الحقيقة الدولية – عجلون – عيسى المقابلة

طالب عدد من أبناء المجتمع المحلي والمهتمين بالشأن البيئي في محافظة عجلون، بضرورة تكاتف الجهود الرسمية والشعبية لتنشيط الحركة السياحية في معلم "المقاطع" الأثري والطبيعي، لما يتمتع به من مقومات بيئية وتراثية فريدة تؤهله ليكون نقطة جذب للسياحة المحلية والخارجية، مع تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية.

وأشار المواطنون إلى التنوع الطبيعي الذي تزخر به المنطقة، إذ تنتشر فيها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المثمرة بأشجار اللوز والرمان والتين، إلى جانب النباتات العطرية، وتضاريس جبلية توفر مناظر بانورامية خلابة تجعل من "المقاطع" وجهة واعدة للسياحة البيئية والريفية.

وأكد عضو جمعية البيئة الأردنية، حسين المومني، أن المنطقة تتمتع بجمال ريفي وهدوء طبيعي، لكنها تفتقر للدعم السياحي اللازم لتكون وجهة جذب للزوار والمتنزهين من داخل المملكة وخارجها، داعيًا إلى تكثيف الجهود الرسمية لتأهيل البنية التحتية وتطوير الخدمات ووضعها على خارطة السياحة في عجلون.

من جانبه، شدد عضو جمعية الكوكب الأخضر لحماية البيئة، أسامة القضاة، على ضرورة جذب الاستثمارات السياحية المستدامة، بما يحافظ على الطابع البيئي للمنطقة، وتعزيز الشراكات مع الجمعيات السياحية والبيئية لتنفيذ مشاريع تنموية تخدم المجتمع المحلي.

وأكد رئيس مجلس محافظة عجلون، عمر المومني، أن "المقاطع" تمثل قيمة سياحية وطبيعية متميزة، تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، مشيرًا إلى التزام المجلس بدعم المنطقة من خلال تحسين البنية التحتية، وتعبيد الطرق المؤدية إليها، وتطوير شبكات المياه والخدمات العامة لتسهيل وصول الزوار.

وشدد المومني على أهمية استثمار الطبيعة الخلابة عبر إنشاء مسارات سياحية بيئية ومساحات ترفيهية، وتنظيم مهرجانات سياحية وبيئية تروّج للمنطقة، إلى جانب دعم مشاريع سياحية صغيرة مثل النزل الريفية، الاستراحات البيئية، والأسواق الشعبية، لتشجيع الأسر المنتجة والحرفيين على عرض منتجاتهم.

وقال مدير آثار محافظة عجلون، الدكتور أكرم العتوم، إن المديرية تساهم في تعزيز الأهمية السياحية لـ"المقاطع" من خلال صيانة وترميم الآثار، وتنفيذ أعمال تنقيب ودراسات توثيقية تعزز الوعي بأهمية الموقع، إضافة إلى تنظيم فعاليات توعوية وجولات ميدانية بالتعاون مع وزارة السياحة والجهات المحلية.

وأشار مدير السياحة في المحافظة، فراس الخطاطبة، إلى أن المديرية تعمل على تطوير المواقع السياحية، بالتنسيق مع بلديتي عجلون والجنيد ومديرية الآثار، بهدف إدراجها ضمن خارطة السياحة الوطنية. وأوضح أنه يتم تقديم توصيات لوزارة السياحة بإدراج المنطقة ضمن المسارات السياحية، مع إشراك المجتمع المحلي في تخطيط مشاريع السياحة البيئية والريفية لتعزيز فرص العمل وحماية المنطقة.

ولفت الخطاطبة إلى أن المديرية تساهم في دعم مشاريع البنية التحتية، وتسهيل إجراءات الاستثمار السياحي من خلال دراسات جدوى وتوفير تسهيلات تشجع على إقامة مشاريع كالأكواخ البيئية ومسارات المشي والمطاعم الشعبية.

من جهته، أكد رئيس بلدية الجنيد، الدكتور مهدي المومني، أهمية حماية الموارد الطبيعية والغطاء النباتي في منطقة "المقاطع"، من خلال تنظيم الزيارات السياحية وبرامج توعوية تضمن الحفاظ على البيئة، داعيًا إلى الاستثمار في المنطقة لتحقيق تنمية سياحية مستدامة تنهض بواقعها الاقتصادي والسياحي.