تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
كيف أصبحتم أحبَّتي الطلبة
نشر بتاريخ : 3/30/2020 5:28:17 PM
د. عودة أبو درويش


أحبّتي الطلبة . أعانكم الله وأعانني على هذه الأيّام العصيبة، التي أبعدت المدرسين عن اللقاء مع طلبتهم . أنا من الذين لا يجيدون اعطاء الدروس عن بعد، ليس لأنّي لا أستطيع، ولكن لانّي ان لم احس بوجود طلبتي امام عيني، يستمعون اليّ وأنا أشرح لهم شيئا جديدا، فانّي سأشعر بغربة المكان، لن يكون شعوري أبدا مثل الوقوف في قاعة المحاضرة، وجلوسكم على المقاعد والاستماع والمشاركة، وفتح الكتب والكراسات، فان له احساس آخر .

 لعن الله هذا الذي يسمّونه الكورونا، الذي أجبرني وأجبركم على التعلّم عن بعد . أجبرنا على الجلوس خلف شاشات صمّاء لا تحس، لنتّصل مع بعضنا من خلال شبكة، لن تعطينا الاحساس بدفء القاعة، ولا بالتواصل المباشر . يحاول المدرّس من خلالها أن يشرح المادة الدراسية، فتسألوه عن بعد، ويجيبكم أيضا عن بعد . كيف للإحساس أن يكون متبادلا عن بعد . كيف لي أن أنّبه أحدكم بعدم الحديث مع جاره في المقعد، فان لم يكف عن ذلك غيّرت مكانه .وكيف سأطلب ممن ينظر في هاتفه ويقرأ  أخبارا  غير مهمة أن يغلقه .

لا بدّ أنّكم تشتاقون الى الحافلة الكبيرة التي تنقلكم في الصباح الباكر، وأغلبكم يتثاءب من قلّة النوم، فيقابلكم حارس البوابة سائلا عن الهوية الجامعيّة التي ينساها أغلبكم في البيت . ثمّ تهرولون للوصول الى قاعة المحاضرة على وقتها حتّى لا يتم منعكم من الدخول . فتكونوا من الغائبين، وان تراكم الغياب، اضطررتم لرجاء المدرّس أن لا يحرمكم من المادة،  فان أبى، ركضتم الى رئيس القسم، وعلى محيّاكم مزيج من الخوف والرجاء، ليتوسط لكم عند المدرّس، فيقول أن هذه تعليمات الدراسة في الجامعة، والتي يشدد عليها عميد الكليّة، الذي لن يسامح المدرس وسينبهه، أو ربّما ينذره ان هو تغاضى عن تسجيل غيابكم .

 لقد حلّ الربيع، ولا بدّ أنّ الأشجار قد تفتّح زهرها، والورود بدأت بنشر عبير فوّاح في باحات الكليّة، فيحلوا الجلوس على المقاعد مجتمعين، أو تتمشّون زرافات تشربون وتأكلون، وتتأففون من أسعار المشروبات في مطعم الطلبة . وان ذكر أحدكم شيئا من مواد الدراسة، نهرتموه بحجّة أن هذا يكون في القاعة أو المكتبة  . ولكنكم تذكّرون بعضكم في ضرورة حضور الحفل الذي سيقام في المدرّج لأن فرقة الدبكة ستكون حاضرة فيه، فنحن في فصل الربيع الذي تكثر فيه  الأنشطة غير الدراسيّة .

حماكم الله من هذا الوباء الذي عمّ العالم، وأعادني وإياكم الى القاعة الدراسيّة حتّى نتصل عن قرب وننسى هذا الذي يسمّونه التعليم عن بعد، وأعدكم بأن أوّل كلمة ستكون لي، كيف أصبحتم يا أحبائي الطلبة .
        



جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023