تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
الجريمة والعقاب
نشر بتاريخ : 2/12/2017 5:28:31 PM
د. مصطفى البرغوثي
 
بقلم: الدكتور مصطفى البرغوثي

يشبه سلوك إسرائيل في إقرارها قانون اللصوصية والنهب الذي أقره الكنيست الإسرائيلي، سلوك المجرم في قصة دوستويفكي الشهيرة "الجريمة والعقاب"، فالمجرم لا ينفك يعود إلى مكان جريمته الأصلية، غير أنه في حالة قانون اللصوصية الأخير، وجرائم الاستيطان الجديدة، فإن المجرم يعود لكي يكرر جريمته دون أن يلاحظ أنه بذلك يعيد كشف جريمته الأولى التي ارتكبها عام 1948 ونجح في خداع العالم بشأنها لسنوات، حين سلب الفلسطينيين أرضهم بعد أن شرد معظمهم، وهدم 400 قرية لهم وعمد إلى تهويد مدنهم كصفد وحيفا وعكا.

لم نشهد منذ عام 1948 وإنشاء "إسرائيل" غطرسة ووقاحة كالتي رأيناها وسمعناها خلال الأسبوع الماضي، من نتنياهو ونفتالي بينت إلى ليبرمان إلى شاكيد، وهم يدعون أن الضفة الغربية جزء من أرض إسرائيل، وألا مكان لدولة فلسطينية، وأنهم سيضمون معظم أراضي الضفة الغربية.

"قانون اللصوصية الجديد" كما سماه بني بيغن ابن مناحيم بيغن الذي لا يمكن اتهامه بالانحياز للفلسطينيين، لا يستهدف فقط تشريع ضم أراضي الفلسطينيين الخاصة لمصلحة الاستيطان غير الشرعي وغير القانوني حسب القانون الدولي، بل يمتد غرضه إلى أبعد من ذلك، نحو ضم أراضي الضفة الغربية، دون سكانها، ويرمي إلى إلغاء إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفي المحصلة فإنه يكرس "إسرائيل" نهائيا دولة للأبارتهايد والتمييز العنصري تفوق في عنصريتها نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

لم تكن إسرائيل لتجرؤ على ارتكاب هذه الجريمة الجديدة، لولا الصمت المتكرر على جرائمها الفادحة، ولولا انشغال العرب بمصائبهم، والفلسطينيين بانقسامهم، والعالم بنفاقه حول حل "الدولتين" دون امتلاك الجرأة على فرض العقوبات على إسرائيل. غير أن السيل وصل الزبى، وآن أوان فرض العقاب على الجريمة... ولم يعد هناك مجال للتقاعس أو التراخي أو التجاهل.

لن ترتدع إسرائيل إلا بفرض العقوبات عليها، وقطع العلاقات معها، ولفظ كل أشكال التطبيع معها، وفي مقدمة ذلك رفض الفكرة الخطيرة القادمة من واشنطن حول عقد اجتماع أمني عربي- إسرائيلي معها، بعد كل الذي فعلته وأقدمت عليه، ولن ترتدع إلا بإحالتها فورا ودون تردد إلى محكمة الجنايات الدولية وقطع كل أشكال التنسيق الأمني معها.

كل دولة أوروبية تتبنى حل الدولتين مطالبة الآن بالاعتراف بدولة فلسطين إن لم تفعل ذلك بعد، وكل دولة تحترم القانون الدولي وتحرص عليه مطالبة بأن تقول لإسرائيل إنها ستفرض العقوبات عليها إن لم ترتدع وتلغ قانون اللصوصية وتوقف نشاطها الاستيطاني.

يعرف العالم أمثلة لما أدى إليه التقاعس عن حماية القانون الدولي من نتائج وخيمة بصعود النازية والفاشية وما جره من كوارث على الإنسانية جمعاء، أما نحن الفلسطينيين الصامدين في أرض وطننا فسنبقى، كما كنا، شوكة في حلوق مضطهدينا، جاثمين على صدورهم، وصابرين في مواجهة غطرستهم، وقابضين على الجمر في الحفاظ على حقوقنا وتاريخنا وهويتنا.

قد يقتلون فكرة الدولة الفلسطينية وما يسمى "بحل الدولتين" لكن ذلك لن ينفي وجودنا ولن ينهك عزيمتنا، وسيجد أعداؤنا أنفسهم عاجزين عن إكراهنا على الرضوخ لنظام العبودية والأبارتهايد.

إن كانوا لا يريدون حل الدولتين فسيجدوا أمامهم حل الدولة الواحدة، وسترتفع يد العقاب ليس فقط على جريمتهم الجديدة، بل على جريمتهم الأولى الأكبر والأفظع، فما من جريمة ستمر دون عقاب.

* الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023