أول تعليق من رونالدو بعد التأهل لنهائي كأس الملك مطارات دبي تحول مسار رحلات وتلغي أخرى بسبب الحالة الجوية فريق بايدن يعدل فيديو له 8 مرات في 24 ثانية "لن نقبل أن نصبح وطنا بديلا".. ميقاتي: لبنان تحمل العبء الأكبر بين دول المنطقة بملف النازحين مصرع شخص وفقدان آخر إثر سيول جارفة جنوب غربي السعودية سيارتو: الناتو يريد جمع مائة مليار دولار أخرى لأوكرانيا حماس: لدينا روح إيجابية تجاه مقترح لوقف إطلاق النار ووفدنا سيتوجه لمصر الإعلان عن استشهاد الطبيب البرش المعتقل من مستشفى الشفاء خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط السيسي يوجه مدبولي بدعم مخصصات صندوق طوارئ العمال وحوار لطيف بينهما حول حجم الزيادة الكرملين يعلق على الضربة المحتملة ضد جسر القرم ولي العهد يزور الوكيل أول متقاعد إبراهيم الختالين تحديد سقوف سعرية لدجاج “النتافات” و”باب المزرعة” وللموزعين تفاصيل جديدة من الأمن حول حريق هنجر في بلعما السعودية تعلن تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن بتهمة "ارتكابه أفعالا مجرمة تنطوي على خيانة وطنه"

القسم : بوابة الحقيقة
صفقة التاريخ
نشر بتاريخ : 5/24/2017 8:37:34 PM
سامر عنبتاوي
 
بقلم: سامر عنبتاوي


رجل الصفقات جاء الى المنطقة يحمل شنطة بملفات و يروج بعائلته لاضخم صفقة بالتاريخ ليست مقصورة على المال و انما هي تشمل كل شيء ,, صفقة تمتد لأجيال و تؤسس لأجيال ,, فتشمل التاريخ و الجغرافيا ,, و تعبر عن هيمنة و لا أخلاقية رأس المال المتبادل ,, هي الصفقة الموعودة سدادا لما سلف من ديون مزعومة و عربونات لاستكمال النهج على حساب الجميع بما فيهم ( المتبرعين ) الاسخياء .

لقد قالها الرئيس الأمريكي صراحة : سندفعهم تكاليف الحروب و لولانا لما وجدوا و ما استمروا,, و لكنه تفاجأ بحجم الكرم الغير مسبوق ,, أموال تنفق بإسراف مذهل ليس لبناء اقتصاد و لا لتحسين ظروف معيشة المواطنين و لا لتحرير أراض من الإحتلال ,, و لكن حماية لأنظمة متكالبة على العروش المرصعة بالذهب و المبنية على الجهل و التخلف .
مئات المليارات بين دعم اقتصادي و صفقات أسلحة و هدايا بدون مقابل ,, ليتجه ترامب بعدها للكيان الذي يحميه سياسيا و يدعمه ماليا و يضمن له الغطاء ليحصل على هديته و هو عبارة عن كتاب ( الكارثة و البطولة ) و باستقبال متواضع جدا ,, و ليضع القلنسوة على رأسه و يبكي و عائلته أمام الحائط .

هذه هي الحقيقة المرة حقيقة تبديد ثروات الشعوب و التفريط بالأرض و استبدال الأعداء الحقيقيين بالوهميين ,, حقيقة أن ندفع أثمان تدمير أنفسنا و مقدراتنا ,, حقيقة أن نشتري أمن الحكام بمقدرات الشعوب ,, و أن نضحي بشعوب بأكملها على مذبح مصالح الحكام ,, نعم هذا ليس هذيان و لا خيال بل حقيقة كاملة أمام أعيننا جميعا .

الصفقة تهدف بنظر من دفع تكاليفها حماية النظام من أي احتقان أو تقسيم داخلي ,, و ايجاد تحالف ردع ضد فزاعة اسمها ( ايران) و قد استغل الرئيس ترامب هذا الرعب أفضل استغلال ,, أما الشعب السعودي فلا يجني الا هدر أمواله و تزايد التراجع الاقتصادي و البطالة و الفقر و ازدياد الانخراط في الحروب الاقليمية بما تكلفه من أثمان ,.. حلف يتشكل بصفقة اقتصادية سياسية ,, يضحي بشعوب و أراض و حقوق ,, و يساهم في اعادة تقسيم المنطقة معتمدا على دمار العراق و توريط سوريا و العبث في مصر فيختفي العمق العربي و يتلاشى الرابط الإسلامي لحساب المصالح .

و فلسطين ,, أول الضحايا وآخرهم تدفع الأثمان الغالية ,, الصفقة تحمل في طياتها تخيير الفلسطينيين بين الانتحار أو قتل النفس ,, فالصفقة المبرمة تعتبر ( اسرائيل ) صديق و كافة المقاومات ارهابية ,, و تأتي العروض الامريكية على القيادة الفلسطينية ,, تدمير ذاتي و بتوجيه واضح ,, المطلوب أن نخرج من جلودنا فنصف مقاومتنا بالارهاب و معاقبة شهدائنا في قبورهم و أسرانا في زنازينهم بحرمان ذويهم من أي عون ,, المطلوب أن نقر و نعترف أننا لسنا حركة تحرر ضد الاحتلال و لكن مجموعة من ( الغوغاء ) و الارهابيين ,, كيف لا و خطاب الرئيس الأمريكي و أمام أكثر من خمسين دولة إسلامية و عربية يصف حركات المقاومة في فلسطين و لبنان بالارهاب ,, و يصف دولة الاحتلال بالديموقراطية و السلام ,, 
و علينا أن نعترف جميعا بذلك .

زار الرئيس ترامب مدينة مهد مسيح السلام بيت لحم مابين الجدار و الجدار ,, حاملا رسائل واضحة للقيادة الفلسطيني و بلغة ال (DEAL ) الأمريكية ,, TAKE IT OR LEAVE IT ,, صفقة تتضمن : -

اولا ,, العودة للمفاوضات المباشرة بدون شروط و لا سقف و لا مرجعية .

ثانيا ,,فصل و عقاب قطاع غزة بأكمله مما يمهد لدويلة تمتد مع أجزاء من سيناء ,, و العقوبات تتضمن قطع الأموال و العزلة السياسية .

ثالثا ,, بقاء الكتل الاستيطانية و البناء فيها مع وقف وهمي للاستيطان خارجها .

رابعا,,اهدار حق العودة .

خامسا,, القدس موحدة مع امكانية الوصول للصلاة فيها .

سادسا ,, قطع الصلة بالعمل الوطني و قطع رواتب أهالي الشهداء و السجناء .

هذه البنود و أخرى هي جوهر الصفقة الفلسطينية المرتبطة و المعتمدة على الصفقة التاريخية الكبرى ,, فبعد تأسيس الحلف ,, لم تعد ( اسرائيل ) عدو , بل هي شريكة ضد ايران و القوى الاخرى ,, و التطبيع على قدم و ساق ,, فلا عمق عربي أو إسلامي أو اقليمي للفلسطينيين ,, و ليس أمامهم سوى القبول بالفتات ,, و قد رأينا بعض الاستجابات من قبل السلطة فبدأت تسريبات القبول بالتنازل عن 6.7% من الأرض و القبول بحل كلينتون للاجئين .. و بقية البنود ,, هذه هي صفقة التاريخ ,, صفقة اقليمية ضحيتها شعوب المنطقة و في مقدمتها الشعب الفلسطيني .

نعم بدون مجاملات و تبسيط هذا هو الواقع الجديد ,, نحن أمام صفقة بدون أخلاق تعتمد لغة مصالح الحكام على حساب الشعوب ,, مرحلة انهاء القضية الفلسطينية و قد حذرنا من ذلك مرارا و قلنا أن الدماء تسيل في المحيط الإقليمي و الثمار تجنى في فلسطين ,, يجب الإقرار بالحقيقة ,, و الهدف ليس الإستسلام بل المواجهة و التحدي و كشف المخطط و لا زال لدينا الكثير من الأصدقاء الداعمين و لا زالت أمامنا فرصة توحيد الجهود و الالتفاف حول الوحدة الوطنية و محاربة الصفقة .

اننا امام لحظة تاريخية غاية في التعقيد و الصعوبة تتطلب منا الوعي الشديد و اليقظة و الوحدة و البناء الداخلي و اختيار الحلفاء و توطيد العلاقات معهم و كشف كل من يتآمر و يتخلى عن واجبه ,, نحن أمام منحنى تاريخي تعقد فيه الصفقات المشبوهة و لكننا نمتلك الحق و الإيمان .

الثبات و الصمود عنوان المرحلة فلن نتخلى و لن نساوم و لن نتنازل بل سنظل نتمسك بالحقوق حتى تحقيق الخلاص رغم تخلي و ظلم ذوي القربى ,, و إن غدا لناظره لقريب .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023