دولارات بينما سعره العالمي 12 دولارا بمعنى اخر نحن نقدم غازا طبيعيا مصريا مدعوما للاسرائيليين .
من ناحيته يقول النائب المستقل جمال زهران ان وزير البترول اعترف بخطا عقد صفقات طويلة الامد لبيع الغاز الطبيعي المصري لاسرائيل ولغيرها معتبرا ان هذا يقطع الطريق على مصر لمراجعة سعر الغاز الطبيعي الذي تصدره في ضوء ارتفاع اسعاره عالميا ويقول عماد جاد الحقيقة انه لا يعرف احد بالضبط على أي اساس تم تسعير الغاز الطبيعي المصري المورد لاسرائيل وهناك حالة تكتم وعدم شفافية في هذا الموضوع .
من ناحية اخرى اسرع المسؤولون الحكوميون ومسؤولو الحزب الحاكم لتبرير بيع الغاز لاسرائيل بانه سيتم بيعه لسوريا شهر اغسطس المقبل .
ويقول عصام العريان لا يجب الخلط على الاطلاق بين الامرين كيف نساوي بين بيع الغاز لجيراننا وحلفائنا العرب وبين بيعه للعدو التاريخي للعرب .
ويرى جمال زهران ان بيع الغاز لاسرائيل خطا تاريخي سوف تحاكم بسببه حكومات الحزب الوطني ومحاولة الحكومة التغطية عليه بانها ستبيع الغاز ايضا لسوريا لن ينجح في ايقاف المعارضة وتصاعدها في وجه بيعه للدولة اليهودية لان معنى بيعه لسوريا ان هناك اسواقا كثيرة للغاز الطبيعي المصري وان هذه الاسواق مستعدة لشرائه باسعار اعلى بكثير مما يحصل عليه العدو الاسرائيلي .