تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
كارثة السودان أكثر من مجرد فيضان!
نشر بتاريخ : 9/14/2020 8:28:25 PM
د. سامر أبو رمان

بقلم: د. سامر أبو رمان

 

امتدت آثار الفيضان الأخير الذي اجتاح السودان، والذي لم تشهد البلاد مثله منذ 100 عام، لتشمل 17 من أصل 18 ولاية سودانية، مخلفاً 103 قتيل، ونصف مليون من المهجرين، وتدمير أكثر من 100 ألف منزل، فضلاً عن الأضرار التي لم يتسن حصرها بعد في الأراضي الزراعية والمواشي والبنية التحتية الهشة أصلاً من فساد متوارث!

 

ويأتي الفيضان في ظل حالة من الإرهاق الاقتصادي البالغ الذي يعيشه السودان، والذي يجعل الحكومة عاجزة عن التصدي لآثار الفيضان، وتقديم المساعدة الضرورية للسكان المتضررين.

 

والى جانب الاحتياجات العاجلة للمهجرين، من المأوى والغذاء والمياه الصالحة للشرب، فإن الفيضان قد وضع السودانيين أمام مخاطر صحية وخيمة، فقد تدفقت السيول الجارفة حاملة بين أمواجها العقارب والثعابين السامة، إلى جانب خطر تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه، مثل الكوليرا والملاريا والالتهاب الكبدي الوبائي، بسبب وجود المياه الراكدة في العديد من المناطق المتضررة من الفيضانات، والتي سيضاعف من أثرها انتشار البعوض وسوء التغذية، فضلاً عن نفوق أعداد كبيرة من المواشي بما يشكل كارثة بيئية، ومزيد من الانتشار لوباء كورونا!

 

ورغم أن السودان، وعبر بعثته الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، قد وجه نداءً عاجلاً للمنظمات الدولية لإغاثة المتضررين من السيول والفيضانات، إلا أن الاستجابة العالمية لتقديم العون، سواءً على مستوى الحكومات أو المنظمات الإنسانية، ما زالت محدودة، ولا تتلاءم مع حجم الكارثة وآثارها الحالية أو المتوقعة.

 

ويعكس هذا التراخي العربي والإسلامي والعالمي، لنجدة السودان، مفارقة غريبة، في مقابل التضامن العالمي الواسع حكومات ومنظمات وشعوباً مع ضحايا انفجار بيروت الشهر الماضي مع ادراكنا للفارق بين الحدثين لفجاعة منظر الانفجار وغرابته في بيئة سياسية محتدمة والبحث عن المسبب، وليس المقصود هنا التهوين من بشاعة انفجار لبنان وقد كتبت عن ضرورة مساندة أهل بيروت وقتها، لكن كارثة السودان، والتي لم تظهر آثارها بالكامل حتى الآن، كما أنها مرشحة للتفاقم بسبب استمرار الامطار الموسمية خلال أكتوبر القادم، وبمختلف أبعادها الإنسانية والاقتصادية والبيئية تبدو أكثر بؤساً وقتامة، وهي تستدعي ردة فعل عاجلة تتناسب وحجم الكارثة حتى لو لم يفلح الاعلام السوداني أو الجانب الرسمي السوداني من نقل معاناته بالوقت الصحيح.

 

إن الحكومات العربية والإسلامية، ثم المجتمع الدولي عامة والمنظمات الدولية، مطالبون بالارتقاء الى مستوى الكارثة، وضرورة رصد الميزانيات وتوفير الدعم اللوجستي على وجه السرعة لإغاثة الشعب السوداني، وتسهيل جمع التبرعات من مختلف الشعوب وارسال المساعدات  ومساندة عمل المنظمات الإنسانية للقيام بدورها في هذه المأساة التي لن تقف عند الخسائر قريبة المدى فقط!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023