بقلم: محمود درويش

رغم أن العنوان قد يوحي أن الحديث سيدور حول ما فقده الطلبة _ في ظل أزمة كورونا _ من التحصيل العلمي والدراسي إلا أن الحديث سيكون هذه المرة  مغايرا وأوسع نظرة؛ فوزارة "التربية والتعليم " وزارة "تربية"قبل أن تكون وزارة "تعليم" ولم يكن مسماها في يوم من الأيام اعتباطيا أو عشوائيا بل  هو مسمى مقصود بكل تفاصيله.

يدور الحديث اليوم حول "الفاقد التعليمي"، فهل يمكن تعويض الفاقد التعليمي خلال الفترة الطويلة التي انقضت في شهر أو شهرين؟ وكيف نوازي بين القول بنجاح المنصات ووجود فاقد تعليمي؟..... على أي حال لست في صدد الإجابة عن هذه الأسئلة فالوزارة أدرى بإجابتها، وسأطرح سؤالا أبعد مدى مفاده.:"ماذا فقد الطلبة في فترة الغياب والانقطاع عن المدرسة؟

نترك الإجابة للطلبة وأولياء أمورهم فهم أشد تماسا مع القضية المطروحة..... أم إيهاب البطوش ترى أن الطلبة فقدوا الحافز والتنافس في ما  بينهم داخل الغرفة الصفية وترى رهام هاشم أن الطالب فقد اكتساب الخبرات الاجتماعية لقلة اختلاطه بغيره من الطلبة.... بينما رأت نور عواد أن الطالب فقد أبسط وأدنى أساليب التواصل مع الآخرين والتعبير عن الذات وتلفت ردينا غرايبة للسؤال فتجيب : فقد الطلبة القيم والاتجاهات كالعمل الجماعي والانتماء وتقدير قيمة الوقت واستثماره. بينما يذهب هشام خلالية إلى أبعد من ذلك فيقول ما مفاده : إن كل طالب في كل مرحلة من المراحل التعليمية قد فقد شيئا ما؛ فالطلبة في الصفوف الأولى فقدوا محاولة استكشاف الذات والشعور بالاستقلالية بعيدا عن الأسرة وفي المرحلة المتوسطة فقد الطلبة بناء مهارة تكوين العلاقات واختيار الأصدقاء وفي المرحلة الثانوية فقد الطلبة القدرة على المواجهة.

ولعل حصر ما فقده الطلبة قد يطول إذا ما نظرنا إلى كل طالب وحده لكن إجابة أحد الطلبة كانت ببساطة وعفوية "فقدنا اللمة الحلوة".... وهذه إجابة على بساطتها قد تحوي كثيرا مما نريد الحديث عنه ولو نظر إليها بعلمية قد تكون مجالا للدراسات التربوية في الجامعات ف"اللَّمة الحلوة" هي التي تجعل الطالب يعتني بهندامه ونظافته عند خروجه للمدرسة وهي التي تشعره بالوقت وأهميته وتنظيمه وهي التي تعلمه كيفية التواصل مع الآخرين وأدب الحديث فحديث الطالب مع زميله ليس كحديثه مع مدرسه..... صدقا لا أستطيع تقديم إجابة كافية شافية......... اللهم هل يمكن تعويض كل ما سبق؟!!!

* اعلامي تربوي