تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
قانون جديد يهدد ملكية الأراضي في الضفة الغربية
نشر بتاريخ : 11/18/2024 1:21:30 PM
المحامي حمادة أبو نجمة

بقلم: المحامي حماده أبو نجمة

 

تستعد حكومة الاحتلال لمناقشة مشروع قانون جديد يهدف إلى تغيير شروط تملك الأراضي في الضفة الغربية، وهو ما يشكل خطوة تصعيدية خطيرة ضمن استراتيجية واضحة لفرض السيطرة على الأرض الفلسطينية، حيث يسعى المشروع الذي قدمه حزب "الصهيونية الدينية" إلى إلغاء القانون الأردني الساري منذ عام 1953 والذي يقيد بيع أو تأجير الأراضي في الضفة الغربية لغير الأردنيين، وهو قانون ظل ساريا منذ احتلال الضفة في عام 1967.

القانون الأردني يعتبر جزءا من النظام القانوني الساري في الأراضي المحتلة سندا لأحكام المادة 43 من لائحة لاهاي لعام 1907، وقد تم وضعه بهدف حماية الأراضي الفلسطينية من التملك الأجنبي في وقت كان يشهد محاولات مكثفة للاستحواذ عليها من قبل الحركة الصهيونية، ومع ذلك تزعم الملاحظات التفسيرية لمشروع القانون المقدم للكنيست أن التشريع الأردني كان مصمما خصيصا لتقييد تملك اليهود للأراضي، وتعتبره حكومة الاحتلال الحالية "غير مقبول" لأنه يميز بناء على الجنسية.

رغم القيود التي فرضها القانون الأردني إلا أن حكومات الاحتلال سعت منذ عام 1971 إلى الالتفاف عليه عبر وسائل قانونية غير مباشرة، مثل السماح للشركات المسجلة لدى الإدارة المدنية في الضفة الغربية بشراء الأراضي نيابة عن المستوطنين، هذه الإجراءات إلى جانب مصادرة مساحات شاسعة من أراضي الضفة الغربية "لأغراض أمنية" أو "للاستخدام العام"، أدت إلى توسع الاستيطان الإسرائيلي بشكل غير قانوني، حيث تضم الضفة الغربية الآن أكثر من 134 مستوطنة يقطنها حوالي نصف مليون مستوطن.

مشروع القانون الجديد يتجاوز كونه إجراء تشريعيا داخليا، فهو يعكس توجها أيديولوجيا وسياسيا واضحا نحو ضم الضفة الغربية فعليا إلى السيادة الإسرائيلية، فتصريحات وزير مالية الاحتلال الذي وصف عام 2025 بأنه "عام السيادة في يهودا والسامرة"، تؤكد أن هذه الخطوة ليست معزولة، بل جزء من خطة شاملة لتكريس الاحتلال وضم الأراضي.

من الناحية القانونية يمثل المشروع خرقا واضحا للقانون الدولي الذي يعتبر الضفة الغربية أرضا محتلة ويمنع قوة الاحتلال من إجراء تغييرات جوهرية في النظام القانوني المحلي أو استخدام التشريعات لفرض واقع استيطاني جديد، كما أن السماح بتملك الأراضي على أساس تمييزي يعزز انتهاك اتفاقيات جنيف، التي تحظر نقل سكان الاحتلال إلى الأراضي المحتلة أو تغيير طابعها الديمغرافي.

إذا ما تم إقرار هذا القانون، فإن الفلسطينيين سيواجهون تحديات إضافية على صعيد ملكية الأراضي، حيث سيفتح الباب أمام مزيد من التوسع الاستيطاني على حساب الأراضي الفلسطينية، هذا التوسع لا يهدد فقط حق الفلسطينيين في أراضيهم بل يزيد من تعقيد الصراع ويعمق الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، في ظل سيطرة المستوطنات على الموارد الطبيعية والبنية التحتية.

تمرير هذا المشروع يتطلب مصادقة الكنيست بثلاث قراءات بعد القراءة التمهيدية، وهو ما يتطلب تحركا أردنيا وفلسطينيا ودوليا عاجلا لمواجهة هذا الخطر المتزايد، والمجتمع الدولي مطالب بممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال لإيقاف هذه الانتهاكات التي تقوض النظام القانوني الدولي وتغلق الأفق أمام أي حل سياسي عادل وشامل، فمشروع القانون ليس مجرد تعديل قانوني بل هو خطوة أخرى نحو شرعنة الاحتلال وترسيخ نظام استيطاني غير قانوني.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023