الحقيقة الدولية - أكد الدكتور منذر الحوارات، الباحث والمحلل في الشؤون السياسية، أن الضربة الأمريكية الأخيرة جاءت بعد ضغوط إسرائيلية مباشرة، رغم أن المجتمع الأمريكي نفسه "لا يرغب في الدخول في مواجهة عسكرية جديدة". وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح مهلة مدتها 60 يوما قبل التحرك، لكن الضغط المتزايد من قوى داخلية مثل جماعة "ميغا" المؤيدة له، بالإضافة إلى المطالب الإسرائيلية، عجل بتنفيذ الضربة

وفي سياق الحديث عن مضيق هرمز، حذّر الحوارات خلال حديثه لبرنامج " واجه الحقيقة " مساء الاحد من خطر كبير يهدد استقرار المنطقة والعالم إذا ما قررت إيران إغلاق المضيق، لكنه أشار إلى أن "مقدرة طهران على تنفيذ ذلك محدودة"، موضحا أن إغلاق المضيق سيكون بمثابة "انتحار اقتصادي" لإيران نفسها، مضيفا أي محاولة للإغلاق سترفع أسعار الطاقة عالميا، مما يفاقم التضخم الاقتصادي، حتى لدى دول صديقة لإيران، كما أن طهران ستخسر قدرتها على تصدير نفطها، ولن تتمكن في الوقت ذاته من حماية المضيق بشكل فعلي

وحول قدرة إيران على الرد المباشر على الولايات المتحدة، قال الحوارات من الصعب أن تنفجر إيران في وجه أمريكا. وزير الدفاع الأمريكي نفسه قال: دخلنا وخرجنا ولم يلحظنا أحد هذا يبعث برسالة واضحة مفادها أن الأجواء الإيرانية مكشوفة، ولا يمكن تصور أن الطائرات الأمريكية تدخل وتخرج دون أن تواجه حتى بطلقة واحدة

وأضاف الولايات المتحدة وجهت ضربة شملت أكثر من 1000 هدف داخل إيران، وهو ما كشف أن إيران أضعف من الصورة التي كانت ترسم حولها واشنطن تمتلك أوراق ضغط كبيرة، وإذا تصاعدت الأزمة، فقد تلجأ إلى خيار إسقاط النظام  

وفيما يتعلق بالقدرة على التحمل في حال تطورت الحرب، رأى الحوارات أن الاحتلال الإسرائيلي مستعد لخوض مواجهة طويلة، ومجتمع الاحتلال الإسرائيلي لديه قدرة على التحمل عكس ما نتوقع

وفي ختام تصريحاته، دعا الحوارات إيران إلى "تبني المسارات الدبلوماسية المتاحة"، مشيرا إلى أن ما حدث يعد في نظر المجتمع الدولي اعتداء على السيادة، وهو ما يمنح إيران مبررات دبلوماسية يمكن استثمارها بدلا من التوجه نحو التصعيد العسكري