المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل وتهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة إسناد تهم القتل والشروع بالقتل والتدخل بالقتل لـ 25 متهما بقضية التسمم الكحولي النصف الأول من عام 2025.. تغيرات خطيرة في الأقصى والقدس استشهاد 27 فلسطينيا بنيران الاحتلال في غزة بينهم 12 من منتظري المساعدات العيسوي: الأردن ثابت أمام العواصف والرؤية الملكية تصنع من التحديات فرصًا سفيرة جمهورية جنوب أفريقيا تزور غرفة تجارة الكرك قرار خفض جمرك المركبات - تصحيح بنية مشوهة طالما اشتكى منها الأردنيون – تقرير تلفزيوني بدء تسجيل طلبة الصف الأول الأساسي المنصة الإلكترونية - رابط ترقيات في وزارة التربية والتعليم شملت 2070 معلماً وإدارياً الإدعاء العام يستمع اليوم لبيانات النيابة العامة بقضية التسمم بكحول الميثانول تحذير صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأمن يعلن أسماء المشروبات الكحولية التي تم سحبها من الأسواق المياه: ضبط اعتداءات في الحلابات والضليل وحفارات مخالفة بجرش والمفرق الأمن:إحالة قضية التسمم بـ ( الميثانول) إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى ارتفاع مقلق بإصابات السحايا في قطاع غزة

القسم : مقالات مختاره
الخيارات المعقدة في سورية
نشر بتاريخ : 1/2/2017 11:37:27 AM
حسن أبو هنية

 

حسن أبو هنية

 

لا جدال أن أهم حدث في سوريا 2016 كان سقوط حلب وهزيمة المعارضة المسلحة وخروجها من المدينة كما كان نصرا كبيرا لقوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد بصرف النظر عن الدور الحاسم للطيران الروسي في الجو والمليشيات الشيعية الموالية لإيران في الير فضلا عن التحولات العميقة التي طالت التوجهات الاستراتيحية لمنظومة أصدقاء سورية وفي مقدمته الحكومة التركية ومع عدم التفاؤل بحل سياسي قريب سواء في أستانة أو جنيف وهشاشة اتفاق وقف إطلاق النار سوف يصبح السؤال الأكثر أهمية وتداولا ما هي خيارات وأولويات القوات السورية وحلفائها خلال عام 2017 وهل ستذهب باتجاه الشرق لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، أم ستتجه إلى الغرب للتصدي لجبهة فتح الشام وغيرها من الفصائل في إدلب أم أنها ستنشغل في الوسط بريف دمشق أم انها ستبدأ بالجنوب باتجاه درعا وريفها.

 

من الواضح تماما أن تنظيم الدولة الإسلامية في سورية ليس من أولويات نظام الأسد وحلفائه وهو يستثمر وجوده في تثبيت شرعيته ويشكل ضرورة حيوية لجلب الأصدقاء في نادي حرب الإرهاب وقد ظهر ذلك جليا عندما استعاد التنظيم السيطرة على مدينة تدمر في أواسط ديسمبر الماضي من أيدي قوات النظام ثم اندفاعه بقوة نحو القاعدة العسكرية الاستراتيجية تي فور شرق حمص، إذ لم يبد النظام مقاومة حقيقية بينما كان مستميتا في السيطرة على حلب ذلك أن أولوية النظام كسر وهزيمة المعارضة الموصوفة الاعتدال ودفعها لعقد صفقات سياسية غير مضمونة لجعلها شريكة فيما تطلق عليه الإرهاب.

 

استراتيجية النظام السوري لن تغامر بالذهاب لمعقل تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة ليس بسبب نظرية المؤامرة البلهاء ودعايات التعاون والاستلام والتسليم بل لإدراكها طبيعة التنظيم ونوعية مقاتليه وتكتيكاته العنيفة والمكلفة فقد كشف سقوط تدمر بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية للمرة الثانية منذ مايو 2015 رغم القصف الروسي العنيف عن عحز النظام عن الاضطلاع بعمليات عسكرية كبرى على جبهات عدة في نفس الوقت، فبحسب المستشارين الروس يفتقر الجيش السوري للقدرة على تعويض النقص في الكوادر البشرية، ويعاني من ضعف وعدم كفاءة هيكلية في القيادة والسيطرة ويواجه صعوبة في عمليات ترابط وتلاحم الوحدات العسكرية لضعف المعنويات والعقيدة القتالية.

 

هكذا فإن النظام السوري سوف يعمل على استثمار انجاز حلب سياسيا كي يضمن اعترافا أمريكيا بدوره كشريك في الحرب على الإرهاب الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية الذي يمثل جوهر أولويات الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة المعلقة جزئيا بانتظار تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب وتفعيل سياسته الخارجية ودوائر الأمن القومي.

 

تبدو أهداف النظام وأولوباته تتمحور مرحليا حول سورية المفيدة التي ترتكز على المدن الرئيسبة المأهولة بالسكان ولذلك قد تحاول قوات النظام استعادة السيطرة على خطوط الطرق السريعة التي تربط مدينة حلب بحماه واللاذقية في المنطقة الساحلية رغم إدراك النظام للصعوبات وطبيعة المعارك العنيفة المنتظرة في تلك الجبهات لكن تحرك القطاعات العسكرية يشي بتحضيرات جدية إلى جانب تنفيذ النظام لغارات جوية على المراكز المدنية التي تسيطر عليها المعارضة الأمر الذي يجعل من المعارضة المسلحة محاصرة في إدلب وريف حلب الغربي ويرهنها للقرار التركي الذي يسعى بدوره لتحقيق مكاسب تضمن أمنه القومي بمنع قيام الكيان الكردي.

 

خيارات تحرك النظام السوري في الجبهة الجنوبية لا تزال بعيدة وهي جبهة خاملة وشبه مجمدة ولم تدخل فصائلها في مواجهة مع قوات النظان منذ منتصف 2015 فهي جبهة معقدة وتخضع لاعتبارات أمنية إقليمية ودولية أمريكية حبث ترتكز المجهودات على أولوية ضبطها وتخصيص لمجابهة جيش خالد بن الوليد المرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية في ريف درعا الغربي والحيلولة دون انضمام أفراد فصائل الجبهة الجنوبية إلى تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة فتح الشام. وفي حال شعور النظام السوري بتراخي الدعم عن الجبهة الجنوبية سوف يغريه الأمر بالاندفاع سريعا ليفرض سيطرته مرة ثانية على معبر نصيب مع الأردن، لاستئناف حركة التجارة التي كانت متواصلة إلى أن سيطرت مجموعات المعارضة على هذه النقطة في إبريل 2015.

 

خلاصة القول أن النظام السوري ليس في عجلة من أمره فلم يعد أحد يشكك في شرعيته وسوف يعمل على مدى العام الجديد على التخلص من مسألة المعارضة المسلحة المعتدلة بطرائق مختلفة عسكرية وديبلوماسية وسيتجنب الدخول في مواجهة عسكرية فعلية مع المنظمات المصنفة دوليا كحركات إرهابية كتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام وسيعمل على تكريس وجوده وإثبات مصداقيته وإخلاصه كشريك دولي في الحرب على الإرهاب.

 

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023