رئيس النيابة العامة يقرر حظر النشر في قضية التسمم الكحولي ترامب: "إسرائيل" وافقت على شروط هدنة في غزة مدتها 60 يوما المقاومة الفلسطينية في غزة تُكبد الاحتلال خسائر فادحة خلال حزيران الصحة: إغلاق ودمج 72 مركزاً صحياً بأخرى قريبة استقرار أسعار الذهب في الأردن الأربعاء وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 2- 7 – 2025 المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تهريب كمية كبيرة من المخدرات استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال وسط رام الله أكثر من 100 شهيد بنيران وغارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء "رغم الحرارة الشديدة".. مصر تتعرض لأمطار غزيرة بشكل مفاجئ ترامب: سنملأ الاحتياطي الاستراتيجي من النفط عندما تكون الظروف مواتية مصدر رسمي: اعتراض الصواريخ اليمنية يكون خارج الأجواء الأردنية رصد أجسام مضيئة في سماء الأردن - فيديو محافظ العاصمة يمنع فعالية دعى إليها الملتقى الوطني في الرابية الجمعة استقالة المكتب السياسي لحزب الميثاق

القسم : بوابة الحقيقة
أنت حر..!
نشر بتاريخ : 5/29/2024 3:03:13 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران


بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

 

المئات من الأطفال والنساء يحرقون أحياء في خيم النازحين ثم يخرج قائد فرقة الإجرام في دولة الاحتلال بكل تبجح ليقول أن ذلك تم "بالخطأ"! ثم مجزرة يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء "بدون قصد"، تماماً كما في كل مرة اعتاد فيها الاحتلال ممارسة هوايته فيها على مدار أكثر من 70 عاماً مضت على احتلال فلسطين مادام أنه فوق أي حساب ومسائلة، ولتستمر آلة الإجرام المعجونة بالكذب تقود جرائم الاحتلال بشهوة الانتقام من كل ما يتعلق بقطاع غزة تحديداً، من البشر وحتى من الحجر لا لشيء إلا أن هذا الاحتلال المأزوم لم يستوعب إلى اليوم مرارة الذل والمهانة التي تجرعها منذ أكثر من 8 أشهر، أشهر طويلة وقبلها سنوات طوال لم يترك فيها مجزرة ولا جريمة ولا دناءة إلا ومارسها في غزة والضفة وكل أرض فلسطين المحتلة، وما يزيده تخبطاً وجنوناً أنه وبرغم كل ذلك مازال أهل غزة الصابرين ومعهم كل أهل فلسطين وبرغم كل الألم والمعاناة صامدين كالطود في وجه إجرامه وغطرسته، هذا الاحتلال الذي لا يرى سوى بعينيه ولا يسمع غير صوته، حتى وصل به الأمر الاستخفاف بكل الهيئات والمؤسسات الدولية وقراراتها لإيقاف الحرب في غزة، فلا المحكمة الجنائية الدولية تعنيه ولا حتى قرارات محكمة العدل الدولية، وما كان هذا الاحتلال ليصل لكل هذه الغطرسة بدون مباركة من يسانده ويقف خلفه بكل قوة، تلك القوة الكبرى في العالم التي ما تزال تزوده بالسلاح والعتاد والدعم السياسي للذهاب لأبعد نقطة في القتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني، في رسالة أصبحت أوضح من الشمس من الولايات المتحدة لربيبتها دولة الاحتلال مفادها "أنت حر"، افعل ما يحلو لك بالشعب الفلسطيني بل وبأي أحد غيرهم يقف في وجهك، ولك منا كل الدعم والمساندة، الولايات المتحدة التي ضحكت لسنوات على كثيرين في العالم ومنهم من أبناء شعبها بأنك "أنت حر" في التعبير عن رأيك، قل ما تشاء وافعل ما تشاء في دولة الديمقراطية الأولى في العالم، حتى رأينا بأعيننا كيف تعاملت وتتعامل إلى اليوم بمنتهى الديمقراطية مع مظاهرات الآلاف من طلبة جامعاتها بسحلهم وسجنهم والتنكيل بهم وحرمانهم من حقوقهم الجامعية فقط لأنهم رفعوا صوتهم لنصرة مظلومية الشعب الفلسطيني والوقوف في وجه جرائم الاحتلال وطغيانه، تلك التي يرفضها كل صاحب ضمير حي في هذا العالم.

وما يجري اليوم سيكون له نتيجة ستظهر آثارها ولو بعد حين، وهو ظهور جيل فلسطيني وعربي جديد سينشأ بعنوان واحد وهو "أنت حر"، ذلك لأنه جيل ستسقط أمامه كل مساحيق التجميل التي حاول الاحتلال إخفاء قذارة وجهه بها على مر السنين، ومعه كل داعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وسيتعامل هذا الجيل مع الاحتلال على مبدأ أنه هو أيضاً حر في الدفاع عن أرضه وعرضه بكل وسيلة متاحة تصل إليها يده، خصوصاً أمام عالم لا يعترف إلا بالقوي واحتلال لا يتعامل مع كل ما حوله من العالم إلا بمبدأ أنه حر في كل ما يقول ويفعل.

صحيح أن الألم أكبر بكثير من أن يروى ويحكى، وصحيح أن الكلمات باتت تقف عاجزة أمام هول ما ترى وتسمع، وأننا نستيقظ كل يوم على ألم يكبر بداخلنا أكثر من أي وقت مضى، إلا أنه وعلى قدر الألم يزداد اليقين بأن النصر آت لا محالة بإذن الله، وبأن كل هذا الاجرام والجنون من هذا الاحتلال المختل ما هو إلا لشعوره بالذل والهزيمة والعجز عن تحقيق أي نصر يضحك به على أتباعه، ولكن هيهات فأرض فلسطين عصية على كل محتل مجرم جبان، وحتى ولو قاموا بقتل كل من فيها من البشر ستنتفض حجارتها وحبات ترابها المروية بدم الشهداء لمحاربتهم والبصق في وجوههم وطردهم ودحرهم من فوق أرضها الطاهرة، وهو ما نراه حقيقة ماثلة أمام أعيننا بإذن الله مهما طال الزمان وامتد الظلام، فما بعد الصبر إلا الفرج والفرح بإذن الله، رحم الله شهداء فلسطين الأبرار وكتب الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وربط على قلوبهم وقلوب أهلهم وأحبابهم، وكتب لهم فرجاً عاجلاً ونصراً مبيناً يداوي جراحهم ويقر عيونهم وقلوبهم، ويملأ وجوههم بابتسامة فرح تعوضهم أجمل العوض عن كل لحظة ألم ألمت بهم.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023