الضمان الاجتماعي: هذه شروط عودة المتقاعد مبكراً للعمل رئيسة "الخارجية النيابية" تبحث مع السفير الياباني تعزيز التعاون البرلماني العثور على جثة مهندس في وزارة المياه بعد يومين من وفاته ماسك يطالب ترمب رفع السرية عن وثائق "إبستين" 32.5 % نسبة إنجاز أولويات رؤية التحديث الاقتصادي للأعوام (2023-2025) الفراية يوجه بتنفيذ حملات أمنية على مناطق محيطة بجسر الملك حسين "اتحاد كرة السلة" يستقطب خبيرا نفسيا عالميا للمنتخب 10 أسئلة نيابية من العرموطي لوزيري الداخلية والمياه "حماية المستهلك" تحذر إيران: ضبطنا شرائح تجسس بأحذية مفتشي "الوكالة الذرية" والمعلومات تصل لـ"اسرائيل" المشاقبة يوجه سؤالًا نيابيًا حول تصنيف الجامعات والأبحاث المزورة شكاوى عمالية ضد منشآت لم تلتزم بالحد الأدنى للأجور العثور على جثة شاب أسفل جسر عبدون 70 أكاديميا يساندون تصريحات محافظة بشأن الجامعات الداخلية: تحديد عدد بطاقات السفر عبر جسر الملك حسين المباعة من خلال المنصة الإلكترونية

القسم : مقالات مختاره
أنثروبولوجيا و(خبيزة)
نشر بتاريخ : 4/23/2017 6:07:51 PM
احمد حسن الزعبي
 
احمد حسن الزعبي

بعض الأغاني مرتبطة بالأماكن..مثلاً اذا سمعت هاني شاكر تتذكر ممرات الجامعة...واذا سمعت وردة الجزائرية تتذكّر عربات الكباب في مجمع عمان..شخصياً لا أستطيع أن أسمع كلمة «ربيع» الا وتتراقص أمام عيني «ضمة خبيزة»..فالخبيزة هي العلامة الفارقة في أيام هذا الشهر ،بحيث لا تلتفت يميناً او يساراً ، شرقاً او غرباً الاّ و ترى عروق الخبيزة تحاصرك في كل مكان..ناهيك عن الهدايا التي تأتيك من كل حدب وصوب على سبيل المودة و»الطعمة» و»الوحام» النسوي الذي يجعلك تخزّن حديدا في مستودعات الدم، قادرة أن تبني عشرة أبراج سكنية بحجم «برج خليفة»..

يحزنني أن عمر هذا الفصل بات قصيرا جداً ، منذ يومين وأنا أشتم رائحة الصيف القائظ رغم الخضرة المقاومة في الحقول..في السابق كان يعمّر الربيع طويلاً مثل عجائز القرى الجبلية..في مثل هذا التوقيت أو قبله بأسابيع كانت «حجّاتنا» يشكلن فريقاً نسوياً من الحارة للبحث عن الخبيزة في السهول ،المعدات القتالية بسيطة وسهلة..»خوصة» / سكينة ذات أسنان منشارية ،وكيس خيش خفيف..ويبدأ الزحف البشري نحو الرياض والتلال البسيطة، وعندما يتم الاستقرار على مكان ما ، يجلسن على أكياس الخيش وسط حقل «الخبيزة» ويبدأن بـ»قطع أعناق» هذه النبتة المسالمة ، وكلما تجمعت كمية وفيرة من «العشبة الخضراء» يحزّم عليها خيط «مصّيص» على شكل ربطة وتوضع جانباً ، طبعاً كل واحدة من»جنّايات» الخبيزة تعرف رصيدها من الربطات الخضراء كما يعرف رجال الأعمال رصيدهم في البنوك بالفلس الأحمر، وعندنا تغمض الشمس عينها في قلب السهل...تضع كل ذات «خبيزة» خبيزها في كيس الخيش وتحمله بكل سرور على ظهرها كواحدة من غنائم الربيع الكثيرة ويعدن إلى بيوتهن البسيطة الوادعة..


كانت العجايز يتمتّعن بذكاء فطري في انتقاء مكان الخبيزة ، فمثلا يبعدن ويتجنّبن الخبيزة النابتة قرب السناسل أو تحت سياج الدور الخارجية لأنهن يضعن احتمالية كبيرة لــ»تبوّل» فتيان الحي و»المزنوقين» من المارة بهذه الأماكن لذا يشطبنها من الأماكن المتاحة «للتلقيط»..كما أن الخبيزة ذات الأوراق العريضة والعروق الغليظة نوعية غير محببة حيث تسمى «خبيزة الجِمال» أي ان هذه الخبيزة تصلح لأكل الجمال والبعير وليس للبشر ،لخشونة الورق وقساوة العرق...بقي ان أقول ان زمن البساطة غاب بغياب رموشهن عنا...فانسحب جيل الخبيزة وجولات السهول لصالح جيل «النوتيلا» على الرفوف...

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023