تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
ما الذي أغضب الملك؟
نشر بتاريخ : 10/3/2018 8:41:19 PM
قاسم العمرو
بقلم: قاسم العمرو

عبر جلالة الملك عن غضبه وعدم رضاه عن الحالات المشهودة في التهاون  بتطبيق القانون وأكد بانه سيكون خصم كل من يقصر في تنفيذ القانون خصوصا بعد حادثة الطفل هاشم الكردي الذي قتل في حضن أمه في تصرف همجي ووحشي ولا يقيم الفاعلون أي وزن للانسانية.

 من حق الملك ان يغضب ومن حق كل من لديه ذرة انسانية أن يغضب وهو يرى ويسمع ان قطعانا بشرية تهاجم عائلة مسالمة احتمت بالشرطة والدرك ولكن للاسف كانت جهود الدرك قاصرة، عن منع شباب هائج انقض بالحجارة حتى هشم رأس الطفل هاشم.

للاسف هناك حالات تجاوز كبيرة وكثيرة على القانون والامثلة عديدة ولا حصر لها، لكن يدور تساؤل مهم في خلدي لماذا يحصل هذا هنا في الاردن؟ ونحن دولة لديها مؤسسات عريقة ونسبة عالية جدا من المواطنين يحملون الدرجات العلمية، ويعد الاردن في مصاف الدول المتقدمة من حيث عدد حملة الشهادات الجامعية.

الملاحظ ان الاردن تهاجمه ثلاثة أمراض خطيرة فإن لم يتم تداركها والاعتراف بوجودها والعمل على معالجتها سيزداد الوضع سوءاً وتتعقد المسائل أكثر وتصبح انسانيتنا على المحك.

اما المرض الاول والخطير هو تفشي الفساد وارتفاع منسوب الانا وانحراف الافراد كلٌ لتحقيق مصالحه، فانتشر الفساد بصور واشكال مختلفة منه إداري ومالي ورشوة وتهرب ضريبي واستغلال وظيفي، والمحسوبية والواسطة فأدى ذلك الى ضياع العدالة الاجتماعية .......وما زالت الحكومات تتعامى بقصد عن إيجاد الحل الانجع في مواجهة هذه الظاهرة من خلال سن قانون من أربع كلمات ...من أين لك هذا؟ .

أما المرض الثاني، فهو أخطر من الاول لانه يتعلق بأمننا الفكري الذي أصبح مستباحا بكل اشكال الاختراق، فاصبح المجتمع مشوش وحائر وتهاجمه المعلومات بكل أشكالها من كل حدب وصوب، وهذه المعلومات يتداولها الجميع بمختلف مستوياتهم، فاصبح الشعب ضحية لوسائل التواصل الاجتماعي وما فيها من زخم المعلومات،وهذه المعلومات شديدة الخطورة حتى اصبح الشخص يعيش في هذا العالم الافتراضي وكان الحقائق تلفه من كل جانب، ويعيش في دوامة ما بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي، وأدى ذلك الى اتساع الهوة بين القاعدة والرأس واصبح من الصعب معالجة هذا الخلل لان انتاج معلومة صحيحة يحتاج الى وقت وتحضير بينما المعلومات المشوشة تصل بكل سهولة وهناك من يحرص كل الحرص على تمريرها.

والمرض الثالث يتمثل بانهيار منظومة الاخلاق على كافة الأصعدة، وأعراض ذلك كثيرة منها النظافة، إذ لا يمكن تخيل شخص يرمي مخلفاته بالشارع العام انه يتحلى بأي منظومة اخلاقية ناهيك عن السلوكات الغوغائية والهمجية والطيش والالفاظ السوقية والسباب واللعن بمناسبة وبغير مناسبة، ولا ننسى انتشار المخدرات وتعاطيها والترويج لها بشكل مزعج إذ اصبحت تشكل ظاهرة حقيقية في مجتمعنا.

إن  سلوكنا في مواكب الافراح والخريجين يعكس مدى تحضرنا وانضباطنا الاخلاقي، المزعج والمثير للدهشة انك قد تتعرض لمشكلة او تقع بحقك جريمة إذا صادفك احد الشباب المتهورين بالشارع وحصل اي تلاسن بينك وبينه، ودليل ذلك ما حصل لعائلة الطفل هاشم الكردي، فالذنب الوحيد لهذه العائلة ان الاب تجاوز "موكب عرس" كان يسدُ الطريق بشكل فوضوي ولم يسعفه الحظ رغم احتمائه بدورية شرطة ودورية درك من قتل إبنه في حضن أمه.

جلالة المك من حقه أن يغضب ومن حقه ان يحاسب المسؤول المقصر في أداء واجبه أو من أوكلت اليه مهمة رسمية...... فالرسالة واضحة وعلى الحكومة ان تستمع جيدا وان تعالج الخلل وان تأخذ المجتمع الى شاطئ الامان قبل ان تجنح سفينته وتغرق في وحل الغوغائية وانهيار منظومة الاخلاق والفساد.

حمى الله الوطن وقيادته من كل مكروه     

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023