أعلنت شركة "بوسكو" الكورية الجنوبية الرائدة في صناعة الصلب عن خططها للدخول في مشروع استثماري مشترك لإنشاء مصنع صلب جديد في الولايات المتحدة بالتعاون مع شركة "هيونداي ستيل".

ويأتي هذا القرار الاستراتيجي في أعقاب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على واردات الصلب، والتي بلغت نسبتها 25% منذ منتصف مارس الماضي، مما دفع الشركات الأجنبية إلى البحث عن سبل لتجاوز هذه العوائق التجارية.

ووفقًا لإعلان رسمي صادر عن "بوسكو"، فقد تم توقيع اتفاقية تفاهم مع مجموعة "هيونداي موتور" لدعم هذا المشروع الطموح الذي سيقام في ولاية لويزيانا الأمريكية. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز الشراكة القوية والتاريخية بين الشركتين في مجالات إنتاج الصلب والبطاريات القابلة لإعادة الشحن، وهي مجالات حيوية لصناعة السيارات المتنامية.

وكانت "هيونداي ستيل" قد كشفت النقاب الشهر الماضي عن خططها لاستثمار ضخم بقيمة 5.8 مليار دولار لبناء مصنع حديث للصلب يعتمد على تقنية أفران القوس الكهربائي المتطورة، ومن المتوقع أن يبدأ هذا المصنع عملياته الإنتاجية بحلول عام 2029. ويهدف المشروع إلى إنتاج حوالي 2.7 مليون طن من الصلب سنويًا، لتلبية الاحتياجات المتزايدة لشركات صناعة السيارات الكبرى مثل "هيونداي موتور" و"كيا"، بالإضافة إلى تلبية طلب الأسواق الأخرى في الولايات المتحدة.

وأكدت "بوسكو" في بيانها أنها لا تزال في المراحل الأولية لدراسة حجم حصتها الاستثمارية في هذا المشروع الضخم، مشيرة إلى أنها ستجري مناقشات مفصلة قريبًا مع "هيونداي ستيل" لتحديد كافة التفاصيل المتعلقة بحجم الاستثمار ونسبة المساهمة.

وفي رسالة وجهها إلى موظفي الشركة، أكد رئيس مجلس إدارة "بوسكو"، تشانغ إن-هوا، على الأهمية الاستراتيجية للتوسع في الأسواق العالمية التي تشهد نموًا مرتفعًا، مشددًا على ضرورة توجيه الاستثمارات نحو المناطق الواعدة مثل الولايات المتحدة والهند لتعزيز مكانة الشركة على الصعيد العالمي.

ومن المتوقع أن يعزز هذا التعاون الجديد العلاقة المتينة والتاريخية التي تربط بين "بوسكو" و"هيونداي موتور" على مدى أكثر من خمسة عقود، حيث تعتبر "بوسكو" أحد الموردين الرئيسيين للصلب عالي الجودة المستخدم في صناعة سيارات "هيونداي" و"كيا".

الحقيقة الدولية - وكالات