الأردن الرابع عربيا في سرعات الإنترنت الساكت: الخارطة الاستثمارية في الأردن تحتاج مراجعة.. ومعالجة البيروقراطية كفيلة باستقطاب مزيد من الاستثمارات واشنطن: كمية المساعدات الإنسانية الداخلة إلى غزة “غير مقبولة” الطاقة: انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا أنقرة تمهل شركات لها اتفاقات تصدير مع "إسرائيل" 3 أشهر لقاء مفتوح مع وزير الشؤون السياسيه والبرلمانيه في جرش وزير الصحة يفتتح مركزي "نزال" و"خشافية الدبايبة" الأوليين في العاصمة الأردن يتوصل لاتفاق مع صندوق النقد بشأن المراجعة الأولى العيسوي: المبادرات الملكية تسعى لتنمية المجتمعات المحلية وتوفير فرص تشغيلية للشباب الملك يعزي رئيس دولة الإمارات بوفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان وزير المالية: رفع التصنيف الائتماني سيؤدي لتعزيز استقرار المستوى المعيشي للمواطن وكالة موديز ترفع التصنيف الائتماني السيادي للأردن للمرة الأولى منذ 21 عاما وفد حماس يغادر مفاوضات القاهرة حول غزة .. ومصر تحذر من الفشل حماس ترى أن "اجتياح رفح" يهدف لـ"قطع الطريق" على محادثات الهدنة البنك المركزي: تصنيف اقتصاد الأردن يبعث رسالة إيجابية قوية للأسواق المالية العالمية

القسم : مقالات مختاره
شكراً دولة الرئيس
نشر بتاريخ : 11/21/2019 10:03:42 AM
محمد الرعود

انطلاقا من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :" لا يشكر الله من لا يشكر الناس " ، أجد واجباً علي أن أتقدم من دولة رئيس الوزراء الأفخم بالشكر أجزله ، والتقدير أوفره ، لما تم إقراره من إجراءات إدارية ، تُعد خطوة رائدة في طريق الإصلاح الإداري ، وأعني دمج بعض المؤسسات والهيئات معاً ، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بوزارة الأوقاف ومديرياتها العامة التي يعكس الواقع صواب إلحاقها بالوزارة ، بل إلغاء العديد منها .

فمنذ قرن مضى ، والدولة الأردنية تسعى جاهدة للإرتقاء بمنظومتها الإدارية ، جنبا إلى جنب مع سائر المنظومات الأخرى التي تُعد ركائز أساسية لبناء الوطن والنهوض به ، والحرص على استقراره ، والمحافظة على أمنه ، وأبنائه ، وكلّ ذرة تراب فيه .

دولة الرئيس : أذكّر بقول عمربن الخطاب رضي الله عنه :" لا خير فيكم إن لم تقولوها ، ولا خير فينا إن لم نسمعها " وبناء على ذلك أرجو أن يتسع صدر دولتكم لما سأقوله ، لأنه يصب في إطار المصلحة العامة التي نحن أمناء عليها أينما كنا وكانت مواقعنا ، فالمسؤولية أمانة ، وتتطلب منا إخلاصاً منقطع النظير ، وقد تكون المسؤولية أدبية ، عندها لا بد أن نكون إيجابيين ، وأن نمارس قول الحق بالحكمة والموعظة الحسنة . وأنتم دولتكم بدأتم بحزمة إصلاحات خيّرة وصائبة ، وهنا أود أن أذكّر دولتكم بما تسعى له بعض الوزارات من تعيين أمين عام ثان في الوزارة نفسها ، أرى أنه يُعد قراراً غير صائب ، ويتنافى مع الإدارة الناجحة والبعيدة عن الضعف في الأداء والنتائج ، ذلك أن الهرم الإداري في أي وزارة هو جسم واحد يرأسه الأمين العام في كل وزارة لا يجوز أن يكون له رأسان ، فالوزير منصب سياسي وليس إداري ، فلو جاز ذلك لجاز أن يكون للوزارة وزيران ، وللجامعة رئيسان ، وللجيش قائدان ، وللمديرية مديران ، وللقسم رئيسان ، وللجسد رأسان ، وهكذا ... ، ولكن هناك نواب ومساعدون لكل مسؤول هو رأس هرم ، يفوّض إليهم من صلاحياته ، حذرا من شَرَك مركزية القرار ، فيتعاون الجميع من أجل مصلحة الوطن والمؤسسة والمواطن.

وبذات السياق فإن وجود أمين عام ثان في الوزارة يؤدي بالضرورة إلى إحداث شرخ غير مقصود

، بما يسببه من تداخل في الصلاحيات والمهام ، وثنائية الولاء والإنتماء للعمل ، وتنافس غير محمود أحيانا من رأسي الجسد .

دولة الرئيس : تعلم أن التنظيم الإداري في الدولة يتجه إلى التقليص من المؤسسات والهيئات والإدارات العامة ، نظراً لكثرتها من جهة ، ومن جهة أخرى لعدم الحاجة الحقيقية لبعضها ، وترشيداً للنفقات الزائدة التي تثقل كاهل الموازنة المتخمة بالديون ، وها أنتم دولتكم حققتم جزءا جيدا على أمل إتمام هذه المنظومة من الدمج والإلغاء لوضع القطار على سكته ، فعلى سبيل المثال : أن يوجد سبع درجات عليا تتبع لوزارة الأوقاف ، بخلاف سائر الوزارات الأردنية بل العربية ، في حين يمكن جدا الإستغناء عن معظمها دون أن يتأثر العمل بأي خلل ، فلماذا يا دولة الرئيس هذا التوسع غير الضروري ، وغير المدروس من الجهات ذات الصلة بالتنظيم الإداري ، إلا أن يكون مجاملة لزيد أو عمرو في مرحلة مضت ، لكن التصويب هو رائد الجميع ، والإصلاح سبيل التوفيق والخروج من أية أزمة ، يقول تعالى :" إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت " . وهنا لا بد من كلمة حق أقولها في جانب معالي وزير الأوقاف المكرم ، فهو كما أعرفه يسعى دائما إلى الإصلاح وعمل كل ما يمكن من أجل التطوير والارتقاء بالمؤسسة نحو الأفضل والأحسن ، وبتعاون الجميع نصل إلى تحقيق ما نصبو إليه بإخلاص وصدق وأمانة .

دولة الرئيس : إنني أقترح على دولتكم التكرم بالإيعاز لتشكيل لجنة ممن تراه مناسبا من ذوي الإختصاص والمعرفة الإدارية للنظر في هذا الأمر ، لأن شهية بعض الوزارات تفتحت لإحداث موقع أمين عام ثان ، فلا بد من البت في هذا الموضوع بما يتوافق والنظام ، وأنتم دولتكم الحريص على سلامة كل الإجراءات المنظمة لسير العمل دون خلل او نقص .

وختاماً أسأل الله تعالى لدولتكم التوفيق والسداد والنجاح في مسيرتكم المثقلة بالأعباء والمسؤوليات الجسام ، في ظل صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله  ورعاه

 

والسلام عليكم ورحمة الله  وبركاته

أ.د. محمد الرعود / أمين عام وزارة الأوقاف الأسبق / أستاذ في جامعة البلقاء التطبيقية . ت 0775055057

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023