مواطنون : فحص المخدرات قبل التلاسيميا للأشخاص المقبلين على الزواج – تقرير تلفزيوني وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 21 – 8 – 2025 مصدر لـ" الحقيقة الدولية ": نتائج التوجيهي لجيل 2008 ستكون ورقيا بالمدارس والكترونيا افتتاح أول محطة لتعبئة غاز الحافلات والشاحنات والمركبات من حقل الريشة "المشاقبة والوحش": الأردن دولة عروبية جامعة والهوية الوطنية والمواطنة إنتماء - فيديو مصدر حكومي سوري: لن يكون هناك ممر إنساني عبر الحدود إلى السويداء التربية : 60 منهاجًا مطورًا يطرح للمرة الاولى في المدارس قلق في تونس من تراجع تداول المعلومات بعد وقف "هيئة النفاذ الى المعلومة" من موهبة إلى أسطورة.. صلاح يحقق ما عجز عنه رونالدو وجميع نجوم "البريميرليغ" أول تعليق لصلاح بعد دخوله تاريخ الدوري الإنجليزي من أوسع الأبواب ليلة الوداع.. موعد آخر مباراة رسمية لميسي في الأرجنتين! الأهلي يكتسح القادسية ويضرب موعدا مع النصر في نهائي السوبر السعودي جيش الاحتلال يبدأ المراحل الأولى لهجومه على مدينة غزة أمطار غزيرة وكتل من البرد تتساقط في مدينة الطائف بالسعودية (فيديو) وزير الإدارة المحلية: فصل بلدية بني عبيد نهائي ولا رجعة عنه
القسم : مقالات مختاره
الإرهاب ليس أعمى
نشر بتاريخ : 12/21/2016 2:19:31 PM
عصام قضماني
  
عصام قضماني

دعونا نقر أولا أن اعتناق التطرف ليس حرية فكرية يسمح لصاحبها أن يتجول بها بين الناس وينثرها في جنبات المجتمع.

الإلتفاتة الذكية للتربوي الدكتور ذوقان عبيدات هي البداية , بأن «من قتل الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه قبل 1400 سنة، قتله بنفس الدافع الذي قتل فيه ناهض حتر، و قاتل كليهما قتلهما باسم الدين، وهما أبعد عن الدين». 

الذي يقتل باسم الدين متشبث بقناعته وهو يعتقد أنه الصواب لذلك فإنه يعيد الكرة مرة وثانية ومئة , فهذا إيمان فاسد لا يتغير ولا يتبدل بالعقوبة ولا بالإرشاد , وإن كان عدد قليل من مرتكبي الجرائم التقليدية يكررون جرائمهم ويعودون الى السجون , فهذا لا ينطبق على مجرمي التطرف الذين يعتبرون السجن إمتحانا يجب أن يستغل في تقوية العقيدة وتأهيل النفس لواجب أعظم , وهو ما يقتضي تغيير الخطط الأمنية بتشديد الرقابة والحصار لما بعد فترة السجن.

أمس احتفلت مواقع مقربة من التيارات الإسلامية المتطرفة ومن تدعي أنها معتدلة بحادثة اغتيال السفير الروسي في تركيا , وهو احتفال ضمني بأحداث الكرك وكان صارخا وواضحا عندما تغنى بحادثة الإغتيال وبحادثة الدهس في برلين وقد كانت هي ذات الأصوات التي تضامنت مع قاتل ناهض حتر.

لا يخفي المتطرفون وجوههم فهم يعتقدون بصواب اتجاهاتهم ورسالتهم ويصرخون بها ليل نهار باعتبارها الحق الذي يجب أن يسود في ظلمة وجهل المجتمع كما يعتقدون. وهنا أذكر بالدراسة التي أجراها الباحث الدكتور فارس بريزات بين الشباب في محافظات الزرقاء وإربد والطفيلة، والتي اظهرت أن نحو 5 % ممن تم الالتقاء بهم يعتبرون «أن تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتنظيم داعش تعبر عن وجهة نظرهم». فقد كان هؤلاء من الصراحة والوضوح في التعبير عن وجهة نظرهم بما يعتقدون دون خجل من الجرائم التي ارتكبت باسم ما يعتقدون.

من المهم أن لا نركن الى أن هذه القناعات لن تنعكس بحركة , فلا ضمان لأن من يجاهر بمثل هذه القناعات لن يضيره ترجمتها, بل إن حدود كل الجهود لنشر الوعي ونبذ التطرف فعلا وقولا وقناعة تصطدم بهذه الإحصائيات , فقد بات حاملو هذه المبادئ أكثر جرأة للبوح بها في سياق النقاش حول مدنية الدولة التي لم أفهم حتى اللحظة , كيف يمكن المزج بين روحها المدنية مع وجود محفزات على حمل هذه الأفكار , وأظننا بحاجة الى حسم الموقف والمضي قدما في قوننة مدنية الدولة روحا وفكرا وممارسة.

الإرهاب ليس أعمى بل له عيون وفي رأسه عقل يفكر ويدبر وفي قلبه إيمان لا يدخل اليه الشك.

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025