تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
الله يسترنا من آخرة هالضحك
نشر بتاريخ : 11/17/2017 5:23:15 PM
: ماجد عبد العزيز غانم



بقلم: ماجد عبد العزيز غانم

في الآونة الأخيرة  ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي بدأنا نلاحظ ارتفاعا في منسوب حس النكتة والحس  الفكاهي بشكل عام  لدى الشعب  الأردني ، وكان السؤال يلح علي هل وصل مستوى  المواطن المعيشي  والاقتصادي لذلك  المستوى المرتفع الذي أنساه كل معاناته السابقة وجعله يتفرغ لإطلاق النكات والقفشات ، أم أن انحدار المستوى المعيشي والاقتصادي إلى الحضيض واستسلام المواطن لهذا الواقع هو الذي جعله يتجه إلى  النكتة والفكاهة انطلاقا من المثل الشعبي والذي يقول ( إن كثرت همومك غنيلها ) .

ولمحاولة فهم هذا التغير حاولت أن اربط بين  مستوى هذا الحس في بلدنا ومستواه في بلاد أخرى محيطة بنا ، وبدأت أستعرض بعض هذه الدول بدءا من الشقيقة مصر حيث كلنا نعلم أن المواطن المصري حس النكتة يسري في دمه ، وبنظرة سريعة وجدت أن مستواه المعيشي والاقتصادي ربما هو أدنى من المستوى في بعض الدول الإفريقية الفقيرة ، ومع ذلك فان هذا الحس يزداد  لديه كلما زادت قسوة الحياة عليه ، وكأنما هو تعويض من الله  له عن العوز والفقر الذي يعيشه ، ولكن بعد الثورة والانقلاب وما رافقهما من فوضى وتخريب عدت أحاور نفسي هل حس الفكاهة يمكن أن يوصل إلى ما وصل إليه الأمر في مصر .

عرجت على الشقيقة سوريا  وأشقائنا السوريين فوجدت أن هذا الحس الفكاهي لديهم ظاهر بشكل جلي ويتفوقون على شعبنا الأردني ، ولكن عادت نفسي إلى حوارها السابق بعد أن مر شريط السنوات الماضية أمام ناظري  بما احتواه من  خراب وقتل وتدمير وتشريد لهذا الشعب ، وعادت تساؤلاتي تلح علي بالإجابة هل ارتفاع حس النكتة والفكاهة لدى الشعوب  يمكن أن يكون عاملا يؤدي  إلى الوصول إلى ما شاهدناه من الدمار والخراب وانفلات الأمن  .

بكل صدق لم أرغب بمواصلة استعراض دول المحيط العربي، فهذان المثالان كانا كافيان  لإقناع إنسان بسيط مثلي أن ارتفاع منسوب هذا الحس ربما كان هو السبب فيما حصل في هذين البلدين ، لا بل أكاد اجزم انه هو السبب المباشر فيما حدث ، وبدأت أفسر ما حصل كما يريد هواي ولكنه ربما كان صادقا معي هذه المرة ، فبالنسبة للشعب المصري الشقيق كان حجم المأساة الاقتصادية والفقر الذي وصل إليه  عاملا أساسيا في هروبه إلى النكتة والفكاهة فلربما يعيش معهما عالما ينسيه معاناته ، وزيادة على ذلك كان هناك عاملا آخر أكبر لاتخاذه هذا المنحى ، ألا وهو انتشار المخدرات من حشيش وبانجو وغيرهما في أوساط المجتمع المصري بشكل غير طبيعي بل  بشكل مبرمج ، وبالتأكيد ما يتبع تعاطيهما من  حالة ابتهاج وسرور حتى ولو كانت مؤقتة ،

 أما بالنسبة لأشقائنا السوريين فكانت روح الدعابة والنكتة أيضا لديهم عالية جدا والفقر كان عاملا مشتركا مع شقيقهما المصري ولو بنسبة اقل ، وكان لديهم أيضا عاملا مساعدا آخر للاتجاه بسرعة لهذا الطريق ، ألا وهو القبضة المخابراتية الحديدية التي يرزح تحت ظلها المواطن السوري ، فلا يجرؤ المواطن السوري على الحديث في السياسة في سوريا لدرجة أن الأخ يخاف التكلم في السياسة أمام آخيه ، فقد عودهم النظام هناك على الخوف بشكل لا يتصور من التطرق للحديث في مثل هكذا موضوع ، لذلك اتجهوا للتعبير عن مآسيهم بالنكتة والفكاهة .

خلاصة الحديث وصلت إلى نتيجة لا تدعو للتفاؤل فالفرح والسعادة في أوطاننا العربية أصبحت نقمة على المواطن والوطن في آن واحد ، فالنتيجة الحتمية هي  الدمار والخراب لذلك فان ارتفاع نسبة هذا الحس في بلدنا مؤشر سلبي فالأسباب ذاتها في هاتين الدولتين واللتين كانتا سببا في وصولهما إلى ما وصوا إليه الأسباب ذاتها موجودة وبشكل فاضح وليس صلرخا فقط في بلدنا ،  فالفقر والمرض أصبحا يرافقان المواطن الأردني كظله بل ربما اقرب ، والقبضة الأمنية على حرية الرأي الفكر والتعبير أصبحت هي حديث الشارع خاصة بعد إقرار قوانين الجرائم الالكترونية مؤخرا وما احتوته من عقوبات تجعل من يريد التحدث أو الكتابة يفكر ألف مرة قبل وضع قلمه بين أصابعه ،  أما المخدرات فحدث ولا حرج فهي كالنار في الهشيم لسرعة انتشارها بأيدي أبنائنا فلا يكاد يخلو تجمع سكاني في الأردن منها بل في بعض الأماكن أصبحت  تباع علنا حتى إنها وصلت لمتناول أيدي صغار السن من أبنائنا الطلاب في مدارسهم . وهذا مؤشر خطير إذا قارناه بما حصل في شقيقتينا سوريا ومصر  .

كل ما سبق يدعوني لعدم التفاؤل بالقادم ، بل وصلت إلى نتيجة  بأن الفكرة السائدة عن عبوس وكشرة  وجه  المواطن الأردني هي الأمثل والأكثر جدوى  لشعبنا وبلدنا ويجب علينا تعزيزها لديه بل وتصديرها لكل شعب نحبه ونخاف عليه ، ولا يحضرني في هذا المقام  إلا قولا  كانت وما زالت تردده أمهاتنا وجداتنا عندما يضحكن أو يشاهدن أحدا يضحك  حيث كن يقلن ( الله يسترنا من آخرة هالضحك ) .

اللهم أحفظ بلدنا وأرضنا من كل سوء فأنت الحافظ ولا حافظ سواك




جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023