القسم : مقالات مختاره
سيرته محفورة في ذاكرتنا .. البطل الفريق مشهور حديثة الجازي
نشر بتاريخ : 3/2/2024 8:41:30 PM
عادل سالم الرفايعة

بقلم الإعلامي : عادل سالم الرفايعة

 

عادت بنا الذاكرة في احداث غزة الى بطل مقدام تحدثت عنه الافواه ورسخ اسمع في ذاكرة الكبير والصغير.. انه بطل معركة الكرامة الفريق مشهور حديثة الجازي رحمة الله عليه والذي ينحدر من قبيلة شماء هي قبيلة الحويطات العريقة.. هذا البطل الذي قاد معركة الكرامة وسطر فيها نصرا تذكره الأجيال ونحتفل به كل عام ضد عدو غاشم هو العدو الصهيوني لعنة الله عليهم وكبدهم والجيش العربي الاردني خسائر كبيرة لا تزال تلك الخسائر وصمة عار في جبين العدو حتى هذا الحين.. ولم تتوقف انجازاته بطولاته عند هذا الحد لا بل قاد الكثير من عمليات تحرير الرهائن الابرياء في ذلك الحين وهي كثيرة قبيل ايلول الاسود في عام 1970  ليترك منصب قائد الجيش عشية ليلة معركة ايلول الاسود... البطولات والانجازات عظيمة لهذه القامه الكبيرة.. رحم الله البطل ابا رمزي واسكنه فسيح جنات

يقول مشهور باشا حديثة الجازي :

بحثتُ عن القائد (عبد الله التّلّ) ، كان يجلسُ وحيدًا، تحت نخلةٍ ، يسند ظهره إليها ، يتناول حصًى من الأرض ، ويرميها بصمتٍ . كنتُ في أوائل العشرينات من عمري ، وكان هو في أوائل الثّلاثينات ، كنتُ أسمع عن شجاعته ، وعن عقيدته القِتاليّة ، وعن حماسته ، لكنّني في تلك اللّيلة رأيتُ منه وجهًا آخر ، اقتربتُ منه ، وسألتُه : "كيفَ ترى الأمور؟"

فردّ دون مقدّمات : "إنّهم يُقدّموننا قربانًا" .. ولم أفهم ، فسألتُه : "مَنْ تعني؟"

 فردّ بكلمة واحدة : "الأنظمة". واستوضحتُ منه ، فالتفتَ إليّ وقال : "أتعرفُ كم عدد جيوشنا السّبعة الّتي سمعتَ هياجها وصِياحها قبل قليل ، الجيش الأردنيّ والمصري والعراقي والسّوري واللّبناني والسّعوديّ وجيش الإنقاذ ، ومعه جيش الجهاد المُقدّس ، كلّ هؤلاء لا يزيدون عن عشرة آلاف ، واليهود الّذين نُسمّيهم عصابات ، يملكون أكثر من مئةٍ وعشرين ألف مقاتلٍ ..

 ما معنى هذا يا مشهور؟". ووجمتُ، لم يكنْ لديّ أيّ جواب .

لكنّه قال : "هل تعتقد أنّهم يريدون تحرير فلسطين بهذه الطّريقة أم تسليمها؟ هل تعتقد أنّهم يريدون لنا نحن أفراد الجيوش السّبعة أنْ نقاتل أم ننسحق ؟ إنّهم يبعثون بنا إلى مجزرة يا مشهور ؟ إنّهم يُلقون بنا إلى مذبحةٍ جماعيّة ! أرأيتَ إلى شليّة من الأغنام تُحبَس في زريبةٍ ثُمّ تمتدّ إلى أعناقها آلاف السّكاكين ؟ ها نحن" .

ولم أرَ بؤسًا ولا يأسًا في وجه رجلٍ كما رأيتُه في وجهه ذلك اليوم ، وأخذتْني بعضُ الحميّة فقلتُ : "ولكنّ هذه النّفسيّة ستُحطّم جيشنا" .

فردّ : "جيشنُا لا يدري شيئًا ، وسيبقى لا يدري ، أمّا أنا وأنتَ والّذين يعرفون ، فعلينا أنْ نقاتل حتّى حزّ الحلاقيم ، هذا قَدَرُنا ولا فِرار منه" . ووقف على قدمَيه ، وقبل أنْ يمضي بعيدًا ، قال وهو ينفثُ هواءً حارًّا من صدره : "أتعرفُ كم عدد القادة الّذين سيخوضون المعركة ضدّ اليهود ؟ إنّهم خمسةٌ وخمسون قائدًا ، ليس بينهم من العرب إلاّ خمسة ، والبقيّة إنجليز ، وكلوب القائد العامّ - إنجليزيّ ، ولا أحد يستطيع أنْ يشرب كأس ماءٍ واحدةٍ دون الرّجوع إليه .. هل هذه حرب تحرير أم حربُ تدمير ؟ .. أم حرب تسليم؟!" . ومضى ، ورأيتُ ظهره قد انحنى كأنّ جبلاً من الهمّ قد أناخَ عليه !!

رحم الله البطلين مشهور الجازي وعبد الله التل رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته .

للعلم فقط : 

 البطل عبد الله التل استطاع ان يحافظ على القدس القديمة وتمكن من أسر الصهيوني شارون وأرسله الى معسكرات الجيش في الزرقاء ليعيده جون كلوب الى الصهاينة بعد وقت قريب  و الذي كان قائد الجيش العربي في حينه.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023