تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
الحذف من المناهج والحجج البائسة..
نشر بتاريخ : 10/8/2022 7:48:47 PM
أيمن صندوقة

أذكر خلال سنوات الدراسة في الجامعة أننا كنا نلاحظ اختلافا في الوحدات التي يتم تدريسها في المواد المختلفة من سنة إلى أخرى.. الاختلاف كان دوما باتجاه الاجتزاء والاختصار، فكثير من الوحدات والمواضيع التي كانت تدرس في مواد السنة الجامعية الأولى للعلوم والهندسة تبخرت ولم يعد أحد يقدمها، كنا نعرف هذا من أسئلة السنوات الأقدم أو من المقارنة بما ندرسه للطلبة "السنافر" بعد أعوام..

أنا لا أتحدث عن نوعية تدريس الوحدات التي مازالت تدرس حتى الآن لكن بمحتوى مفرغ ، بل أتحدث عن وحدات برمتها لم يعد لها وجود ضمن وصف المواد أصلا ...

ولعل البعض يعذر عمادات الكليات العلمية في الجامعات عندما ينصت لشكوى دكاترة الجامعة المريرة من تدهور "مستوى الطلاب" الذين يصلون لهذه الكليات وأنه ما باليد حيلة .. وأن "العبرة مش بالكمية".. الخ

قبل سنوات تابعنا إلغاء تدريس الهندسة الفضائية من المدارس الثانوية، ثم بقيت وحدة الإحصاء والإحتمالات تزين كتب التوجيهي العلمي سنوات طويلة وتتم طباعتها كل عام مع الكتب بينما هي (محذوفة) لا يفتحها أحد، وفي ضوء حذف هذه الوحدة من امتحان الثانوية العامة ما عادت تدرس في كل الصفوف السابقة (ما بتلزمهم في التوجيهي) .. وحال محور الإحصاء والاحتمالات المؤسف هذا له أشباه كثيرة في الرياضيات وغيرها..

"مستوى الطلاب" هو السبب الذي يدفع صاحب القرار في الوزارة وفي المدرسة الثانوية لتصرفات كارثية لا يشعر صاحبها وهو يفعلها بأدنى حرج ، فالحجة جاهزة وسهلة وقريبة "مستوى الطلاب" ....وحجج أخرى جاهزة أيضا "المهم النوع وليس الكم" وأنا جاهز لأداء كل الأيمان المغلظة أن النوع تم طحنه والقضاء عليه قبل الكم ، وما للقارئ الكريم ومال أيماني أساسا؟! لدينا البراهين الواقعية الواضحة التي لا ينكرها إلا الأعمى والمكابر فقط أن مخرجات التعليم في كل مراحله تنحدر بكل المقاييس، فهل حذف الوحدات وتقليص المناهج و"سخطها" رفع نوعية تحقق النتاجات المرجوة في الوحدات المتبقية ؟! لا والله !!

كل هذا عادي .. أو صار عاديا.. وهو وجع مقيم لا ندري كيف ندفعه عنا ، أما غير العادي الذي وصلنا إليه في العقد الأخير فهو أن هذه الحجج المغلفة وعلى رأسها حجة "مستوى الطلاب" قد صارت مستخدمة بشكل واسع عند معلمي ومعلمات الصفوف الأساسية حتى الأول الأساسي!!!!

نعم ، إن هذه الحجة "مستوى الطلاب" هي هي يتم بها تبرير عدم تكليف الطلبة بحل كذا من أسئلة الدروس ، وعدم تدريس العنوان الفلاني ، وشطب الوحدة الفلانية... وعدم وعدم وعدم ....

أنا عندي سؤال : من أين يأتي "مستوى الطلاب" إن لم يكن من الجهد الذي نبذله معهم تأسيسا وتعليما؟

"مستوى الطلاب" هذا ، أليس نتاج تربية عوجاء مارسناها نحن؟ نعم نحن، مارسنا العوج وما زلنا نمارسه عندما يكون الحل الأسهل هو الحذف والاجتزاء .. ونحن مجرمون عندما نستسهل هذا العمل ،من أكبر مسؤول قرر شطب وحدة في الثانوية ووحدة في الجامعة إلى مدير المدرسة الخاصة الذي غض الطرف نزولا عند رغبات الزبائن إلى المعلم الذي تجاوز عن واجباته واستسهل التذرع بالذرائع الفارغة .. هذه التربية العوجاء ربينا فيها أبناءنا على استسهال التعاطي مع القشور والتوافه وعدم بذل أي جهد حقيقي .. فأصبحنا كذلك كلنا - إلا من رحم الله- وازدادت الهوة جبلا بعد جيل ، ضعفا فوق ضعف، وإهمالا يتلوه إهمال...

يا سادتي العاملين في حقل التربية والتعليم ، إن "مستوى الطلاب" ليس قدرا فوق إرادتنا، وإذا أردنا أن يتغير مستوى الطلاب والمعلمين والدنيا كلها وسعينا لذلك بجد فسوف يتغير ، فاتركوا اليأس والإحباط يرحمكم الله ، ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة. .. ألا فليشعر كل منا بأنه مسؤول بدرجة أو بأخرى عن كبح جماح التدهور في مستوى التعليم والله للساعين خير معين.


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023