تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
القيادة الرشيدة في الشرق الأوسط وصياغة خريطة المستقبل
نشر بتاريخ : 6/12/2018 4:51:18 PM
د. فادي محمد الدحدوح

في قلب الأزمة العالمية وخاصة التي تعصف بالأمة العربية والإسلامية التي ابتليت بها الإنسانية في الوقت الحاضر يوجد هناك افتقار إلى القيادة الرشيدة في جميع قطاعات المجتمع الإنساني. إن فقدان القيادة الرشيدة هذا يظهر بوضوح من خلال الكشف المستمر عن التصرفات غير الأخلاقية على جميع مستويات المجتمع في مختلف أنحاء العالم. فلم يبق أي مجال من مجالات السعي الإنساني ، بدءًا بالعائلة وانتهاءً بأعلى درجات السلطة، لم يتأثر من ذلك. غالبًا ما يصعب علينا تمييز القيادة الرشيدة لأن المجتمع يقدّم العديد من العبارات المتناقضة حول معنى القيادة.

ولكي تتحقق معادلة التغيير وصياغة أفضل لمستقبل برؤى إشراقية، لا بد من تلك التغييرات الممنهجة على أرض الواقع، ينبغي أن تتم على أيدي قادة على مستوى جيد من المعرفة والمهارة يمكنّهم من قيادة التحسين والتعامل مع مقاومته. على القادة إذن أن يكونوا على ثقة من امتلاك المهارات والأدوات والأساليب اللازمة لوضع الرؤية وإيصالها للآخرين، وضمان انخراط جميع الأفراد في مؤسستهم في تلك الرؤية وتحفيز دافعيتهم على تحقيقها. إن بقاء الوضع على ما هو عليه ليس خياراً مطروحاً لدى القادة والأفراد على حد سواء؛ حيث تؤكد جميع التطلعات الراهنة على الحرص على تحقيق الرفاهية والحياة الكريمة وتلمّس الاحتياجات. 

لا بد أن يحرص القادة في إحداث التغيير بصفة عامة على صياغة رؤية مشتركة، وتنمية الالتزام بتنفيذها وتعزيزه لدى جميع الفئات المعنية بالعملية بدءً من داخل المؤسسات التعليمية وخارجها بصفتهم شركاء مساهمين فيها، انطلاقًا من اعتبار التعليم «قضية مجتمعية مشتركة». ويجب أن يسعى القادة إلى تطبيق الاستراتيجيات المناسبة لتحقيق هذه الرؤية، وترسيخ القيم والاتجاهات الجديدة والتجارب التطويرية داخل ثقافة المؤسسات.

وعلى الجهود أن تشمل العمل على جانبين رئيسيين في المؤسسات هما: الجانب التنظيمي والجانب الثقافي والانفعالي وذلك على النحو الآتي:

الجهود الرامية إلى إعادة بناء وهيكلة التنظيم المؤسسي، وتتضمن إحداث التغييرات في البناء الرسمي للمؤسسات التي تتضمن تأثيرًا غير مباشر على التحسين والتطوير في العملية التعليمية - التعلمية.
الجهود الرامية إلى إعادة بناء النسق الثقافي في المؤسسات، وتتضمن إحداث التغييرات في الأنظمة المتصلة بالنماذج، والقيم، والدوافع، والمهارات، والعلاقات التنظيمية مما يؤدي إلى تعزيز أساليب ووسائل جديدة للعمل الجماعي التعاوني ينعكس أثرها مباشرة في إحداث فرق ملموس في عمليتي التعلم والتعليم.

ومن خلال صياغة خريطة المستقبل مشرقة يجب العمل على ربط التنمية العلميـة والبحثية بالحضـارة العربية والثقافة بالتنمية الشاملة وجعلهـا إشـعاع فكرى وجزء من نسيج الأمــة الحضاري للمجتمـع العربي؛ حيث قـدم العـرب للإنسانية علومهــم في الفلك والطب والهندسة والرياضيات والفلسفـة والفنون  والميكانيك وتعزيزها لدى الأفراد وببثها في المناهج الدراسية، والاستخــدام الأمثل للتكنولوجيــا الحديثة من خلال تنمية التكنولوجية التقليدية وتطوير التكنولوجية المنقولة عن طريق القدرات الوطنية في مجــال التعليم والبحث العلمــي والتطــور التكنولوجي.

إن القيادة الرشيدة يرتكز عملها بشكل تام على خدمة الآخرين، لذلك فإن أحد متطلبات القيادة الرشيدة هو روح الخدمة، خدمة الفرد لعائلته، لجامعته ولأمته. وروح الخدمة هذه لا تنكر بأي شكل من الأشكال الدوافع والمبادرات الفردية، كما أنها لا تعيق الإبداع الفردي. بل إنها تطالب بنموذج للقيادة يعمل على إطلاق القدرات الكامنة لدى الفرد بينما يضمن خير وسعادة الجميع. هؤلاء الذين يبرزون كقادة سيدمجون على الأرجح روح الخدمة مع الاندفاع نحو التفوق. والمؤسسات التي تنشأ من قيادة محورها الخدمة سوف تعزز سعادة ورفاه الأفراد والمجتمع بأسرها بينما تضمن حقوق وحريات ومبادرات كل فرد فيها. هذه المؤسسات ستصون شرف الإنسان وبالتالي تؤدي إلى حضارة تولي اهتمامًا لجمال الطبيعة ورسم خريطة المستقبل بأجمل صورة.

صفحات اقسام المقالات
كتاب الحقيقة مقالات مختارة
صفحة الكاتب
المزيد من مقالات الكاتب
د. فادي محمد الدحدوح
آخر المقالات المضافة
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023