تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
متطلبات حوكمة قطاع الثقافة في الأردن: نحو قطاع ثقافي أكثر ازدهارًا واستدامة
نشر بتاريخ : 2/17/2025 6:31:48 PM
فارس متروك شديفات

بقلم: فارس متروك شديفات

 

تعتبر الثقافة مرآة تعكس حضارة المجتمع وتاريخه، وهي عنصر أساسي في تشكيل الوعي الجمعي والهوية الوطنية وتعزيز التنمية المستدامة.

 في بلدنا الأردن، يزخر المشهد الثقافي بتنوع وغنى يعكس تاريخ البلاد وتراثها وتنوع مكوناتها ونسيجها الاجتماعي، إلا أن تطوير هذا القطاع وتعزيز مساهمته في التنمية يتطلب وجود حوكمة فعالة لقطاع الثقافة.

فحوكمة الثقافة هي مجموعة من العمليات والهياكل التي تضمن إدارة وتنظيم القطاع الثقافي بشكل فعال ومستدام، وتعتمد حوكمة الثقافة على عدد من العناصر والأسس التي تضمن الشفافية، والمشاركة، والاستدامة في إدارة السياسات الثقافية.

ولحوكمة الثقافة في الأردن لا بد من توافر عناصر أهمها: -

1.    الإطار القانوني والتشريعي: مما يعني أن يكون هناك قوانين وسياسات واضحة لكل الأطراف وأصحاب المصلحة، تنظم القطاع الثقافي وتحمي حقوق الملكية الفكرية وحرية التعبير والابداع.

وايضاً وجوب تنظيم العلاقة بين المؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة والمجتمع المدني لضمان التعاون والتكامل.

2.    تطوير عمل وقدرات مؤسسات ثقافية وإدارية كهياكل فعالة قادرة على تنفيذ السياسات الثقافية بكفاءة، من خلال الاطلاع على التجارب، والتدريب والتأهيل المستمر للقائمين والفاعلين في إدارة وتنمية القطاع الثقافي، ومن جهة أخرى تفعيل دور المجالس الثقافية واللجان الاستشارية لإشراك المجتمع في التخطيط وصنع القرار الثقافي.

3.    التمويل والاستدامة المالية: وهنا يجب توفير ميزانيات مستقرة للقطاع الثقافي لضمان استمرارية الأنشطة الثقافية، وتشجيع الاستثمار في صناعات الثقافة من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

4.    المشاركة المجتمعية والتشاور والتشبيك: بإشراك المجتمع المحلي ومؤسساته المعنية والفنانين والمبدعين في التخطيط وصنع واتخاذ القرار الثقافي لضمان تلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم، واستجابة لحقوقهم كمواطنين، وكذلك دعم المبادرات التشاركية كالفعاليات والمبادرات الثقافية التشاركية التي تعزز الحوار والتفاعل والتشبيك بين مقدمي الخدمات الفنية الإبداعية التوعوية والجمهور.

5.    الشفافية والمساءلة: بوضع آليات واضحة لمراقبة جودة الأداء والانفاق الثقافي العام، بناء على مؤشرات قياس ومعايير محددة، وضمان مساءلة الجهات المسؤولة عن تنفيذ السياسات الثقافية والبرامج التنفيذية والخطط الاستراتيجية، بالإضافة الى ضرورة اطلاع المواطنين باعداد ونشر التقارير المالية والإدارية الكمية والنوعية الخاصة بوزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية المتعددة لتعزيز الشفافية.

6.    التخطيط الاستراتيجي والتقييم: بوضع خطط طويلة الأمد لتطوير القطاع الثقافي وتحديد مؤشرات أداء قابلة للقياس، بالتعاون مع كل الأطراف أصحاب المصلحة، وضرورة مراجعة وتقييم إثر السياسات الثقافية بانتظام لضمان فعاليتها وتحقيق الأهداف المرجوة.

 

وإذا ما أردنا ان نلقي الضوء على منطلقات واسس حوكمة الثقافة في الأردن فمن الضروري ان العمل بمفهوم الاستدامة بضمان استمرارية الأنشطة الثقافية للأجيال القادمة، ودمج الثقافة في خطط التنمية المستدامة، وخطط التحديث والتطوير السياسي والاقتصادي واجتماعي التي اعتمدتها الدولة الأردنية.

كذلك احترام التنوع الثقافي واللغوي في المجتمع ودعم الفنون والثقافات المحلية وتوفير حواضن ثقافية فاعلة، وتبني سياسات مرنة تستجيب للتغيرات المجتمعية والتكنولوجية، ودعم الابتكار والريادة في الفنون والابداع والصناعات الثقافية، وتبني ممارسات التكامل بين القطاعات بدمج الثقافة مع قطاعات التعليم، والشباب، والسياحة، والاقتصاد، والتكنولوجيا لتحقيق أهداف مشتركة.

 

وبالإضافة الى ما سبق من منطلقات واسس حوكمة لقطاع الثقافة في الأردن، فمن الأهمية لتعزيز العدالة والإنصاف والمبادئ الأساسية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ضمان وصول الجميع إلى الخدمات والأنشطة الثقافية دون تمييز ودعم الفئات المهمشة، والاستفادة من عوائد التنمية الشاملة.

بالتأكيد ان تطوير حوكمة فعالة للثقافة في الأردن يتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية، من حكومة ومؤسسات ثقافية ومجتمع مدني وفنانين ومبدعين وخبراء، من خلال تطبيق هذه العناصر والأسس، فيمكن لبلدنا أن تعزز قطاعها الثقافي وتجعله أكثر ازدهارًا واستدامة، مما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للبلاد.

 

* المدير التنفيذي لمؤسسة المنشية للتدريب والتنمية والمشاركة المجتمعية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023