القسم : مقالات مختاره
الأردن: رعاية إلهية ومستقبل واعد
نشر بتاريخ : 5/28/2025 3:09:02 PM
أ.د عبدالله ابراهيم الكيلاني
في الأردن، تترسخ قناعة عميقة لدى العديد من القيادات السياسية والأمنية بأن هذا البلد يحظى برعاية إلهية خاصة، وأن الله يهيئه لدور محوري في نصرة دينه وأمته.

يستند هذا الإيمان إلى شواهد من الواقع ونصوص شرعية.

شواهد من الواقع لقد أظهر الأردن، بفضل الله تعالى، قدرة فائقة على تجاوز مخاطر عصفت بدول الجوار وزعزعت عروشًا وممالك.

هذه المرونة والقدرة على الصمود تُعد دليلاً ساطعًا على الحفظ الإلهي الذي يتمتع به الأردن.

دلالات من النصوص الشرعية وتراكم الشعور الأصيل تتضافر مع شهادة الواقع نصوص شرعية تعزز هذه القناعة. فمن الأحاديث النبوية الشريفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما أن تمسكتم به فلن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي».

كما أن أحاديث آخر الزمان تشير إلى أن قتال الظالمين سيكون من جهة الأردن، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنتم شرقي النهر وهم غربيه». ويعبر هذا المعنى العميق سماحة الوالد في قصيدته التي مطلعها:- أردننا يا غابة الأسد يا موئل الأبطال للحشد- أسيافنا لن ترض بالغمد- وعيوننا كحلاء بالسهد- قد أقسمت إلا ترى غمضًا حتى تفي لله بالعهد- فترد أقداسًا لأمتها مسرى الرسول وساحة المهد

إن الشعور بالدور الأردني ليس وليد اللحظة، بل هو شعور أصيل تراكم عبر خبرات الزمان، وامتداد لتاريخ عريق.

وقد تغنى بهذا الدور الشعراء منذ القدم، فها هو الشاعر الأموي كثير عزة يقول:- إذا قيل خيل الله يومًا ألا اركبي- وددت بكف الأردني انسيابها

دعائم الشعور بمستقبل الأردن يُضاف إلى كل ذلك، أن المبادرات الملكية الحكيمة والشرعية السياسية التي يتبناها الأردن، قد أكسبت هذا البلد احترامًا عالميًا ومكانة دولية مرموقة.

هذه المبادرات لا تعزز فقط مكانة الأردن على الساحة الدولية، بل تساهم أيضًا في بناء شعور قوي بالثقة في مستقبل هذا البلد وقدرته على تحقيق المزيد من التقدم والازدهار نحو مستقبل مشرق

إن التحدي اليوم يكمن في كيفية تحديث وتطوير واقعنا التشريعي والتنموي. فالمطلوب هو بناء أردن قوي وعزيز، ينعم أبناؤه فيه بالسعادة والازدهار، ليظل منارة للأمن والاستقرار في المنطقة.

كيف يمكننا أن نترجم هذه القناعة الراسخة، المدعومة بشواهد الواقع والنصوص الشرعية والمبادرات الملكية، إلى واقع ملموس يعزز من قوة الأردن ومنعته؟.

الرأي
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023