تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
تغيرات في محور الصراع الدولي
نشر بتاريخ : 1/11/2021 11:06:29 AM
الدكتور عثمان الطاهات

اذا كانت أوروبا محو التنافس الدولي خلال الحرب الباردة وكانت منطقة غرب آسيا والوطن العربي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة فإن قلب أوراسيا وحافتها الشرقية تمثل اليوم قلب الصراع الدولي في سياق إعادة تشكيل النظام العالمي ، ويقارب اللاعبون الدوليون الرئيسيون توازنات غرب آسيا من منظار أوراسي أي من منظار التنافس على الهيمنة على أوراسيا الصاعدة وعلى هذا الاساس تصبح الاستراتيجيات الشرق أوسطية للقوى الدولية ملحقة برؤيتهم لاستراتيجيتهم الأوراسية .

يخوض الأمريكيون والروس والصينيون تنافسا محتدما أصبح يعرف بعودة الجيوبوليتك لحيازة الموقع الاول داخل الأوراسي بعدما سادت لأكثر من عقدين فكرة نهاية الجغرافيا في عالم معولم يطيح بالحدود والثقافات لمصلحة حضارة واحدة كونية تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية ، ويشهد النظام الدولي في سنوات ما بعد الازمة المالية عام 2008 ردة عميقة على هذه العولمة الموعودة ويبدو ان الصراع في أوراسيا بين هذه القوى سيسيطر على المشهد الدولي لسنوات قادمة وستحسم نتيجته هوية النظام الدولي لما بعد الاحادية الأمريكية .

يطمح الأمريكيون لابقاء توازن قوى يمنع الروس أو الصينيين من الهيمنة على هذا المجال أي منع ظهور قوة هيمنة إقليمية على أوراسيا ، من المستحيل ان يحكم الولايات المتحدة العالم على الرغم من كونها قوى عظمى فالولايات المتحدة تتحرك من خلال إدارة توازنات القوى الاقليمية ،الويالات المتحدة ليست انعزالية لكنها تتبنى الطريقة البريطانية والتدخلات المحددة وتدعم بالمقابل القوى الإقليمية للحفاظ على التوازنات وتحتفظ بالتدخل للحظة الأخيرة .

أما الروس فهم يسعون لحماية مجالهم الجيوبولوتيكي من وسط أوروبا الى وسط آسيا من التمدد الأمريكي ومنع الصين من الهيمنة على المنطقة الممتدة من شرق آسيا الى وسطها في سبيل ذلك يعود الروس لترويج الفكرة الروسية الأوراسية كبديل للاطلسية والعولمة الأمريكية فمن خلال دور قيادي أوراسي ستفرض روسيا شراكتها في النظام الدولي.

بالنسبة للصين فتواصل صعودها وتعمق شراكتها  الاقتصادية داخل النطاق الأوراسي فتسعى لمنع واشنطن من احتوائها في شرق وجنوب آسيا للتوازن مع روسيا كما تعمل على تعزيز دورها في غرب آسيا لتأمين مواردها الطاقوية والممارالبحرية أي ان الصين تسعى للفكاك من لعبة توازن القوى الإقليمية بالتركيز على فكرة الشراكة من مدخل اقتصادي وتستكشف بهدوء وذكاء مناطق " الغفلة " والفراغ الأمريكي وتزحف نحوها .

تستحوذ أوراسيا اليوم على أبرز الكتل السكانية في العالم وأهم القوى الاقتصادية الصاعدة وكذلك المخزون العالمي للطاقة وتحتوي أبرز الممار البحرية والتجارة الدولية وقبل كل ذلك تمتلك جملة من القوى العسكرية النووية والتقليدية الأكبر في عالم اليوم ولا سيما في ظل الضمور العسكري المتواصل للاتحاد الأوروبي .

الا ان هذا القسم من العالم يعاني فجوات تنموية هائلة وأنظمة سياسية غير مستقرة وندرة في المواد ما دفع احد المواقع العالمية من التحذير من ان عدم  الاستقرار المستشري في أورويا وآسيا وصل الى معدل لم يشهده العالم حتى خلال الاعوام التي سبقت الحرب العالمية الثانية والاستقرار الذي سبق الحرب  العالمية الثانية انتهى الى حرب شاملة ،أما عدم الاستقرار اليوم فيكمن ان يفضي الى حرب وهذا الاحتمال غير مستبعد حيث اشار التقرير الى ان المرة الأخيرة التي اهتز فيها الاستقرار كانت قبل الحرب العالمية الثانية وهذا لا يعني بالضرورة اننا متجهون نحو حرب جديدة في المنطقة لكن لا شك في اننا دخلنا في مرحلة تاريخية جديدة ونظام عالمي كله تغيرات ويحمل مخاطر متزايدة الى حد كبير ولا يبدو ان هناك قوة قادرة على حتواء الازمات الحاصلة في الوقت الحالي والاستنتاج الوحيد المتبقي هو تصاعد الأزمات في أوراسيا ما يعنى إعادة تشكيل المنطقة كما حصل من قبل خلال الحرب العالمية الثانية .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023