تراجع إيرادات قناة السويس 50% بسبب الأحداث بالبحر الأحمر الخارجية السعودية: أي توسع للعمليات العسكرية في غزة سيؤدي لعواقب وخيمة مؤسسة الأنوف الحمراء- الأردن تطلق المهمة الثانية من مشروع قلب السيرك الأزرق في مأدبا الدخل والمبيعات: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار "الادارة المحلية" تدعو الى الحيطة والحذر خلال حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة وزير الداخلية يرأس اجتماعا لمتابعة جهود إزالة الاعتداءات على مصادر المياه تنشيط السياحة تصادق على التقرير السنوي والقوائم المالية 2023 وزير الأشغال: نسعى لدعم القطاع الهندسي وتمكين المكاتب من رفع كفاءتها وتصدير خدماتها اللجنة الوزارية المشتركة تطالب المجتمع الدولي فرض عقوبات على "إسرائيل" الغذاء والدواء: تخفيض أسعار القطرات المرطبة للعين التي يزيد سعرها عن 5 دنانير وزير الخارجية يبحث مع نظيره النرويجي الأوضاع في ‫غزة القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية تفاصيل رسالتها لمصر.. (اسرائيل) تعطي فرصة اسبوعين للاتفاق مع حماس مديرية ثقافة جرش تحتفل باليوبيل الفضي انتفاضة طلبة الجامعات الأمريكية تمتد إلى كندا والهند تضامنا مع غزة

القسم : بوابة الحقيقة
أسود مثلي.. نحن والأمريكيون السود
نشر بتاريخ : 6/2/2020 7:39:59 PM
د. سامر أبو رمان

تعاملت مع أمريكيين من ذوي البشرة السوداء أو الأفارقة في مرحلة مبكرة من حياتي أثناء الدراسة في مدارس أمريكية منتصف الثمانينات، ودرسنا وقتها الرواية الواقعية المشهورة "أسود مثلي" "Black Like Me"، والتي ترجمت لعشرات اللغات وحولت لفلم سينمائي، وبيعت منها أكثر من 10 ملايين نسخة. 

تسجل الراوية تجربة مؤلفها جون غريفن John Griffin، في نهاية خمسينات القرن الماضي، كرجل أبيض متعلم، قرر القيام بتجربة فريدة ليتعرف بنفسه على المعاناة اليومية للرجل الأسود في بيئة تطفح عنصرية وكراهية، فقام بتغيير لون بشرته الى السواد بما في ذلك من ألم، وقرر أن يتوجه الى مسيسبي معقل العنصرية آنذاك، ويسجل تجربته بطريقة مشوقة برغم معاناتها!

أستمر رابطي مع هذه الفئة بعلاقات أكاديمية وبحثية، بهدف التعرف على آرائهم، في كتابين: "الصراع العربي الإسرائيلي في استطلاعات الرأي الأمريكية" و" كيف ينظرون إلينا: الإسلام والمسلمون في استطلاعات الراي العالمية"، وقد كانت الأرقام باستمرار تشير إلى تعاطف هذه الفئة مع العرب والمسلمين وقضاياهم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، رغم أنهم أقل معرفة بالنواحي السياسية من البيض، بما فيها تلك المتعلقة بالشأن العربي.

تركت هذه النتائج أثرها بنفسي، فزادت من تعاطفي مع قضاياهم، والتعامل معهم، ولا أخفي سراً بفرحي بالتعامل مع الموظفين السود، على الرغم من ودية التعامل والاحترام التي يتصف بها الأمريكيون بشكل عام.

يشعر الأمريكيون السود بالظلم والتهميش، فرغم أنهم يشكلون 12.5% من المجتمع، إلا أنهم لا يحظون بتمثيل سياسي أو حصة في الثروة القومية بما يتناسب مع هذه النسبة، وهم الأكثر معاناة من مشاكل الفقر والبطالة.

 يبدو أن تعرض الأمريكيين السود للاضطهاد والتهميش قد كان من أسباب التعاطف مع حقوق الشعب الفلسطيني وكفاحه ضد الكيان الصهيوني، واعتبار نضاله جزءاً من معركة عالمية ضد الإمبريالية ومزاعم تفوق الجنس الأبيض، وهو الأمر الذي فصل فيه كتاب " حركة القوة السوداء وفلسطين: دول اللون العابرة للقوميات"، والذي بحث في العلاقة بين نضال حركة “القوة السوداء” الأمريكية من أجل إقرار الحقوق المدنية للأمريكيين السود ونضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى إحساس الأمريكيين السود بأنهم "شعب محتل" يعاني من ازدواجية المعايير، تماماً كحال الشعب الفلسطيني!

إن معاناة الأمريكيين السود، المستمرة منذ زمن بعيد، ومواقفهم المتعاطفة مع القضايا العربية، لا تبرر لنا فقط بل وتلزمنا باتخاذ مواقف متعاطفة ومؤيدة لهم ولحقوقهم، وإدانة الحوادث المتكررة للاعتداء على وجودهم وإنسانيتهم، والتي كان أخرها مقتل الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد رجال شرطة في مدينة مينيابوليس، والذي أشعل موجة احتجاجات في مختلف المدن الأمريكية ما زالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور، والتي قد تزيد من سياسات ترامب العنصرية.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023