مناقشة رسالة ماجستير في إدارة الأعمال الدولية بجامعة جرش للباحث العنزي "هيئة الطاقة" تتلقى 388 طلبا للحصول على تراخيص خلال أيار الماضي وزير الصحة يفتتح مركز صحي الشوبك الشامل رئيس النيابة العامة يقرر حظر النشر في قضية التسمم الكحولي ترامب: "إسرائيل" وافقت على شروط هدنة في غزة مدتها 60 يوما المقاومة الفلسطينية في غزة تُكبد الاحتلال خسائر فادحة خلال حزيران الصحة: إغلاق ودمج 72 مركزاً صحياً بأخرى قريبة استقرار أسعار الذهب في الأردن الأربعاء وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 2- 7 – 2025 المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تهريب كمية كبيرة من المخدرات استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال وسط رام الله أكثر من 100 شهيد بنيران وغارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء "رغم الحرارة الشديدة".. مصر تتعرض لأمطار غزيرة بشكل مفاجئ ترامب: سنملأ الاحتياطي الاستراتيجي من النفط عندما تكون الظروف مواتية مصدر رسمي: اعتراض الصواريخ اليمنية يكون خارج الأجواء الأردنية

القسم : بوابة الحقيقة
وماذا بعد!
نشر بتاريخ : 11/8/2017 4:13:54 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران


بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

تقول الأسطورة اليونانية عن بروكرست أنه كان حداداً يدعو زواره للمبيت عنده ثم يضعهم على سرير في بيته، فمن زاد طوله عن السرير بتر الزائد منه، ومن كان أقصر منه مد أطرافه حتى تتمزق، والشخص الوحيد الذي كان ينجو منه هو الذي يناسب مقاسه السرير تماماً.

وهنا نتسائل ألا تذكرنا هذه الأسطورة بشئ ما، شئ رأينا مثله في واقعنا الذي نعايشه في أي من الأوقات، أو رأيناه ربما في أذهاننا نحن أو ذهن أحد نعرفه.

ذلك السرير الذي لا يقبل لأحد أن يختلف عنه فنعمل من خلاله على "قصقصة" أفكار الغير حتى تصبح مثلما نريدها نحن تماماً، ولو بحشرها بالقوة في صورة نخلقها في أذهاننا لنتخلص من كل مالا يتوافق معها.

سؤال تبادر لأذهاننا عند مرورنا بهذه الأسطورة، خصوصاً ونحن نرى ما يدور حولنا في مجتمعاتنا من مشاجرات ومشاحنات وحقد وكراهية وضغينة تتزايد وتتعاظم بين البعض لأصغر الأسباب، فقط لأن أصحابها لم ينجحوا في التخلص من "سرير بروكرست" والاطاحة به بعيداً خارج عقولهم.

ذلك السرير الذي يقف في وجه حقيقة أن نحترم إختلاف غيرنا عنا، وتذكر أن للناس مقاسات وأجساد وعقول ورؤى مختلفة بالضرورة ستكون مختلفة عنا.

ولعل من أجمل ما يذكرنا بضرورة نبذ "سرير بروكرست" وما شابهه من أفكار، وتأكيد حتمية وجود الاختلافات بين البشر وضرورة إحترامها قول الله عزوجل في الآية 13 من سورة الحجرات في القرآن الكريم: {{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}}، وهو الأمر ذاته الذي جاءت به كافة الأديان السماوية وحثت على معانيه.

 وما أروع أن يقودنا إختلافنا إلى ما ذكره يونس الصدفي عن نتيجة إختلافه مع الامام الشافعي رحمه الله: (ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني بعدها، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة)، فما أرقى الاختلاف عندما يزهر محبة وإحتراماً في القلوب، ويمنع أي خلاف أو إساءة أن تجد لها مكاناً بين أطرافه.

ولذلك يبقى من الحكمة أن نسأل أنفسنا مع بداية كل نقاش: وماذا بعد ؟

هل بعد هذا النقاش إحترام إختلاف آراء بعضنا البعض وتقدير ذلك، والمحافظة على الود والمحبة بيننا وبين من يختلف معنا بل والاستفادة من إختلافنا معه، أم خسارة كل طرف للآخر والتفنن في الاساءة له، وملأ القلوب بالضغائن والكراهية والأحقاد بدلاً من ذلك.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023