إخماد حرائق لمساحات كبيرة من الأعشاب ويحذر من حوادث الغرق واللدغات موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها النووية طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي قبيلة الحويطات/ النجادات لبنان يطلب مساعدة قطر في إخراج مواطنات وعائلاتهن عبر معبر رفح محسن أردني يبني 10 أفران خبز شمالي غزة السلطات السعودية تعلن عقوبة من يضبط دون تصريح للحج مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النفطية "المنديل الورقي" الشهير للبيع.. عقد ميسي الأول مع برشلونة في مزاد علني دار مزادات بريطانية تتراجع عن بيع "جماجم مصرية" بعد موجة انتقادات واسعة مستوطنون يشعلون النيران قرب مقر أونروا في القدس التأشيرة الخليجية الموحدة تدخل حيز التنفيذ مطلع 2025 المملكة المتحدة.. وفاة 5 أطفال بالسعال الديكي "الشيرنجيتو": ريال مدريد وفايزة العماري طلبا من مبابي الصمت السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل إقلاعها

القسم : بوابة الحقيقة
المسائل العظيمة 11.. التعديل الدستوري.. إلى أين؟
نشر بتاريخ : 11/27/2021 9:32:56 AM
د. قصي الرحامنة


بقلم: د. قصي الرحامنة

 

وهي من جملة المسائل العظيمة التي خطرت ببالنا في هذا التوقيت المهم ،  إن الدستور الأساسي للدولة الاردنية هو صورة إجمالية لشرائعها وقوانينها، ونسخة جامعة لمناهجها وأساليبها، وأصل ثابت لمذاهبها في الإدارة والسياسة والقضاء والعسكرية وجميع ما يتعلق بشؤون المملكة الداخلية والخارجية. بل هو مرآة تتجلى فيها صور أشكالها،  ومرامي آمالها،  ومراتب انحطاطها وإرتقائها،  وقوتها وضعفها،  وإنتظامها وإختلالها، وإنحرافها عن جادة الصواب أو اعتدالها،  وبالجملة فهو بمثابة جوهر مقوم لوجودها،  وروح مدبرة لقواها ومصرفة لأعمالها،  وصفة كاشفة عن حالها واستقبالها، فهو الاصل الاصيل،  والمرجع الوحيد لجميع تصرفاتها وشؤونها، وأخذها وتركها ونهيها وأمرها. ولذلك كان حدوث تغيير في إحدى نصوص ومواد الدستور الاردني يتبعه تحوّل في أعمال الحكومة وتغير في صورة الإدارة وشكلها.

نعم تقضي الحال أحيانا بإدخال شيء من التعديل على نص من نصوص الدستور فتعدل او تُبدل،  ولكن لا يكون ذلك لشفاء علة من علل النفس أو لتأييد قبيل على قبيل،  وأنما يكون ذلك كما نراه لمحض المصلحة العامة إذا تهيأت الأفكار العامة لقبول ذلك التبديل وأستشعرت بلزومه وساعدت عليه الظروف وكان مأمونا من الغوائل.

ولذلك أشتغلت الافكار العامة في هذه الأيام،  وهبت حملة الاقلام تحرر المقالات الضافية في النقد والتهجين لمشروع تعديل الدستور الاردني لسنة 2021 ؛ويشمل آليات العمل النيابي وتحصين الاحزاب وحمايتها وتوحيد الاجتهاد القضائي وتمكين المرأة والشباب ولإنشاء مجلس للأمن الوطني والسياسات الخارجية .

نعم إن تعديل مادة من المواد او تصحيح مسألة من المسائل إنما هو بمثابة طوق النجاة والخروج من الازمات بما يناسب شكل اليوم ولكنه بحاجة الى الغذاء الحقيقي وهو تأييد الرأي العام وهو المستمد الوحيد لقوة ذلك التعديل و في شعبنا الاردني الذي بدأ يعرف حقوق نفسه   بل نؤكد جميعاً إن التغيير هو من الضروريات  التي يتوقف عليها الوجود ،  ويقترن بعدمها العدم.

نحن ليس من شأننا مناقشة ذلك التعديل ونمتلك ممثلين لنا وهم مجلس النواب ونأمل هذه المرة من ممثلينا في مجلس النواب أن يسعون ويبحثون في أصل تلك النصوص وهل تعديلها على الوجه الذي تم إقتراحه  فيه فائدة للوطن والمواطن الاردني ومصلحة للهيئة الاجتماعية؛ لا أن يكونوا وقوفً ينظرون ولا يملكون لأنفسهم ولا للامة الذين هم وكلاؤها إلا اقوالا يرددونها فلا يكاد يحس منهم أحد او يُسمع لهم ركز وسيقف القارئ العزيز على الصواب إذا تحقق جيداً بما يرجوه من ذلك التعديل ويكون نجاحه وبذلك لا نصف تعديل الحكومة بأنه حسن او غير ذلك وانما نجلوه بصورته الحقيقة وندع الحكم فيه على الملأ.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023