باكستان.. المصادقة على مشروع قرار يدعم إيران بمواجهة "إسرائيل" صحفيون: الأردن ثابت على موقفه: لن نكون ساحة لصراع إقليمي.. تقرير تلفزيوني محافظة: قرار تأنيث الكوادر التعليمية لا رجعة عنه الإحتلال يعدم 16 فلسطينيًا بالرصاص قرب مراكز مساعدات غزة بني مصطفى: تعزيز الوعي بمخاطر العنف أولوية ولي العهد يعيد نشر صورة تعبر عن رسالة الجيش العربي ولي العهد يترأس اجتماع المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل مرعي ولي العهد: أمن الأردن وشعبه وسلامة أراضيه فوق أي اعتبار الملك: الأردن لن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه إيران تعلن إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ نحو "إسرائيل" إطلاق صافرات الإنذار لتحذير المواطنين من التصعيد العسكري في الإقليم 65 شهيدًا و615 مصابًا في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية "الكهرباء الوطنية": جاهزون للتعامل مع أي طارئ بعد انقطاع الغاز من حقل ليفياثان مركز الأزمات: مراكز الإيواء ضمن الخطط الوطنية والاحتماء في المنازل كاف

القسم : بوابة الحقيقة
عربات جدعون.. تواصل طحن كرامتنا العربية
نشر بتاريخ : 5/27/2025 3:17:42 PM
ماجد توبه


بقلم: ماجد توبه

 

اي زمن عربي واسلامي أسوا من هذا الزمن؟! "عربات جدعون" وغيرها من اسماء لعمليات عسكرية صهيونية ومتوحشة تعيث فسادا وقتلا وابادة وتدميرا في غزة والضفة ولبنان وسوريا.. واصرار اسرائيلي على الذهاب حتى النهاية في التوسع وقلب كل الموازين الاستراتيجية كفرصة تاريخية مدعومة امريكيا لتسيد الشرق الاوسط ومحاولة اغلاق ملف القضية الفلسطينية على خسارة تفوق الخسارة العربية في نكبة فلسطين عام 1948.

 

ليست الطائرات والاسلحة المتقدمة التي استخدمتها وتستخدمها اسرائيل وقدراتها الاستخبارية والتكنولوجية، ولا ايديولوجيتها النازية في استباحة كل القيم الانسانية والقانونية  والدعم اللامحدود امريكيا لها هو ما وصل بنا الى هذه النتيجة وتوقع ما هو اسوا بعد، بل هي المواقف العربية والاسلامية المخزية، والتي تندرج ضمن خانتين اما شراكة شبه صامتة في الجريمة لحسابات مخزية واما لضعف ومحاولة الخروج باقل الخسائر مما هو قادم، وفي الحالتين يجتاحنا تسونامي الانهيار امام تسمين الاحتلال الاسرائيلي واكتسابه مزيدا من فائض القوة والنفوذ! ما سيترك اسرائيل اللاعب الرئيسي بالمنطقة الذي لن ينجو منه احد.

 

لن نتحدث عن الضعف ومحاولة الخروج باقل الخسائر لدى بعض الانظمة والدول العربية رغم ادانة مواقفها من التغييرات التي يرسخها العدو الاسرائيلي، بل نلفت الى الشراكة الصامتة والتواطؤ مع العدو الاسرائيلي بدعوى ضرب نفوذ ايران بالمنطقة وضرب حركة حماس حد الاستئصال، وكل ذلك مغلف بكسب ود امريكا واتقاء شرورها وشرور صنيعتها وقاعدتها الاسرائيلية المتقدمة بالشرق الاوسط.

 

في العلن دعما للوساطة ومفاوضات وقف اطلاق النار وقليل من التنديد الاعلامي بجرائم اسرائيل، وفي الباطن الذي بات مكشوفا دعما مفتوحا لاستئصال حماس وحزب الله وكل من قاوم ويقاوم اسرائيل ولتحجيم الدور الايراني بالمنطقة حتى لو سلمت سوريا للحركات "الجهادية" المتطرفة التي تبحث عن اقامة دولة الخلافة في حواري ادلب وحمص والان في دمشق، وهذا السيناريو الاخير لا يمكن السماح له دوليا وعربيا ولا واقعيا بالنجاح.

 

لم تكن اسرائيل ولا امريكا ولا اوروبا والمجتمع الدولي ليسمح باستمرار الابادة والتوحش الاسرائيلي في غزة وفلسطين ولا نشر المجاعة لولا هذا التواطؤ العربي والاسلامي، خاصة من الدول العربية والاسلامية النافذة والتي تمتلك ادوات ضغط سياسية ومالية كبيرة وبعضها الاخر امكانات شعبية وعسكرية وازنة يمكن لها التأثير على معادلة الحرب.

 

لم ترتق اغلب المواقف العربية والاسلامية لمواقف جنوب افريقيا ودول في امريكا اللاتينية بل وحتى اوروبية ضد حرب الابادة والتوحش الاسرائيلي.

 

لم تنقطع اية علاقة عربية او اسلامية، رسمية او غير رسمية بهذا العدو، وبقيت العلاقات التجارية والاقتصادية مع اسرائيل "شغالة" رغم كل الاكاذيب الاعلامية والسياسية التي تصرف يوميا بالمجان! دع عنك تحجيم فعاليات الراي العام العربي ورفع صوته ضد الابادة مقارنة بما تصدح به شوارع امريكا واوروبا.

 

عربات جدعون لا تدوس فقط جثامين الاطفال والنساء والشيوخ في غزة اليوم، بل هي تدوس على الكرامة والمصالح العربية والاسلامية، لقد بات العرب كقطيع الخرفان في المسلخ يقفون في الطابور كل ينتظر الذبح بعد الانتهاء من الخاروف الذي وصل المقصلة.

 

كل كلمات الارض لا تعبر عن حجم القهر والانطحان بشعور الخزي والعار الذي نجد انفسنا فيه ونحن نتابع يوميا قتل الاطفال والنساء وحرقهم في غزة ولبنان والضفة، فيما نكتفي بانتظار فرج عليهم لا نعرف كيف ومتى سياتي!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023