تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
في بحر الذكريات
نشر بتاريخ : 11/3/2018 2:44:04 PM
علاء القصراوي

بقلم: المحامي علاء القصراوي

ما أجمل الطفولة البريئة، ما أجمل الصفاء والنقاء، ما أجمل أيام الدين والأخلاق، التربية والاحترام، العفة والطهارة، والتوكل على الله..

كانت أيامنا الفائتة كنزاً لذكرانا، لكنها للأسف إضمحلت مع مرور الأزمان وتزايد الأجيال !!

كنا معاً نعيش تفاصيل الفرح والحزن، الشدة والرخاء، الفشل والنجاح، الصدق والكذب، الصمت والكلام، الخير والشر، حتى البرد والنار، كان لدينا الصبر والتحمل، التأمل والحكمة، الإيمان والقدر، لكن كثر الكاذبين والخائنين بيننا، وأصبحنا نعيش في ضيق وتعب، وفي قلق وحرمان، وكره وانتقام، وسرقة واستبداد !!

فنحن في زمنٍ اختلط الحابل بالنابل.. في زمن صرنا نخاف من قول الصدق، ونصعد على أكتاف الدجل والكذب والشهوات !!

كانت تضيق بنا الأيام والظروف، نلجأ لحضن أبوينا، لحضن الأخ والأخت، لحضن العم والخال، نلجأ لعائلاتنا ولأقاربنا وحتى لجيراننا، كانت المودة والمحبة والألفة تملئ قلوبنا، وتغزو جوارحنا، وتُدغدغ مشاعرنا.

كانت مظلتنا ورايتنا مخافة الله وشريعته وحكمه، كنا أرحم وأحن على بعضنا، نتشارك فيها الرغيف، فكانت لُقمتنا وطعامنا وشرابنا هنياً مباركاً، أولادنا سعداء ببساطتهم، نحن نعيش في مودة ومحبة واتفاق، نتسامر الليالي، ونتقاسم أطراف الحديث، جُلَّ ما أطمح إليه عند عودتي لمنزلي هو كأس من الشاي حول مائدة أعدتها لنا أمي من تحت يديها، وبقربي زيت الزيتون المعصور من ثمار أشجار أرضنا، والجبنة البيضاء من حلال ملكنا، والزعتر الأخضر البلدي وبعض البيض من دجاج بستاننا..

إنقلبت الأمور رأساً على عقب ! فتغيرت الأحوال حولنا ! مات الكبير وكَبُر الصغير، إهتزت العادات والتقاليد في مجتمعاتنا كلها، وتلاشَ العديد من القيم والأخلاق، فاستكبر الظالم، وزاد الفقر، وانحل المجتمع الأخلاقي واستبدل بالعولمة والتطور والتحضر والحرية والرفاهية الزائفة، كثرت الديون، وزاد الغني غناً والفقير فقراً، وتوالت المصائب على الشعوب، ماتت المشاعر والأحاسيس وتوسعت الفُرقة بيننا !!

قتل.. إغتيال.. إختطاف.. حوادث.. جرائم.. سرقات.. إختلاسات.. نصب واحتيال.. سجن.. فساد.. مخدرات.. سلاح.. حرب.. دمار.. جوع.. كوارث.. زلازل.. فيضانات.. الخ

مصطلحات كثيرة نسمعها يومياً وفي كل ساعة على مدار اليوم، كلها صفات مخيفة، رهيبة، مرعبة، مؤلمة، متوحشة، شيطانية، إمتازت بها بعض الشعوب المتناحرة المتقاتلة قبل نزول الأديان والشرائع السماوية، فأين نحن الآن ؟! هل نحن في عصر فراعنة وطواغيت آخر العصر والزمان ؟!

في النهاية أقول؛ أن العقول لا تقاس بالأعمار، فكم من صغير عقله بارع، وكم من كبير عقله فارغ !
فوالله لقد أتعبني تلاشي الكلمات كما أتعبني الصمت.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023