تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
مكافحةُ الفسادِ: إنجَازٌ يُقَابِلهُ صَمْتُ النُّخبِ..!
نشر بتاريخ : 5/12/2020 6:22:03 PM
د. طلال طلب الشرفات

بإعلان هيئة النزاهة ومكافحة الفساد عن إحالة مجموعة نوعيّة من ملفات شبهات الفساد إلى القضاء يكون مجلس الهيئة قد سدد ضربة موجعة لكل مظاهر انتهاك سيادة القانون،  وتجاهل قواعد الشفافية وحرمة المال العام، وتكون الحكومة قد صدقت في التزامها أمام مجلس النواب بالقيام بكل ما يلزم؛ لتعزيز منظومة النزاهة ومكافحة الفساد من حيث السياسات والقرارات والتشريعات ، بل نجحت أكثر في اختيار مجلس متجانس مُحصن من الإحالة والإقامة ويملك زمام المبادرة وشجاعة القرار المهني الملتزم.

بعيدًا عن طبيعة الأحكام القضائية التي ستصدر لاحقًا في الملفات النوعية التي طفقت الهيئة في احالتها أولاً بأول، فإن ذلك يعبر بشكل لا يقبل اللبس عن إرادة سياسية حقيقية للجم الفساد واجتثاث الفاسدين والتزام حكومي يبدو واضحًا  في طبيعة الملفات التي تُحال وإجابة شافية على كل التساؤلات التي كانت لها آثار في الشارع حول وجود حصانة غير معلنة لبعض الأشخاص المشتبه بهم، ويؤكد على عدم وجود مصلحة للحكومة في التستر على أي مخالفات سيّما وأن المبادرة في الكشف عن ملفات كبيرة قد جاء من الحكومة نفسها بعكس الصَّلف المقزز الذي مورس في فترات سابقة.

من واجب كل المخلصين في الدولة الأردنية وفي مقدمتهم النّخب السياسية أن تؤشر على مكامن الخلل وتعزز مواضع الإنجاز حتى وإن كان من الحكومة، لأن الأخيرة هي إحدى السلطات الرئيسية في الدولة ولا يعيبنا الإشادة بها عندما تحسن،  ونقدها بشجاعة عندما تُخفق أو تُسيء. وأمانة المسؤولية تقتضي الإشادة بالحكومة ومجلس النواب في إقرار التعديلات على قانوني هيئة النزاهة ومكافحة الفساد،  والكسب غير المشروع والسياسات والقرارات التي شكلت سابقة نوعيّة في طرق بعض المكامن المقلقة والتي تطلبت شجاعة وطنية كانت أهلاً لها، وبالمقابل ما زلنا نامل إقرار التعديلات الجديدة الضرورية على تلك المنظومة في دورة استثنائية قبل رحيل مجلس النواب.

يؤلمنا الاعتراف بأن الجهود الوطنية الجادة لمكافحة الفساد ما زالت في بدايتها،  وأن قوى وشخصيات نافذة تدافع عن مظاهر الفساد وتحاول حمايته ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً،  وأن اجتثاث تلك القوى تتطلب قراءة سياسية وطنية واعية تستند للحقائق والأسانيد وسيادة القانون، وأحكام قضائية ترتكز على الحجة والدليل . وفي كل الأحوال ينتصب القرار القضائي عنوانًا للحقيقة وبرهانًا يحسم وجهات النظر في كل جدل أو قول، ولعلني في هذا أكون قد أشرت إلى شرف القسم،  وأمانة المسؤولية أمام الله والوطن والشعب والقائد.

هيئة النزاهة ومكافحة الفساد كجهة تحقيق احترافية ورقابة نوعية تعمل بصمت وحرفية بعيداً عن ضوضاء الإعلام تستحق من النخب الناقدة وقوى المجتمع الحيّة أن تتصدى لمحاولات الإجهاز على هذا الجهد الوطني المميز بأساليب مختلفة،  ووسائل متباينة من قوى خطيرة تتوزع بين دُعاة الهويات الفرعية والتابعين لبعض الفاسدين، والمستفيدين من غياب الثقة بالمؤسسات الرقابية وفي مقدمتها مكافحة الفساد، سيّما وأن التحقيق الاحترافي في قضايا الفساد كجرائم منظمة يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً في فحص الأدلة، ودراسة الوثائق، وإجراء الخبرة الفنية، وسماع الشهود ومتطلبات أخرى يستوجبها التحقيق الأولي.

كي لا نبقى أسرى التجارب علينا أن نخطط للمستقبل بثقة وإيجابية ومهنية وتفاؤل والأهم من ذلك الإيمان بصدق أن الوطن يستحق منا خدمته بأمانة وشرف، وأن المال العام هو خبز الفقراء، والثقة العامة عرق الشرفاء، ودماء الشهداء.
وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الطيّب وقائدنا المفدى من كل سوء..!!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023