تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
عندما تصِفُ واشنطن «رئيسَ دولة».. بأنه «ببغاء»!!
نشر بتاريخ : 4/22/2023 10:40:55 AM
محمد خروب

أما الدولة فهي البرازيل الدولة الأكبر اقتصادياً وديموغرافياً في أميركا اللاتينية, ورئيسها هو لويس إيناسيو لولا داسيلفا المعروف تحبّبا بـ«لولا». وهو الرئيس الذي زار الولايات المتحدة بعد فوزه على الرئيس اليميني المُتطرّف السابق/بولسونارو, الذي وصفَه «لولا» في مقابلة مع محطة CNN الأميركية.. بـ«أنه (أي بولسونارو) نُسخة مُخلِصة من ترمب, وكأنه وُضِعَ في آلة تصوير».

الرئيس/لولا التقى نظيره الأميركي/ بايدن في البيت الأبيض يوم 10 شباط الماضي, بعد أن زار» لولا» الأرجنتين كأول دولة خارج بلاده بعد إنتصاره على بولسونارو. في لقائهما «أشاد» بايدن بفوز «لولا» مُعتبِراً ان «الديمقراطية في البرازيل والعالم قد انتصرت», ناهيك عما حفِلت به كلمات بايدن الترحيبية بضيفه البرازيلي, من استعداد و"تعهّد» بالعمل مع «لولا», على تقوية المؤسسات الديمقراطية وتعزيز احترام حقوق الإنسان, وهو ما تضمّنه البيان المُشترك الذي صدر في واشنطن وبرازيليا.

كل الوقائع والُمعطيات هذه لم «تُعِرها» إدارة بايدن أي إهتمام أو تأخذها في الإعتبار, بل تجاهلتها وتجاوزتها حدّ التنصل منها وإنكارها, مُباشرة بعد تصريحات ادلى بها «لولا» خلال زيارته الصين في الفترة من 12 ــ 15 شباط الجاري, وخصوصاً قوله أنه «يتعيّن على الولايات المُتحدة أن تُوقف تشجيع الحرب, وأن تبدا ــ أضافَ لولا ــ بالحديث عن السلام», مُستطرِداً وأنه أيضاً «يجب أن يبدأ الإتحاد الأوروبي بالحديث عن السلام».

هذا كل ما قاله «لولا».. في تلخيص دقيق للمَوقِفيْن «الـمُعلَنيْن».. الأميركي والأوروبي من الأزمة الأوكرانية, ليس فقط في إستمرار ضخّهِما المزيد من الأسلحة والعتاد بما في ذلك الدبابات الثقيلة والطائرات الحربية والإنخراط الفعلي في الحرب الى جانب أوكرانيا, تخطيطاً وتزويداً بالإحداثيات والمعلومات الإستخبارية وخرائط وصور الأقمار الإصطناعية, بل خصوصاً في تحريض كييف على قطع المفاوضات التي كانت بدأتها مع موسكو في بيلاروس وتركيا, بعد أسابيع قليلة من العملية العسكرية الروسية الخاصة, فضلاً عن تولّي واشنطن الإعلان على ل?ان أكثر من مسؤول أميركي وفي مقدمتهم بايدن وبلينكن, أن الوقت لم يحِن بعد للمفاوضات, وأن هدف واشنطن كما الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو, هو إلحاق «هزيمة استراتيجية» بروسيا.

جُنّ جنون الإدارة الأميركية حدود الذعر, عند سماعها تصريحات «لولا» في بيجين, إذ خرجَ مُتحدث مجلس الأمن القومي/الجنرال جون كيربي, في هجوم قاسٍ ولاذع وغير مسبوق على البرازيل. قائلاً في إستعلاء: في ما خصّ هذه الحالة (يقصِد كيربي تصريح «لولا» ودعوته واشنطن البدء بالحديث عن السلام والتوقّف عن تشجيع الحرب), فإن البرازيل ـ أضافَ ـ تُردّد «ببغائياً» الدعاية الروسية والصينية, من دون أن تنظر بتاتاً إلى الحقائق.

صحيح أن الجنرال كيربي الناطق باسم احدى أهم المؤسسات الأميركية, دوراً وأهمية وصناعة للقرار وهو مجلس الأمن القومي, لم يذكر/كيربي الرئيس البرازيلي/لولا بالاسم، إلاّ أن «رسالته» وصلتْ كون صاحب الدعوة/التصريح هو الرئيس «لولا», الذي استقطبت زيارته لللصين اهتمام الدوائر الغربية كافة وبخاصة واشنطن, التي ظنّت أن زيارة «لولا» لواشنطن ونتائج «القمة» التي عقدها مع بايدن, ستكون مثابة «مُؤشر» تقارب معها, كونه زار واشنطن كأول عاصمة كبرى, بعد أقل من شهر على حفل تنصيبه، ما قد يعكس ــ من وجه نظر أميركية بحتة بالطبع ــ تغيير?ً في السياسات التي اعتمدها «لولا», خلال فترتيّ رئاسته بين عامي 2003-2011، لكنه/لولا النقابي اليساري السابق المنحاز للطبقات الفقيرة في بلاده, والداعي إلى إحداث تغيير في تركيبة مجلس الأمن الدولي، وخصوصاً نظام القطبية الأحادية الذي كرّسته واشنطن بعد انتهاء الحرب الباردة، لم يتنازل عن قناعته (رغم حرارة الاستقبال الأميركي له)، بل مضى قُدماً في تبني مواقف منحازة للقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان, وخصوصاً رفض الهيمنة الأميركية الآخذة في التصدّع وربما الانهيار الوشيك.

ثمّة أزمة تلوح في الأفق بين واشنطن وبرازيليا، خاصة بعدما افتعلتها الولايات المتحدة, وما ابدته من عدم احترام الرئيس البرازيلي, وإطلاقه تصريحات وأوصاف دأبت على إطلاقها دون كوابح, على زعماء وقادة من دول العالم الثالث, حتى أولئك الذين جاؤوا إلى السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة, لكنهم لم يسيروا في الركب الأميركي ولم يخضعوا لأوامر واشنطن.. وهو أيضاً (أقصد شبح الأزمة) ما تجلّى في رفض البرازيل الانتقادات والأوصاف التي اطلقتها واشنطن, على نحو نحسب انها ستترك اثارها السلبية سريعاً على مسار علاقات البلدين, خصوصاً أن ال?رازيل ذات وزن إقليمي ودولي لا يُستهان به.

[email protected]

عن الرأي

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023