القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
07/09/2025
توقيت عمان - القدس
2:34:43 PM
الحقيقة
الدولية- مأدبا- خلدون الازايدة - من وسط مدينة مادبا.. هنا يقف القصرُ المحترقُ
شامخًا رغم ما مرّ عليه من حرائقَ وزلازلَ وحروبٍ عبر الزمن... موقعٌ أثريٌ يعود
إلى القرنِ السادسِ الميلادي.. يحملُ بين جدرانه قصصًا من التاريخ البيزنطي.. لكنه
اليوم يواجه واقعًا مختلفًا.
القصرُ الذي
يشكل جزءًا من المتنزّه الأثري في مادبا.. يضم أرضياتٍ فسيفسائية ً نادرةً تجسّد
مشاهدَ من الحياة اليومية، وصورًا تاريخية، إضافة إلى بقايا الشارع الروماني الذي
كان يومًا شريانًا للحياة في قلب المدينة.
كما يضم القصرُ
كنيسةَ الشهداء التي تعود إلى الحقبة البيزنطية، وتحوي بدورها لوحات فسيفسائية
خلابة، إلى جانب أطلالِ البناء الذي تعرض للاحتراق منذ قرون.. وهو السبب وراء
تسميتِه بالقصر المحترق...
شهد الموقعُ عملياتِ
تنقيبً عديدة.. وأثبتت الدراساتُ أن الحريقَ القديمَ كان نتيجةَ زلازلَ ضربت
المدينةِ في العصور الماضية.
ورغم أهميته
التاريخية، إلا أن القصرَ لا يحظى بالإقبالِ السياحي الذي يستحقه... فالموقع شبهَ
خالٍ من الزوار، ما يطرحُ تساؤلاتً حول خططِ الترويجِ السياحيِ والحفاظِ على هذا
الإرث الثقافي الذي يُعد من أبرز مقومات هوية مادبا.
رغم ذلك.. يظل القصرُ
المحترقُ... شاهدا على حضارةٍ عريقةٍ وتاريخٍ ممتد، لكنه اليومَ في انتظار من يعيدُ
له الحياةَ والزوار، ليبقى أيقونةً أثريةً تعكس جمالَ مادبا وتاريخَها.