تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
الفساد الصغير حين يكبر
نشر بتاريخ : 1/13/2019 4:54:28 PM
عصمت أرسبي

 بقلم: عصمت أرسبي

 

لو نظرنا إلى الحديقة الخلفية لحياتنا اليومية في الأمس واليوم ، حيث تكون عادة مجمعا لكل أنواع الخردة وما لا نريد لأحد أن يراه ، لوجدنا أن الفساد متأصل منذ أمد بعيد وليس حديث الولادة ، ويمكن أن نسميه فسادا صغيرا يمارسه الصغار من موظفي الدولة والبلديات وبعض المؤسسات العامة ، حتى صار ثقافة عامة وجزءا من حياتنا اليومية ، ثم تبنى الكبار ممارسته ورعايته فيما بعد حتى صار مؤسسة ، ويُعزي الباحثون والمتخصصون السبب في فساد الصغار ، لانعدام العدالة في الوظيفة مما يؤدي إلى الشعور بالظلم وهو المدخل الرئيسي للفساد الصغير .

 

 فساد الموظف والمدير الصغير يشكل خطرا على المجتمع برمته ويهدد نسيجه الداخلي ولا أحد يختلف على ذلك ، وهو نذير شؤم ومرض كان لا بد من وأده في مهده ، من خلال أنظمة وتشريعات تقوي المؤسسات العامة وتُفعِّل القوانين والأنظمة الداخلية فيها ، وبنفس الوقت تحمي الموظف وتعينه على مجابهة الظروف المعيشية الصعبة ، فلا يُسمح للفساد أن يتطور ويكبر ، فيصبح حينها خطرا قوميا يصيب الدولة بكل أركانها ، وهو الأمر الذي نعانيه اليوم نتيجة تبني الكبار له ورعايته ووضع يدهم على ما هو أكبر وأكبر .

 

 لم يكن الفساد الصغير يوما بوضع اليد على المال العام بالنهب والسلب ، ولكنه كان عن طريق الرشوة بحدود لا تتجاوز حدود الحاجة أو بعضه وطبعا من وجهة نظرهم ، ولكنه يبقى الخطر الداهم المدمر لكل القيم المجتمعية ، وهو عمل من أعمال الشيطان لا يمكن بحال من الأحوال تبريره ، وأما الفساد الكبير الماحق والحارق للأخضر واليابس والأكثر خطورة على الوطن برمته ، هو الذي يمارسه علية القوم من مسؤولين كبار ورجال أعمال ، ابتداءً برشوة موظف صغير ثم أكبر منه ثم أكبر من أجل تيسير أمر صعب أو الاستحواذ على عطاء أو التهرب من جنحة جنائية إلى غير ذلك ، ثم الاختلاس والتزوير وتحويل أموال وغسيل أموال ، ثم التوزير واعتلاء المناصب ، وهو الأمر الذي يحدّ من تخفيف الفقر وآثاره وتجفيف ينابيع التنمية ، ليشكل بالتالي قلب وروح أزمة اقتصادية تبدأ تعصف بالبلاد والعباد ، ثم نبدأ بإيجاد الحلول لها والخروج من مأزقها فلا نجد سبيلا لذلك .

 

 بكل الأحوال لا يمكننا قياس الفساد بالحجم والوزن والقيمة ، ولا بالكم والكيف ، ولا ينطوي ذلك أصلا على منطق عقلاني ، فهو إن بدأ صغيرا وتركناه فلا بد له أن يكبر ، وهذا واقع الأمر حاليا ، وهو نتيجة حتمية للتجاوز عن الصغار وفسادهم وتركهم وشأنهم ، في وقت كانوا قادرين على محاسبتهم ومعاقبتهم والحيلولة دون خروجهم عن السيطرة ، ولكنهم اليوم ومهما حاولوا فلن يجدوا طريق سهلا للقضاء على الفساد المستشري ك السرطان في الدم ، لأن حيتان الفساد صاروا وحوشا يصعب مواجهتهم ، بل أنهم أهم وأكبر شأنا من كل من يفكر في القضاء عليهم ، حيث صار الفساد بالنسبة لهم أسلوب حياة لا يمكن الاستغناء عنه مهما كلف الأمر ، والراسخون في السلطة يعلمون ذلك ..

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023