ارتفاع عدد شهداء "مصائد الموت" في غزة إلى 516 خسائر متتالية للاحتلال.. "القسام" تعرض وجها آخر لمعركة في خان يونس للمرة الثانية الثلاثاء .. انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلية نادي الحسين ينجز مجموعة تعاقدات استعدادا للمنافسات المحلية والآسيوية تشييع جثمان الطفل عمار حمايل في "كفر مالك" شمال شرق رام الله جراحة عاجلة تنتظر بيلينجهام بعد المونديال مندوبا عن الملك وولي العهد.. يعزي العيسوي عشائر المجالي والغزاوي المنطقة العسكرية الشرقية تنفذ تمريناً عسكرياً بدون قطاعات (الرد الحاسم) النيابة العامة تستدعي نائباً سابقاً في قضية "أملاك الجماعة المحظورة" لجنة الخدمات والنقل النيابية تطلع على عمل وزارة الأشغال العامة والإسكان 79 شهيدا في غزة خلال 24 ساعة دراسة تكشف دور الفياغرا في تقوية العظام والوقاية من هشاشتها وزير المياه: خفض الفاقد وفر نحو 15 مليون متر مكعب مركز الأزمات: لا مخاطر في الوقت الحالي على أمن الأردن والمواطنين الملك يؤكد أهمية الحفاظ على خفض التصعيد وضرورة وقف الحرب على غزة

القسم : مقالات مختاره
يوسف العيسوي: قلب الأردن النابض بالولاء
نشر بتاريخ : 4/6/2025 8:49:40 PM
الدكتور خالد ناصر الزعبي

بقلم الأستاذ الدكتور خالد ناصر الزعبي

 

بينما كنت أؤدي واجب العزاء في ديوان أحد العوائل الأردنية، التقيتُ بمعالي يوسف حسن العيسوي، ذلك الرجل الذي لا يعرف الكلل ولا التعب، وهو يمضي في أداء الواجب تلو الآخر، ممثلًا جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين، بكل ما تحمله هذه المهمة من مسؤولية وجلال. رأيته هناك، لا تشغله الرسميات، ولا تحكمه المراسم، بل تحرّكه مشاعر الولاء والانتماء، فيفيض حضورُه بالعزاء والمواساة، كما يفيض بالعزّة والوقار. كان صوته هادئًا كعادته، وخطاه واثقة كمن يحمل الأمانة على كتفيه، ويمضي بها إلى كل بيتٍ، وإلى كل قلب. في تلك اللحظة، أدركتُ أنني أمام شخصية لا تقتصر مكانتها على منصب رفيع، بل هي من الأشخاص الذين احتضنوا ترؤس أهم الدواوين وأشرفها، وهو الديوان الملكي الهاشمي العامر، الذي ظلّ منذ تأسيسه رمزًا للعدالة والوفاء للشعب.

 

وفي قلب هذا الصرح الملكي النبيل، يبرز معالي يوسف حسن العيسوي، لا بصفته مسؤولًا يتولّى منصبًا رفيعًا فحسب، بل بما يُجسّده من قيم الإخلاص والولاء. هو عنوان للتفاني في العمل، وصورة صادقة للوطنية في أسمى تجلّياتها، يمثل بأخلاقه وسلوكه نُبل القيم الهاشمية، وأصالة الإنسان الأردني.

 

العيسوي يُعرف اليوم، كما يُعرف بالأمس، ببرّه العظيم بوالدته التي ربّته، وبحُسن معاملته لها، ويُعرف كذلك ببرّه بالأردن، أمّه الثانية، التي يراها على الدوام بحاجة إلى من يخدمها بإخلاص. لا يتردّد في بذل وقته وجهده وعزيمته من أجلها، ويغتنم كل فرصة ليسهم في رفعتها.

 

منذ  تقلد رئاسة الديوان الملكي الهاشمي، لا يتعامل مع موقعه كسلطة، بل كمنبر للأمل ومساحة للفرص. صوته، الذي يجمع بين الحزم والهدوء، لا يخبو، وكلماته تُعبّر عن وضوح الرؤية، وأفعاله تتحدث عنه قبل أقواله. لا يغيب عن حاجة، ولا يتأخر عن موقف، كبيرًا كان أم صغيرًا، يحرص على أن تنسجم خطواته مع رؤى القيادة الهاشمية وطموحات أبناء الوطن.

 

وفي حين ينشغل بعض المسؤولين بالإجراءات واللوائح، يكرّس العيسوي جهده ليكون الجسر الصادق بين القيادة والشعب، فيفتح أبواب الديوان أمام الجميع، دون استثناء أو تمييز. لا يعرف الجمود الإداري ولا القوالب الجامدة، بل يُصغي بكامل قلبه، ويمنح كل فردٍ فرصة ليُعبّر عن حاجته وهمّه وأمله.

 

جهوده لتحويل الرؤية الملكية إلى واقع ملموس تُشبه عمل النحّات الذي يصوغ من الصخر تمثالًا حيًّا. لا يكتفي بتنفيذ الأوامر، بل يُضفي على كل قرار طابعًا إنسانيًا، واضعًا المواطن الأردني في صُلب كل مشروع وبرنامج تنموي، ليُشيّد بناء الوطن خطوة بخطوة على أرض صلبة من الأمل.

 

وتحت إشرافه، لا يعود الديوان الملكي مجرّد مؤسسة رسمية، بل يتحوّل إلى وطنٍ داخل الوطن؛ مكانٌ يجد فيه كل أردني من يُنصت له، ومن يمدّ له اليد، ومن يحتضن قضاياه بمحبة وإخلاص. وهو اليوم، كما الأمس، رمزٌ للعطاء الذي لا يعرف الحدود، ولخدمة صادقة لا تنتظر شكرًا، بل ترنو فقط إلى علوّ الوطن وازدهاره.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023