المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل وتهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة إسناد تهم القتل والشروع بالقتل والتدخل بالقتل لـ 25 متهما بقضية التسمم الكحولي النصف الأول من عام 2025.. تغيرات خطيرة في الأقصى والقدس استشهاد 27 فلسطينيا بنيران الاحتلال في غزة بينهم 12 من منتظري المساعدات العيسوي: الأردن ثابت أمام العواصف والرؤية الملكية تصنع من التحديات فرصًا سفيرة جمهورية جنوب أفريقيا تزور غرفة تجارة الكرك قرار خفض جمرك المركبات - تصحيح بنية مشوهة طالما اشتكى منها الأردنيون – تقرير تلفزيوني بدء تسجيل طلبة الصف الأول الأساسي المنصة الإلكترونية - رابط ترقيات في وزارة التربية والتعليم شملت 2070 معلماً وإدارياً الإدعاء العام يستمع اليوم لبيانات النيابة العامة بقضية التسمم بكحول الميثانول تحذير صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأمن يعلن أسماء المشروبات الكحولية التي تم سحبها من الأسواق المياه: ضبط اعتداءات في الحلابات والضليل وحفارات مخالفة بجرش والمفرق الأمن:إحالة قضية التسمم بـ ( الميثانول) إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى ارتفاع مقلق بإصابات السحايا في قطاع غزة

القسم : مقالات مختاره
فضيلة الشيخ يهوذا!
نشر بتاريخ : 2/20/2017 12:10:12 PM
حلمي الاسمر


حلمي الأسمر

كلنا متفقون تقريبا على عدم وجود «واسطة» بين العبد وربه في الإسلام، وبالتالي لا يوجد ظاهرة «رجال الدين» لتمييزهم عن رجال الدنيا، ولكن واقع الحال المتردي كرس بروز ظاهرة في الواقع هي موازية لطبقة الأكليروس أو الكهنوت المختصين بالتوسط بين العباد وربهم، والقيام بالطقوس الدينية اللازمة لأهل الدنيا، هؤلاء أصبحوا طبقة أسوأ بكثير من كهنوت العصور الوسيطة في أوروبا، طبقة تأكل بدينها، وتضعه في خدمة دنياها، وتعين رجال الدنيا على البطش والظلم، وتغلف أفعالهم بقالب «شرعي»، مسوغ دنيوياً وأخرويا. هؤلاء ليسوا رجال دين بالمفهوم السائد فحسب، بل هم جلادون وقتلة ومتآمرون على الدين والدنيا، والعمائم التي تلف على رؤوسهم يجب أن تلتف على رقابهم!

يخصص عبد الرحمن الكواكبي في كتابه «طبائع الاستبداد» باباً عن العلاقة الجدلية بين الدين والاستبداد، ويكتب «تضافرت آراء أكثر العلماء، النّاظرين في التّاريخ الطّبيعي للأديان، على أنَّ الاستبداد السّياسي مُتَوَلِّد من الاستبداد الدِّيني». ويدرس الكواكبي هذه العلاقة بين الاستبدادين، الديني والسياسي، على صورة تكامل، إذ يقول: «ما من مستبدٍّ سياسيّ، إلى الآن، إلا ويتَّخذ له صفة قدسيّة، يشارك بها الله، أو تعطيه مقامًا ذا علاقة مع الله. ولا أقلَّ من أنْ يتَّخذ بطانة من خَدَمَةِ الدِّين، يعينونه على ظلم النَّاس باسم الله، وأقلُّ ما يعينون به الاستبداد!

وتحضرني هنا قصة مرعبة من التاريخ الإسلامي الحديث، عن «شيخ» يهودي هاجر من اليمن إلى فلسطين عام 1946. وجندته المخابرات الصهيونية لحسابها هناك تمهيدا للحرب التي كان يعد لها الصهاينة تمهيدا لتأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، واتخذ الإسلام ستارا لعمله لحساب الموساد، وحفظ القرآن الكريم كاملا بتفسيره وعلومه وكان يؤم المصلين في المسجد الأقصى وفي جامع خان يونس كان يقضي معظم أوقاته يرتل القرآن ويقيم الصلاة ويعظ الناس ويشرح لهم أمور دينهم ودنياهم، وكان يظهر تأييدا قويا للمجاهدين في فلسطين ويدعو لهم بالنصر، وعندما بدأت الحرب العربية الصهيونية في أيار مايو 1948 اتصل بالقوات المصرية التي شاركت في الحرب هناك، حيث بدأت المخابرات العسكرية المصرية المصاحبة للقوات المصرية في مدينة خان يونس تراقبه خاصة بعد اختفائه عدة ساعات كل يوم عند منتصف الليل ولتكتشف أنه يتسلل من معسكرات الفدائيين المصريين إلى معسكرات العصابات الصهيونية، ومن ثم اختفى «الشيخ» ولم يعد يتردد على المعسكر ليؤم الجنود والضباط المصريين الصلاة، ثم تطوع أحد الضباط المصريين لخطفه من معسكر العدو،وحوكم أمام لجنة عسكرية مصرية وصدر الحكم بإعدامه رميا بالرصاص ونفذ فيه الحكم عقب صدوره فورا، ثم قام الضابط المصري الذي خطفه بحمل جثته ليلا وتسلل إلى قرب المعسكر الصهيوني ووضع جثة الخائن فاضل عبد الله يهوذا يهودي الديانة والذي كان يدعي الإسلام ويتلو القرآن ويؤم المسلمين في الصلاة في المسجد الأقصى!

ترى، هل يعلم أحد كم يوجد بيننا من «شيوخ» من فئة «فضيلة الشيخ يهوذا» يملؤون الدنيا صراخا بمواعظهم وأدعيتهم، ويحضون على اتباع الفضيلة، ويدعون «للمجاهدين بالنصر!» ويخفون في قلوبهم حقدا أسود على كل ما هو خير وجميل في حياتنا؟

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023