تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
استقلال الجامعات
نشر بتاريخ : 11/11/2019 5:55:38 PM
أ.د. عبدالله عزام الجراح

لعل من أبسط معاني استقلال الجامعات، أن تكون الجامعات مستقلة في إدارة ذاتها استقلالا إداريا وماليا، وهذا بالطبع لا يتحصل الا إذا كانت الجامعات ناضجة وتحمل رسالة الوطن والجامعة، جامعة وطن لا جامعة افراد.

ان الناظر الى واقع جامعاتنا الأردنية الحكومية وعددها عشر جامعات يجد ان أغلب هذه الجامعات تعاني مشكلات مالية خانقة، وان جل اهتمام رئيسها يكون في تامين رواتب العاملين فيها نهاية كل شهر، مع ملاحظة ن عملية اختيار رئيس الجامعة او معايير المفاضلة المعلنة رسميا بين المتقدمين لشغل هذه الوظيفة تركز على الإنتاج العلمي والخبرة الاكاديمية، ويقدم كل متقدم لشغل رئاسة هذه الجامعة او تلك خططا وبرامج لإقناع لجان المقابلة بافضليته وأحقيته في تسلم إدارة الجامعة دون سواه. 

ويظهر الواقع وبعد أشهر قليلة من تسلم هؤلاء الأساتذة لمواقعهم، انهم مكبلون ولا يستطيعون فعل شيء مما كانوا يحلموا به او مما قدموه للجان المقابلة قبل اختيارهم.

ان مما لا شك فيه ان استقلال الجامعات مطلب وطني ملح، يمكن ان يعيد للجامعات شيئا من دورها وبريقها الذي خفت بفعل تراجع أداء الجامعات الأردنية، والمستويات الاكاديمية المتميزة التي وصلت اليها العديد من الجامعات من حولنا، والتي كنا نعتقد اننا نتفوق او نتقدم عليها بكثير.  ان تراجع اداء الجامعات وعجزها عن تحقيق أهدافها له اساب كثيرة، لعل في مقدمتها الضائقة المالية التي تمر بها الجامعات، خاصة مع تراجع الدعم المالي المقدم من الحكومة لدعم الجامعات، فكيف لجامعة تغرق في الدين ان تكون مستقلة؟

 امام هذه الحالة الحزينة يبدوا ان استقلال الجامعات ضرب من الخيال او الجنون. ولا يزيد عن كونه استقلالا صوريا، لا يحمل في حقيقته أي معنى من معاني الاستقلال الذي قد يقود الجامعات فعلا الى استقلاليتها.

 ان الجامعات ذراع التنمية الشاملة والمستدامة وعلى كافة الصعد، ودعمها وتأهيلها لتكون مستقلة سيحقق الكثير من التطور والتقدم للدولة الأردنية إذا ما تم وفق معايير اكاديمية وموضوعية. مطلوب من الحكومة ان تسد ديون الجامعات وان تدعمها ماليا، إذا ما ارادت فعلا ان تحقق استقلالية صادقة للجامعات. كما ان الحكومة مطالبة أيضا برفع يدها عن اختيار رئيس الجامعة ومجالس الأمناء، واي مواقع إدارية أخرى تتعلق بالجامعات، خاصة وان الكثير من رؤساء الجامعات يتم اختيارهم لاعتبارات جغرافية وتاريخية ، ويحولون الجامعة الى ملكيات خاصة بهم وبمحاسيبهم، ويتصرفون باستهتار واستقواء دون أي رقيب او حسيب.  

ولعل من صور استقلال الجامعات والتي أتمنى ان نرى قريبا، ان تكون اداراتها منتخبة من قبل العاملين فيها، ففي كثير من دول العالم يتم الإعلان عن منصب رئيس الجامعة كما يتم الإعلان عن أي وظيفة اخرى، وتكون الكفاءة فيها، المعيار الأوحد دون النظر الى أي اعتبارات أخرى.

ولقد اثبتت الكثير من القيادات الأكاديمية في الأردن، تميزها واخلاصها وتفوقها وقدرتها على تقديم الانموذج المخلص القادر على نقل الجامعات من المحلية الى العالمية والى تحويل الجامعة الى أداة تنمية حقيقية. ان الجامعات الأردنية قادرة على إدارة نفسها بنفسها وفيها من القيادات المخلصة ما يمكن ان يحولها الى جامعات رائدة منتجة للمعارف، تخرج قادة ومفكرين وصناع قرار.

جامعة مؤتة - كلية التربية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023