تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
الأردن والتحديات الجديدة
نشر بتاريخ : 2/20/2017 12:13:18 PM
د.رحيل محمد غرايبة


د. رحيل محمد غرايبة

يواجه الأردن تحديات حقيقية وجادة، وتتصف بالخطورة دون أدنى شك، سواء كان ذلك  على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ولا سبيل للتغلب عليها إلّا من خلال خطة استثنائية تقوم على الاستنفار والحشد؛ الذي يرتكز على جمع الطاقات وتوجيهها عبر المشاركة الفاعلة بين الحكومة ومختلف القوى السياسية والوطنية المخلصة والمنتمية للدولة الأردنية وترابها ومستقبلها.

التحديات الداخلية تتمحور حول الإصلاح السياسي الذي يجب أن ينجح في تحقيق الإصلاح الاقتصادي والإصلاح التعليمي المطلوب، ويكمن التحدي الحقيقي في إدراك نقطة البداية أولاً، وإبصارالمدخل الذي يشكل بوابة الأردنيين للعبور نحو الإصلاح الوطني الشامل، وهنا يجدر تحقيق التوافق الحاسم أولاً على أن الإصلاح السياسي هو المتطلب الاجباري الأول، لأن الإصلاح الاقتصادي الحقيقي والتعليمي كذلك لا يمكن تحقيقهما دون أن يكونا مبنيين على إصلاح منهجية الاختيار لفريق القيادة، الذي يتحمل مسؤولية الإشراف على كل ملفات الإصلاح الأخرى، والذي ينبغي أن يكون مأموناً على مقدرات الأردنيين ومصالحهم، ويملك ثقة الشعب الأردني الحقيقية بكفاءته وقدرته وإخلاصه، ولا سبيل لذلك إلّا عبر اتقان آلية التمكين الفعلي للشعب بالاختيار والرقابة.

أما التحديات الخارجية فقد أصبحت أكثر خطورة وأشد سخونة، وتبعث على القلق، ولعلّ التحدي الأكثر أهمية على هذا الصعيد ذلك الذي يتمثل بتطورات الموقف الأمريكي والإسرائيلي حول القضية الفلسطينية، حيث أن رئيس وزراء دولة الاحتلال يدشن برنامجاً عملياً مشرعناً لابتلاع الضفة الغربية، عبر إطلاق العنان للاستيطان المتوحش الخارج على كل أعراف الأرض والسماء، والمصادم للإرادة الدولية جميعها  بكل صلف، ولكن موضع  الخطورة يتمثل بدعم الرئيس الأمريكي الجديد لخطوات «نتن ياهو»، سواء فيما يتعلق بتهويد القدس، أو التخلي عن حل الدولتين» الذي كان قد تبنته الإدارات الأمريكية السابقة، وإذا أضيف إلى ذلك شعار القيادة الصهيونية القائم على (يهودية الدولة) مما يعني باختصار أن هناك خطوات عملية جادة نحو ممارسة سياسة التطهير العرقي الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، سواء في فلسطين المحتلة عام (1948) أو الضفة الغربية المحتلة عام (1967)، وهذا يعد تهديداً صريحاً ومعلناً ضد الدولة الأردنية ومستقبلها بكل وضوح، ولا يحتمل مزيداً من الغفلة أو الاستغفال، أو التباطؤ في عمليات المواجهة الفعلية.

التحدي الثالث يكمن في سخونة المعركة التي تدور رحاها على حدود الأردن الشمالية، في منطقة درعا وما حولها، واقتراب شرر المعارك من الأرض الأردنية، مما يعني ببساطة أن على الجيش الأردني الاستعداد والتأهب لمواجهة محتملة قادمة، قد تتطلب رسم معالم الدور الأردني في هذه المواجهة العسكرية التي تؤمن حفظ حدودنا وأمننا الداخلي، ومنع هروب مقاتلي الحركات العنفية المسلحة إلى الأرض الأردنية، بالإضافة إلى امتلاك القدرة على التعامل مع تغيرات المشهد السياسي القائمة على تبدلات واضحة في التحالفات السابقة، التي كانت مرسومة بين الأطراف المتصارعة والقوى الإقليمية والعالمية، والتحولات  الجارية على المواقف السياسية، وإعادة التموضع في المسارات والتوجهات لبعض القوى الإقليمية، مما يقتضي إعادة التقويم والمراجعة التي ينبغي أن تكون عميقة وجذرية وشاملة.

مواجهة هذا الكم وهذا النوع من التحديات الكبيرة المتجددة يحتاج إلى خطة طوارىء شاملة على المستويين الرسمي والشعبي، وعلى جميع الصعد السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، كما أن الأمر يحتاج إلى فريق استثنائي قادر على  إدارة ملفات المرحلة، وقادر على تحمل المسؤولية الاستثنائية المطلوبة.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023