وزارة الداخلية: الافراج عن موقوفين إداريين دون المساس بالصالح العام.. فيديو خبير عسكري: الاحتلال لن ينجح في الوصول لأسراه بتنفيذه عمليات داخل رفح.. فيديو "ضريبة الدخل": نظام الفوترة الوطني يضمن حق الشركات والافراد الضمان الاجتماعي: إجراءات لتخفيف الأعباء المالية على القطاع الخاص بسبب ظروف المنطقة سحب لقاح "أسترازينيكا" من جميع أنحاء العالم صادرات تجارة عمان ترتفع 8.9% بالثلث الأول الشبلي: اعتداءات المستوطنين على قوافل المساعدات محاولة بائسة في هذه الدقيقة اختفى تعليق الشوالي.. والبلوشي يكشف التفاصيل انخفاض أسعار الذهب 40 قرشا محليا محامون يطالبون باعتماد "الجولة الواحد" بدلا من "الجولتين" في انتخاب نقيبهم الداخلية المصرية تحقق بحادثة اطلاق نار على كندي في الاسكندرية وزير الداخلية يوعز بالافراج عن 485 موقوفاً كيان الاحتلال يقول إنه أعاد فتح معبر كرم أبو سالم وبدأ بتفتيش المساعدات جزر البهاما تقرر الاعتراف رسميا بـ فلسطين العشرات من ذوي الأسرى يغلقون محورا رئيسيا بتل أبيب

القسم : مقالات مختاره
الضمير.. رادار
نشر بتاريخ : 10/27/2016 11:53:08 AM
احمد حسن الزعبي

احمد حسن الزعبي

أحاول منذ الصباح أن أشرع في المقال فتتوارى المقدّمة التي اختارها، حتى الكلام يتنحّى عن وصف قسوة المشهد، وترفض العبارات أن تكون في مقدمة الوجع..لكن لا بدّ من الكتابة عن الألم، فحتى تقتلع الشوكة من الكف لا بد ان تغرز في اللحم إبرة لتطردها..

صور حادث اربد أول أمس ترهق العيون وتدمع القلب، الجثث العالقة تحت جانب الحافلة، أنين المصابين الممدين على الإسفلت، وصور الفتيات الناجيات اللاتي يترنحن من فظاعة الحادث ما زلن يحملن دفاترهن الى صدورهن ، الكراسي المقلوبة، مقتنيات الضحايا..أصغر هذه التفاصيل أكبر من ان توصف في مقال..صحيح إننا نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشرّه...لكننا لا نرضى أن يعطى أي شخص نفسه الحق في العبث بأرواح البشر، واسترخاص قيمة الروح واختطافهم والتحكم بمصائرهم في هواه ومزاجه..

كنا قد تجاوزنا في فترة مضت -ولله الحمد- حوادث «الحافلات» التي كانت تفجعنا كل أسبوع بأسماء ووقائع وصور مفزعة ، مئات الضحايا رحلوا وتركوا وراءهم قصصاً مأساوية وعائلات ما زالت تعيش وحشة غيابهم ولم يلتئم جرح فراقهم بعد..سرعة زائدة ، طمع مضاعف، استخفاف بالمهمة..»زعرنة» ولا مبالاة..كلها توضع على كرسي القيادة وتسلم في عهدتها عشرات الأرواح..

قبل أيام أثناء عودتي من عمان ، وقت العشاء وفي نزول ثغرة عصفور كان يقترب من خلفي ضوء مبهر قادم بسرعة مرعبة، الضوء يشير الى مركبة كبيرة لم استطع تحديد ماهيتها في الليل، أخذت أقصى اليمين وخففت السرعة ليتجاوزني دون ان يقلبني تفريغ الهواء الناتج عن سرعتها الهائلة... لحظة التجاوز نظرت أمامي الى هذا الكائن الطائر، كانت حافلة ركاب ممتلئة تسير بسرعة تفوق الــ120 في هذا النزول الحاد، لم استطع حفظ الرقم فالسرعة أكبر بكثير من كاميرا العيون.. لا أدري ما هو شعور السائق بتلك اللحظات وهو يهوي بهذه الحمولة الثقيلة في النزول الحاد..

لا يمكن للدولة أن تضع شرطياً بجانب كل سائق، ولا أن تزرع رادارات في كل طرق المملكة، الضمير هو الرادار الحقيقي..عندما تبحث عن واسطة» لانجاح الباص في الترخيص تذكر ان هذه الواسطة لن تنفعك عند «العطوات»العشائرية..وان الخمس دقائق التي تريد ان تختصرها لتصل «المجمّع» باكراً قد تحرمك ومن معك من الوصول الى بيوتهم مدى الحياة!...وتذكر ان الإطار الذي بــ «نصّ عمر» ورضيت فيه وتناسيته قد يخطف «كل العمر» في غفلة عين..

شغّل رادار ضميرك...لتحمي نفسك وتحمي غيرك..

ahmedalzoubi@hotmail.com
عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023