وفاة جدة موسى التعمري رئيس الديوان الملكي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظة البلقاء إيقاف ثنائي باريس لنهاية مونديال الأندية.. وعقوبة "مخففة" لمدافع ريال مدريد هویسن توقيع 6 اتفاقيات أردنية - كويتية في السياحة والتعليم والثقافة والعمل الأردن يستأنف إرسال القوافل الإغاثية إلى غزة انطلاق فعاليات "عمان عاصمة الشباب العربي 2025" الحكومة تقترض 400 مليون دولار مؤسسة الضمان الاجتماعي توقع مذكرة للتوعية الصحية ومكافحة التدخين البنك الدولي: 950 ألف مستفيد من برنامج الحماية الاجتماعية في الأردن "الإدارة المحلية" تنفي إدراج اسم شخص متوفى ضمن "مجلس المفرق" مدير "ضريبة الدخل" يحذر من اعداد برمجيات للتلاعب بالفوترة اصابة ٩ اشخاص بحريق منزل في ضاحية الرشيد عشرات الآف المتظاهرين في اسبانيا يشكلون خريطة بشرية لفلسطين - فيديو "محور موراغ".. آخر العقبات المتبقية لإبرام اتفاق وقف النار تمديد إعفاء تذاكر السفر من الضريبة لشركات من مطار الملك حسين في العقبة لـ 3 سنوات

القسم : بوابة الحقيقة
ظرفاء بغداد
نشر بتاريخ : 6/3/2017 3:14:00 PM
أ.د. محمد الدعمي
 
بقلم: أ.د. محمد الدعمي

لم يزل هناك الكثيرون ممن يتذكرون الشاعر الذي عاش فقيرًا ومات فقيرًا، حسين مردان، الذي لامه الشيوعيون لأنه كان يقبل مبلغًا بسيطًا من المال (عشرة دنانير)، هدية، يرسله له أحد أغنياء بغداد، الأستاذ المرحوم محمد حديد، لذا رد مردان على نقاده اليساريين بالقول بأن هذا المبلغ إنما هو “ضريبة العبقرية”.

لقد بقيت بغداد حاضرة ولَّادة للظرفاء من الأفراد الذين أضفوا على الحياة الاجتماعية فيها بعدًا جماليًّا فكاهيًّا يعلق في الذاكرة. وإذا كانت هي هكذا منذ عهد الخليفة العباس أبي جعفر المنصور، فإنها ما فتئت تدر علينا بحكايات الظرفاء وبأخبار سخرياتهم التي تتصاعد أحيانًا نحو حدود التفلسف ونقد المجتمع والاحتجاج على آلياته الاقتصادية.

وإذا كان الفقر من أهم مولدات هذه الظواهر الطريفة، فقد بقيت بغداد مدينة السعادة والحبور والملذات بالنسبة للأغنياء، ومدينة البؤس والضيم، بالنسبة للفقراء حتى هذه اللحظة. ولم يزل هناك الكثيرون ممن يتذكرون الشاعر الذي عاش فقيرًا ومات فقيرًا، حسين مردان، الذي لامه الشيوعيون لأنه كان يقبل مبلغًا بسيطًا من المال (عشرة دنانير)، هدية، يرسله له أحد أغنياء بغداد، الأستاذ المرحوم محمد حديد، لذا رد مردان على نقاده اليساريين بالقول بأن هذا المبلغ إنما هو “ضريبة العبقرية”. وتنطبق الحال ذاتها على قصة الشاعر المرحوم.

وإذا أراد زائر لبغداد أن يلتقي بعضًا من هذا النوع من الصعاليك، فإن عليه البحث عنهم في مقاهي بغداد القديمة كمقهى الزهاوي ومقهى البرلمان (هدمت) ومقهى أم كلثوم ومقهى العباقرة والمقهى البرازيلية، من بين سواها من المقاهي التي كانت تكتظ بهؤلاء وسواهم من الظرفاء، إذ يقضون أوقات الظهيرة أيام الصيف القائض بارتشاف الشاي وتبادل الأحاديث حتى يهبط الظلام، فيتوجه كل واحد إلى حيث مقصده.

وسبق أن نشرت مقالًا في (الوطن) الغراء عن شخصية طريفة تستحق الملاحظة، وهي شخصية (حسون الأميركي) ذلك الشاب الذي كان يشاهد الأفلام الأميركية، ثم يحاول محاكاة حركات وملابس أبطالها، زد على ذلك شخصية (هتلر الأعظمية) الرجل الذي تأثر بشخصية قائد الرايخ الثالث حتى حاكاه في كل شيء من بدلته العسكرية إلى شكل الشارب الهتلري المشهور والوجه العصابي المكفهر! وإن كنت أنسى، فلا يمكن أن أنسى “كاسترو”، ذلك الرجل الأشيب الملتحي الذي كان قد تقمص شخصية الزعيم الكوبي، درجة وقوفه وسط شوارع الكرخ المكتظة لإصدار الأوامر للمارة ولمن يقود السيارات، بكل سلطوية. أما إذا ما رصدك هذا الــ”كاسترو” وأنت تضحك أو تتندر، فقد كتب الله عليك الاحتكاك به، درجة استعمال الأيدي!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023